تقاسم جوائز نوبل 2024 في مجالات الطب والفيزياء والكيمياء 7 علماء، اثنان في الطب ومثلهما في الفيزياء، بينما توزّعت جائزة نوبل للكيمياء على 3 علماء هذا العام. وذلك ضمن برنامج توزيع الجوائز الشهيرة في فئات الطب والفيزياء والكيمياء والآداب والسلام والاقتصاد، في الفترة ما بين 7- 14 تشرين الأول الجاري في ستوكهولم وأوسلو.
جوائز الكيمياء
وخلال حفل تسليم جائزة نوبل للكيمياء الذي جرى أمس الأربعاء، أُعلن عن حصول كل من العالم الأميركي ديفيد بيكر ومواطنه جون جامبر والبريطاني ديميس هاسابيس على الجائزة لعملهم على التنبؤ ببنية البروتينات باستخدام الذكاء الاصطناعي. حيث فاز بيكر بنصف الجائزة مكافأة له على "التصميم الحاسوبي للبروتين"، بينما اقتسم العالمان جامبر وهاسبيس النصف الثاني لعملهما حول "توقع بنية البروتين".
BREAKING NEWS
— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 9, 2024
The Royal Swedish Academy of Sciences has decided to award the 2024 #NobelPrize in Chemistry with one half to David Baker “for computational protein design” and the other half jointly to Demis Hassabis and John M. Jumper “for protein structure prediction.” pic.twitter.com/gYrdFFcD4T
وقالت لجنة الجائزة في بيان خلال الإعلان عن الفائزين في العاصمة السويدية ستوكهولم: "من بين عدد لا يحصى من التطبيقات العلمية، بات في إمكان الباحثين فهم مقاومة المضادات الحيوية بشكل أفضل وإنشاء صور للإنزيمات التي يمكنها تفكيك البلاستيك".
وقد نجح ديميس هاسابيس وجون جامبر اللذان يديران شركة "غوغل ديبمايند" Google Deepmind، في "تطوير نموذج ذكاء اصطناعي لحل مشكلة عمرها 50 عاماً تتمثل في التنبؤ بالهياكل المعقدة للبروتينات".
ويمكن لنموذج الذكاء الاصطناعي الذي طوراه ويُعرف باسم "ألفافولد" Alphafold، التنبؤ بالبنية ثلاثية الأبعاد للبروتينات بناء على حمضها الأميني.
وكان الرجلان اللذان جرى التداول باسمهما بين المرشحين لهذه المكافأة، قد حصلا بالفعل على جائزة لاسكر المرموقة في عام 2023.
وأشارت لجنة التحكيم إلى أن اكتشافات الفائزين هذا العام "توفر إمكانات هائلة".
نوبل في الفيزياء
وحصل البريطاني- الكندي جون هوبفيلد والأميركي جيفري هينتون يوم الثلاثاء الفائت على جائزة نوبل للفيزياء لأبحاثهما في مجال "التعليم الآلي" المستخدم في تطوير الذكاء الاصطناعي.
”I’m still somewhat in shock.”
— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 8, 2024
In this interview recorded shortly after the announcement, 2024 physics laureate John Hopfield talks about how he found out about the prize when he was going through his e-mails. ”It didn't sink it until I got to the fourth e-mail!”#NobelPrize pic.twitter.com/9U1xjovLYk
وقالت لجنة جوائز نوبل في بيان: "لقد استخدم كلا الفائزين بجائزة نوبل في الفيزياء لهذا العام أدوات الفيزياء لتطوير أساليب تشكل أساس أنظمة التعلم الآلي القوية اليوم".
وفاز جون هوبفيلد (91 عاما)، وهو أستاذ في جامعة برينستون المرموقة، وجيفري هينتون (76 عاما) الأستاذ في جامعة تورنتو في كندا، بالجائزة تقديرا لـ "اكتشافاتهما واختراعاتهما الأساسية التي تتيح التعلم الآلي باستخدام الشبكات العصبية الاصطناعية". ويعمل الفائزان بالجائزة على هذا الموضوع منذ ثمانينات القرن العشرين.
وقالت رئيسة لجنة نوبل للفيزياء إلين مونز أمام الصحافيين: "استخدم الفائزان لعام 2024 مفاهيم أساسية من الفيزياء الإحصائية لتصميم شبكات عصبية اصطناعية تعمل كذواكر ترابطية وتجد أنماطا في مجموعات كبيرة من البيانات".
وقد استُخدمت هذه الشبكات العصبية الاصطناعية لتعزيز الأبحاث في مجالات متنوعة مثل فيزياء الجسيمات، وعلوم المواد، والفيزياء الفلكية.
وأضافت مونز: "لقد أصبحت (هذه الشبكات) جزءا من حياتنا اليومية".
نوبل في الطب
ويوم الإثنين الفائت، أعلنت لجنة نوبل منح الطبيبين الأميركيين فيكتور أمبروس وغاري رافكن جائزة نوبل الطب، لاكتشافهما الحمض الريبوزي النووي الميكروي (microRNA)، وهي فئة جديدة من جزيئات الحمض النووي الصغيرة تؤدي دورا حاسماً في تنظيم نشاط الجينات.
BREAKING NEWS
— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 7, 2024
The 2024 #NobelPrize in Physiology or Medicine has been awarded to Victor Ambros and Gary Ruvkun for the discovery of microRNA and its role in post-transcriptional gene regulation. pic.twitter.com/rg3iuN6pgY
وقالت لجنة الجائزة في بيان: "جائزة نوبل لهذا العام تكافئ عالمين لاكتشافهما مبدأ أساسياً يحكم تنظيم نشاط الجينات"، مضيفة "يمكن أن يؤدي الاختلال في تنظيم الجينات إلى أمراض خطرة مثل السرطان أو السكري أو (أمراض) المناعة الذاتية، ولهذا كان فهم تنظيم نشاط الجينات هدفا مهما لعقود".
وأمبروس (70 عاما) هو عالم أحياء في كلية الطب في ماساتشوستس، فيما رافكون (72 عاما) أستاذ في علم الوراثة في كلية الطب بجامعة هارفارد.
وكانا نشرا النتائج التي توصلا إليها حول "مستوى جديد من تنظيم الجينات" في ورقتين بحثيتين منفصلتين عام 1993، وقد أثبتت أنها حاسمة.
وأجرى الباحثان اللذان يتعاونان مع بعضهما البعض، ولكنهما يعملان بشكل منفصل، بحوثا على دودة مستديرة صغيرة لا تتعدى الميليمتر الواحد، تسمى C. elegans، لتحديد سبب وتوقيت حدوث الطفرات الخلوية، وفق لجنة نوبل.
تحتوي كل خلية على الكروموسومات (الصبغيات) نفسها، وبالتالي مجموعة الجينات والتعليمات الجينية عينها. ويسمح تنظيم الجينات لكل خلية باختيار التعليمات ذات الصلة فقط.
ولذلك أصبح الباحثان مهتمين بكيفية تطور أنواع مختلفة من الخلايا، واكتشفا الحمض النووي الريبوزي الميكروي microRNAs.
وأشار بيان لجنة نوبل إلى أن "اكتشافهما الرائد كشف عن مبدأ جديد تماما لتنظيم الجينات تبيّن أنه ضروري للكائنات متعددة الخلايا، بما في ذلك البشر".
وقد فتح هذا العمل آفاقاً جديدة في علاج الأمراض ولكن من دون تطبيق فوري، وفقا للخبراء.
وقالت الأستاذة في معهد كارولينسكا غونيلا كارلسون هيديستام إن هذا الاكتشاف أدى إلى "الكثير من التجارب التي لا تزال جارية، ليس فقط ضد السرطان، ولكن أيضا ضد أمراض أخرى، مثل أمراض الكلى والأمراض القلبية الوعائية (...) ولكن لا تطبيقات حقيقية متوقعة قريباً".
وتُرفق كل جائزة لنوبل بمكافأة قدرها 11 مليون كرونة (1,07 مليون دولار)، يتقاسمها الفائزون في حال كانوا أكثر من شخص واحد. وهي أعلى قيمة اسمية (بالعملة السويدية) في تاريخ جائزة نوبل الممتد لأكثر من قرن.
وتكافئ جوائز نوبل، منذ إطلاقها في العام 1901، الأشخاص والجهات الذين يساهمون في تحسين حياة الإنسانية، وهو وعد يتعارض مع الأجواء السائدة في العالم الذي تنهشه الحروب خصوصا في الشرق الأوسط وأوكرانيا.