نشر حساب "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" على فيس بوك لقاء مع ناجٍ من غرق "مركب طرطوس" يروي فيه تفاصيل الحادثة التي راح ضحيتها أكثر من 90 شخصاً خلال محاولتهم اللجوء إلى أوروبا.
وقال الشاب جهاد المشلاوي أحد القلّة الناجين من حادثة غرق المركب، إن "الرحلة كانت كالكابوس وأنه لن يتمكن من نسيان المشاهد التي عايشها خلال الرحلة".
وذكر المشلاوي أن محرك القارب تعطل في وسط البحر، وتوقف عن العمل نهائياً والأمواج بدأت برفع المركب إلى أن انقلب بجميع ركابه ليسقطوا في المياه ويختفوا تدريجياً داخل المياه بفعل الأمواج القوية.
24 ساعة على المركب المقلوب
وظلّ الشاب في المياه متمسكاً بالمركب المقلوب ساعات طويلة، لم يتقدم فيها أحد لمساعدته، وقال: "أنا بقيت 24 ساعة بجانب المركب وما لمحت حدا أبداً.. والمركب كان قد انقلب وبقي على سطح الماء ولم يغرق إلى قاع البحر".
ونظراً لعدم وصول المساعدة إلى موقع القارب، ترك الشاب المكان في اليوم التالي (بعد الانتظار لـ24 ساعة)، ليسبح منفرداً لمدة 13 ساعة باتجاه شاطئ طرطوس فوصل البر من دون أن يجد من يساعده طوال وقت السباحة.
"ضليت 24 ساعة قاعد وسبحت شي 13 ساعة.. كابوس مستحيل أنساه"
— تلفزيون سوريا (@syr_television) September 25, 2022
ناجٍ من حادثة غرق "مركب #طرطوس" يروي تفاصيل الكارثة
استمع إلى ما قاله#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/EJpmK9N00F
98 غريقاً في حادثة "مركب طرطوس"
وفي مؤتمر صحفي من الحدود اللبنانية السورية من معبر العريضة، قال اللواء محمد خير الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللبنانية إن "حصيلة عدد الضحايا الكلي حتى اليوم الأحد، بلغ 98 ضحية وهناك ما يقارب 40 جثماناً منهم لم يتم التعرف على أصحابها".
وطالب ذوي المفقودين في الحادثة بالتواصل مع الصليب الأحمر اللبناني للتعرف على الجثامين المنتشلة.
غرق مركب يقل 180 شخصاً قبالة طرطوس
وكانت السلطات اللبنانية أعلنت غرق مركب قبالة سواحل طرطوس السورية، وعلى متنه 180 شخصا، لقي 94 شخصا منهم مصرعهم، حتى السبت.
والجمعة، بدأ الصليب الأحمر اللبناني عند الحدود مع سوريا، عملية تسلّم جثامين عدد من اللبنانيين والفلسطينيين الذين قضوا في الحادثة.
والخميس، أعلنت السلطات اللبنانية غرق مركب على متنه لبنانيون و"غير لبنانيين"، قبالة ساحل مدينة طرطوس في سوريا، بعدما انطلق من شمالي لبنان باتجاه سواحل أوروبا.
وبحسب وسائل إعلام لبنانية، فإن المركب انطلق قبل أيام من شاطئ مدينة المنية شمالي لبنان، وعلى متنه لبنانيون وسوريون وفلسطينيون.
وتزداد محاولات الهجرة غير النظامية من لبنان باتجاه دول أوروبية، في ظل تدهور معيشي غير مسبوق وارتفاع قياسي بمعدلات الفقر على أثر أزمة اقتصادية خانقة تشهدها البلاد منذ عام 2019.