icon
التغطية الحية

"موت بلا رحمة".. فيلم وثائقي يرثي ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا

2024.10.31 | 19:53 دمشق

آخر تحديث: 31.10.2024 | 19:53 دمشق

789878
من فيلم "موت بلا رحمة"
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

استغرق زلزال السادس من شباط 2023، الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، دقيقة أو ربما أكثر لإحداث دمار هائل في كل من تركيا وسوريا، إذ أسفر عن فقدان آلاف الأرواح. إلا أن الساعات والأيام التالية كشفت عن دراما إنسانية مرعبة، جسدتها المخرجة السورية وعد الخطيب في فيلمها الوثائقي الطويل "موت بلا رحمة"، المشارك في مهرجان الجونة السينمائي.

يفتتح الفيلم بلقطات مروعة من لحظة وقوع الزلزال، حيث يظهر تدافع الناس إلى الشوارع فزعين بملابس النوم، مستخدمًا تسجيلات كاميرات المراقبة. تتبع تلك اللقطات مقاطع صوتية للعالقين تحت الأنقاض، تلتقط نداءاتهم واستغاثاتهم عبر هواتفهم المحمولة، ما يضفي طابعًا إنسانيًا عميقًا على المعاناة.

تظهر المشاهد التالية دمارًا هائلًا أصاب المباني والأحياء السكنية، وخاصة في تركيا، حيث يتم تصوير هذا الدمار بشكل هادئ كما لو أنه وقفة لإدراك حجم الكارثة التي حلت بالناس. ثم ينطلق الفيلم ليروي قصتين مؤلمتين لعائلتين سوريتين مقيمتين في تركيا، وفق ما رصدت وكالة رويترز.

تتمحور القصة الأولى حول عائلة فؤاد، الذي كان خارج المنزل أثناء انهيار شقته في مجمع سكني فاخر بمدينة هاتاي. داخل الشقة، كانت زوجته صفا وابنه قتيبة (9 سنوات) والرضيع سامي. يتابع الفيلم محاولات فؤاد المحمومة للتواصل مع أسرته، وبعد عودته إلى موقع منزله المدمر، يكتشف أنه لم يتبق شيء من عائلته.

فؤاد يعثر على زوجته مصابة في المستشفى، لكن الألم يتضاعف عندما يكتشف أن ابنه قتيبة قد توفي نتيجة انهيار جدار أثناء محاولته الهرب. تظل مأساة فقدانه تؤرق العائلة رغم لم شملهم من جديد، حيث تبقى ذكريات قتيبة محفورة في قلوبهم من خلال بضع لقطات مصورة لرحلته القصيرة في الحياة.

القصة الثانية تتعلق بفادي، الذي كان في سوريا عندما انهار المنزل الذي يضم عائلته في تركيا. يكافح فادي للعبور إلى تركيا للاطمئنان على أقاربه، ليجد أن استجابة فرق الإنقاذ كانت بطيئة، مما يزيد من شعوره بالعجز واليأس. ومع مرور الأيام، يصبح أقصى أمانيه هو التعرف على جثث أفراد عائلته لجمع شملهم في قبر واحد.

في نهاية الفيلم، تتجاوز مأساة العائلتين حدود الأبعاد الشخصية لتسلط الضوء على الأسباب التي ضاعفت من خسائر الكارثة. يتناول الفيلم مسائل مثل معايير البناء المقاوم للزلازل والفساد، بالإضافة إلى العجز الدولي عن تقديم المساعدات للمناطق المنكوبة في سوريا، ما يجعل المشاهدين يتأملون في الأبعاد الأوسع للكارثة. "موت بلا رحمة" لا يروي فقط قصص فقدان، بل يطرح تساؤلات حول الإنسانية والعدالة في مواجهة الكوارث.

الكشف عن فيلم "موت بلا رحمة"

وكانت شركة (MTV Documentary Films) قد كشفت في شباط الفائت عن المقطع الدعائي لفيلم "موت بلا رحمة" للمخرجة السورية المبدعة وعد الخطيب، معلنة عن موعد العرض الأول للفيلم الوثائقي الذي يسرد بصورة مثيرة للدهشة تفاصيل زلزال السادس من شباط المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا قبل عام مضى، وأدى إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص.

واعتمدت وعد الخطيب، المرشحة السابقة لجائزة الأوسكار عن فيلمها الوثائقي الشهير "من أجل سما"، في إخراج فيلمها الحالي على لقطات كاميرات المراقبة فوق الأرض، ولقطات وثائقية رائعة من منظور الشخص الأول من تحت الأنقاض، ولقطات حقيقية واسعة النطاق (بعضها مسجل على الهواتف المحمولة)، ولقطات من طائرات بدون طيار، وأخرى إخبارية وأرشيفية؛ لتوضيح الواقع المدمر للزلزال.

وبُث العرض الأول من فيلم "موت بلا رحمة" في الثالث من أيار الماضي عبر MTV Documentary بالتزامن مع قناة Paramount+ . وهو من أنتاج شيلا نيفينز.

وقالت شركة MTV في بيان لها إن الكارثة "كما أظهرت المخرجة، كانت كارثة طبيعية وكارثة من صنع الإنسان. في أعقاب الزلزال، لم يكن هناك جهد عالمي لإنقاذ الجرحى والمحتضرين تحت الأنقاض. أُجبر المدنيون على استخدام أيديهم ومعاولهم لاستخراج أحبائهم والغرباء، بينما نظر العالم في الاتجاه الآخر... (موت بلا رحمة) تم تجميعه بترتيب زمني من تقارير مئات مذيعي الأخبار والمصورين والمدنيين الذين يمثلون أيام هذا الحدث المأساوي".