تناقل ناشطون وصفحات إخبارية معارضة لـ"نظام الأسد" وأخرى موالية له على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم السبت، نبأ مقتل "أبو جليبيب الأردني" أحد أبرز قياديي تنظيم "القاعدة" في سوريا، والقيادي السابق لـ"جبهة النصرة" (هيئة تحرير الشام حالياً) في درعا.
وحسب ما ذكرت المصادر الإخبارية، فإن القيادي الأردني (إياد الطوباسي) المعروف باسم "أبو جليبيب"، قتل مع اثنين مِن مرافقيه برصاص قوات "نظام الأسد" في منطقة اللجاة بريف درعا، وذلك خلال محاولته التسلل إلى الأردن، قادماً مِن محافظة إدلب.
وأوضحت المصادر، أن "أبو جليبيب" تعرّض لـ كمين مِن "جهاز الأمن العسكري" التابع لـ"نظام الأسد" في منطقة اللجاة شمال شرق درعا، وأن مقتله جاء بعد تسريبات حول نيته العودة إلى درعا بهدف إعادة إحياء تنظيم "جبهة النصرة" والعمل ضد قوات النظام هناك.
ونشرت صفحات موالية لـ"نظام الأسد" على "فيس بوك"، صورةً قالت إنها لـ"أبو جليبيب" وأحد مرافقيه، قبل ساعات مِن مقتلهما بعملية أمنيّة، أثناء محاولتهما التسلل إلى الأردن، فيما لفت ناشطون أن القياديين اللذين قتلا مع "الطوباسي" هما "طلحة منصور (أبو زكريا)، وسلمان التونسي".
العديد مِن القياديين "الجهاديين" نعوا "الطوباسي" منهم "أبو سراقة الشرعي" القيادي المنشق عن "هيئة تحرير الشام"، وقال على قناته في تطبيق "تليغرام"، "تقبل الله الشيخ المهاجر الأردني أبو جليبيب الذي استشهد وثلة معه من الإخوة المهاجرين في درعا، حيث ضاقت بهم الحياة في إدلب وانطلقوا ليحيوا مسيرة الجهاد في درعا"، مضيفاً "يذكر أن الهيئة اعتقلت قبل عام أبو جلبيب، وهو أحد مؤسسي حراس الدين (المقرّب مِن تنظيم "القاعدة") ومجموعة من المهاجرين ووصفتهم بأنهم رؤوس الفتنة ثم خرجوا".
كذلك نعاه الداعية السعودي عبد الله المحيسني (الشرعي العام السابق في "جيش الفتح") على قناته في تطبيق "تيلغرام" قائلاً "يا أهل حوران أهل الشهامة، هذا أخ لكم مهاجر كان في إدلب، لكنه آثر القدوم إليكم ليبدأ حرب العصابات ضد ضباط الأسد، فقتل ونال الشهادة وهو في الطريق .. ننتظر منكم [عمليات الشهيد أبي جليبيب]"، طبقاً لـ تعبيره.
مَن هو "أبو جليبيب الأردني"؟
شغل الأردني (إياد الطوباسي) المعروف بـ"أبي جليبيب"، منصب القائد العسكري لـ"جبهة النصرة" في الجنوب السوري، منذ منتصف عام 2012 وحتى نهاية عام 2015، عندما عُزل مِن منصبه جرّاء "تفرده باتخاذ قرارات غير مناسبة" أدّت إلى تراجع شعبية "النصرة" وانشقاق العديد مِن عناصرها.
وحسب مصادر إخبارية عدّة، فإن "أبو جليبيب" صهر زعيم تنظيم "القاعدة" في العراق (أبو مصعب الزرقاوي) الذي قتل بغارة أميركية عام 2006، وتشير بعض المصادر إلى أنه كان ضابطَ مخابرات في الأردن، قبيل انضمامه لـ"النصرة".
وانتقل "أبو جليبيب" - وفقاً للمصادر - مِن محافظة درعا إلى إدلب، برفقة أبرز قياديي "جبهة النصرة" منهم المسؤولان الشرعيان السابقان الأردني "سامي العريدي"، والعراقي "أبو ماريا القحطاني"، قبل أن ينشق "أبو جليبيب" عن "النصرة" بعد فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة"، في تموز عام 2016.
في أواخر شهر تشرين الثاني عام 2017، اعتقلت "هيئة تحرير الشام" أبرز المناصرين لـ تنظيم "القاعدة"، على رأسهم "أبو جليبيب" و"سامي العريدي" و"أبو همام الشامي" إضافة لعدد من قيادات الصف الثاني والثالث مِن المهاجرين الذين رفضوا سابقاً تبديل اسم "النصرة" لـ"جبهة فتح الشام" عقب فك ارتباطها بـ"القاعدة"، وذلك في حملة اعتقالات قالت "الهيئة" إنها ضد "رؤوس الفتنة"، الذي كانوا يسعون - حسب مقربين مِنها - إلى تأسيس فرع جديد لـ"القاعدة".
وبعد أشهر مِن إفراج "تحرير الشام" عن "أبو جليبيب" ومَن معه مِن القياديين، شكّلوا أواخر شهر شباط مِن العام الجاري، جسماً عسكرياً تحت اسم "تنظيم حرّاس الدين" بقيادة "أبو همام الشامي"، وذلك بعد شهر ونصف من إعلان تنظيم "القاعدة" عن ظهور تشكيل يتبع له في سوريا، وضمّ "التنظيم" فصائل "جيش البادية، وجيش الساحل، وسرايا الساحل، وسرية كابل، وجيش الملاحم، وجند الشريعة".
وكان تنظيم "القاعدة" بقيادة "أيمن الظواهري" أعلن، في العاشر من شهر كانون الثاني 2017، ظهور كيان جديد يتبع لها في سوريا - دون ذكر اسمه وتحديد مكانه حينها -، مع ترجيح أن تكون قيادته بيد الأردنيين "سامي العريدي" أو "أبو جليبيب" اللذين سبق واعتقلتهما "هيئة تحرير الشام"، وهاجم "الظواهري" بتسجيل صوتي "الهيئة" واتهمها بـ"نكث البيعة" التي عقدت له قبل أكثر من خمس سنوات.
يشار إلى أن "أبو محمد الجولاني" (زعيم "جبهة النصرة") أعلن في أول ظهور له يوم 28 تموز 2016، فك ارتباط "النصرة" بتنظيم "القاعدة" وتغيير اسمها لـ"جبهة فتح الشام" تلبية لـ"رغبة أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي" حسب قوله، ليبدأ بعدها التوتر والخلاف داخل مكونات "النصرة" بين مؤيد لفكرة فك الارتباط ورافض لها، قبل أن تغيّر "النصرة" اسمها مجدداً وتعلن تشكيل "هيئة تحرير الشام".