كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس سيناريوهات متعددة لمن سيحكم قطاع غزة بعد الحرب، وتتطلع للقيام بدور "بارز" في قضية "اليوم التالي".
وقالت الصحيفة، نقلاً عن 4 مسؤوليين أميركيين، لم تسمهم، إن السيناريوهات المطروحة هي إما تعيين مستشار أميركي يشرف على إدارة القطاع ويكون مقره في سيناء المصرية أو الأردن، أو إنشاء "قوات سلام عربية".
وأضاف المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لحساسية القضية، أن "ذلك جزء من خطة للولايات المتحدة للعب دور "بارز" في انتشال غزة من الفوضى"، على حد تعبيرهم.
وأوضح المسؤولون الأميركيون أن "إدارة بايدن تدرس العديد من الخطط للانخراط في مستقبل غزة بعد الحرب، منها تعيين مسؤول أميركي ليكون كبير المستشارين المدنيين لقوة معظمها فلسطينية، ويكون مقره في سيناء المصرية أو الأردن، وتشكيل قوة حفظ سلام".
ووفقاً للمسؤولين، فإن "المستشار المدني سيكون مقره في المنطقة وسيعمل بشكل وثيق مع قائد القوة، الذي سيكون إما فلسطينيا أو من دولة عربية".
وتشبه فكرة المستشار إرسال القوى الاستعمارية مندوباً سامياً إلى المحميات والمستعمرات الخارج عن سيطرتها، في القرن الماضي، وعادة يكون موظف رفيع المستوى.
وتعد فكرة المستشار المدني واحدة من السيناريوهات المطروحة وتتعلق باليوم التالي للحرب، وتشمل أيضا سيناريوهات تركز على تنمية اقتصاد قطاع غزة، وإعادة إعمار المدن المدمرة، بحسب المصدر نفسه.
تشكيل "قوات حفظ سلام"
ومن أبرز الخطط أيضاً، تشكيل قوة حفظ سلام، ولكن المناقشات حول هذا الخيار ما تزال جارية حول تشكيلها والسلطات التي ستمنح لها، بحسب "بوليتيكو".
وأشار المسؤولون إلى أن "وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وإعادة الرهائن يجب أن يأتي أولاً، وهو أمر صعب مع توقف المفاوضات بين إسرائيل وحماس من دون أي علامة على استئنافها".
وتعثرت المفاوضات بين الجانبين من جراء سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في 7 أيار/مايو الجاري، واجتياحها رفح، رغم قبول حركة حماس مقترحا مقدما من الوسطاء للتوصل إلى هدنة، إلا أنه اصطدم بالرفض الإسرائيلي.
ومنذ 231 يوماً، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 116 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.