نشرت مجلة "نيوزويك" الأميركية تقريراً تحدثت فيه عن جهود إسرائيل في إحباط شبكة أنظمة الدفاع الجوي الإيراني في سوريا، مشيرة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي شن 7 غارات على 6 مواقع في سوريا، خلال العامين الماضيين، دمر خلالها المنظومة الإيرانية.
ونقلت المجلة عن مصدر استخباري من دولة متحالفة مع الولايات المتحدة، من دون أن تسميه، قوله إن إيران سعت إلى إنشاء شبكة دفاع جوي شاملة في سوريا، من خلال إرسال أفراد ومعدات، في حين سعت إسرائيل إلى إحباط هذا المشروع من خلال الضربات الجوية المتكررة.
وقال المصدر إن إسرائيل بدأت بتكثيف ضرباتها على سوريا أواخر العام 2017، عندما بدأت القوات الإيرانية بترسيخ وجودها على الأراضي السورية، واستهدفت هذه الضربات مواقع ومصالح عسكرية إيرانية تهدد إسرائيل، إلا أنه خلال العامين الماضيين، غيرت إيران استراتيجيتها بتعزيز قدراتها بنشر منظومة دفاع جوي بكلفة عشرات الملايين من الدولارات، لحماية مصالحها في سوريا من الضربات الإسرائيلية.
مشروع مشترك مع جيش النظام السوري
وأوضح المصدر الاستخباري أن تعزيز هذه القدرات تم كمشروع مشترك مع جيش النظام السوري، بهدف تمكين عملية إيرانية مستقلة لأنظمة الدفاع الجوي من داخل الأراضي السورية، مضيفاً أن الإيرانيين ساعدوا جيش النظام في تحديث مجموعة الرادار الخاصة به، المصممة للمساعدة في الكشف عن الهجمات الإسرائيلية ومنعها، وبشكل أساسي لحماية المصالح الإيرانية في سوريا.
وعن الأسلحة التي تم إشراكها في جهود تعزيز القدرات، قال المصدر إنها تشمل صاروخ "هنتر B4"، الذي يعمل بالوقود الصلب، وكُشف عنه في تشرين الثاني الماضي في حفل حضره كبار أعضاء القيادة العسكرية الإيرانية، بالإضافة إلى منظومة صواريخ "باوار 373" أرض - جو، التي يصل مداها إلى نحو 300 كيلومتر، مع مدى رادار يزيد على 450 كيلومتراً.
كما روّج المسؤولون الإيرانيون لقدرات أكبر لنظام الصواريخ المنتج محلياً والأميركي الأصل "باتريوت" أرض - جو، ومنظومة الدفاع في المناطق ذات الارتفاعات العالية "THAAD" الأميركية المضادة للصواريخ، بالإضافة إلى منظومة صواريخ "S-300" أرض - جو روسية الصنع.
ووفق المصدر فإنه بالنظر إلى أن البطاريات الإيرانية ومنظومات الصواريخ تم تركيبها على الأراضي السورية، وفي كثير من الأحيان بالقرب من المواقع التي يسيطر عليها جيش النظام السوري، أصبح عناصر جيش النظام أهدافاً معرضة للخطر من جراء الضربات الإسرائيلية على هذه المنظومات.
7 غارات على 6 مواقع
وحدد المصدر الاستخباري 7 غارات شنتها إسرائيل على شبكة إيران للدفاع الجوي في سوريا خلال العامين الماضيين، وهي ضربتان على طرطوس وتدمر في تشرين الأول 2021، وضربة على اللاذقية في كانون الأول 2021، وضربة على دمشق في آذار 2022، وضربة على طرطوس في تموز 2022، وضربتان على حمص في تشرين الثاني وكانون الأول 2022.
وقال المصدر إن هذه الغارات تسببت بمقتل 10 من القادة الإيرانيين، وحدد اثنين منهم قتلا في الغارة على دمشق في آذار 2022، هما مرتضى سعيد نجاد وإحسان كربلاء بور، وكلاهما مهندسان في الدفاع الجوي، واعترف "الحرس الثوري" الإيراني بمقتلهم في ذلك الوقت.
وأضاف المصدر أن أحد القادة الإيرانيين البارزين الذين لقوا حتفهم أخيراً في سوريا هو العقيد داوود جعفري، من "قوة الجو فضاء" في "الحرس الثوري"، والمعروف باسم مالك، موضحاً بأن جعفري هو "قائد جهود تطوير منظومة الدفاع الجوي الإيرانية في سوريا".
وأشار مصدر "نيوزويك" الاستخباري إلى أن الجعفري عمل أيضاً مع قادة آخرين في إيران، من بينهم القائد السابق للقوات الإيرانية في سوريا، الجنرال جواد غفاري، والعميد في "الحرس الثوري" محمد رضا زاهدي، المعروف بأنه "قائد سوريا ولبنان"، موضحاً أن نائب قائد "قوة الجو فضاء" في "الحرس الثوري"، العميد فريدون محمدي صقائي، هو المسؤول الآن عن مشروع الدفاع الجوي الإيراني في سوريا.
مشروع الدفاع الجوي الإيراني في سوريا
وبدأت إيران مشروع تطوير نظام الدفاع الجوي في سوريا وفق اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري بين إيران والنظام السوري أبرمت في تموز من العام 2020، مع بداية تكثيف الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية لإيران وميليشياتها داخل سوريا.
وصرح حينذاك رئيس هيئة الأركان الإيرانية، محمد باقري، عقب لقائه مع وزير الدفاع في حكومة النظام السوري، علي أيوب، أن إيران "ستقوم بتقوية أنظمة الدفاع الجوية السورية، في إطار توطيد العلاقات العسكرية بين البلدين، مما يعزز مواجهة الضغوط الأميركية".
وفي آذار الماضي، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم تفعيل بطارية إيرانية الصنع مضادة للطائرات خلال غارة جوية نفذتها إسرائيل داخل سوريا.