قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن سلطات نظام الأسد لا تحمي عمّال القطاع الصحي في الصفوف الأمامية بوجه فيروس "كورونا".
وأكدت المنظمة، في بيان لها نشر اليوم، إن النظام "يحجب الأرقام الحقيقية للإصابات، ويخزّن معدات الوقاية الشخصية، بينما موظفو الصحة في أمس الحاجة لها".
ونقل البيان عن أطباء وعمال إغاثة قولهم إن "البلاد منهكة، والمستشفيات تجاوزت قدرتها الاستيعابية، بينما يواجه عمال القطاع الصحي نقصاً خطيراً في المعدات الشخصية الوقائية"، وأضافوا أن "عدداً كبيراً من زملائهم وأقاربهم يموتون بعد أن تظهر عليهم أعراض كورونا".
وقالت الباحثة في المنظمة، سارة كيالي، أنه "بينما تتراكم نعوات الأطباء وأعضاء الطاقم التمريضي المتصدّين لفيروس كورونا، تتناقض الأرقام الرسمية مع الواقع على الأرض"، مضيفة "سبق أن ارتكبت حكومة النظام جرائم ضد البشرية بحق شعبها، وللأسف، عدم اكتراثها لصحة عمال القطاع الصحي في الخط الأمامي في ظل الوباء العالمي ليس مفاجئاً".
#كورونا في #سوريا: السلطات تحجب الأرقام الحقيقية للإصابات على ما يبدو، وتخزّن معدات الوقاية الشخصية بينما موظفو الصحة في أمس الحاجة إليها https://t.co/77fijZR4IE pic.twitter.com/dVLFBYpufU
— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) September 2, 2020
وأجرت "هيومن رايتس ووتش" مقابلات مع عاملين في القطاع الصحي، قالوا جميعهم إن "النقص في المعدات الوقائية المناسبة والإمكانية المحدودة لاستخدام أسطوانات الأكسجين، يساهمان في وفاة عمال القطاع الصحي والسكان بشكل عام في سوريا"، مؤكدين أن "الرعاية الطبية الأساسية متوفرة فقط للقادرين على تحمل كلفتها".
وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ووكيل منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، راميش راجا سينغهام، قال إن التقارير التي تفيد باكتظاظ مراكز الرعاية الصحية في مناطق سيطرة النظام، وزيادة إشعارات الوفاة والدفن، تشير إلى أن الحالات الفعلية لمصابي "كورونا"، تتجاوز بكثير الأرقام الرسمية التي أعلنتها الحكومة.
كما نبّه المسؤول الأممي إلى أن العاملين في المجال الصحي، في مناطق سيطرة نظام الأسد، لا يزالون يفتقرون إلى معدات الحماية الشخصية الكافية.
ونشرت شركة "Maxar Technologies"، في 11 آب الماضي، صوراً جوية جديدة ملتقطة بالأقمار الصناعية، لمقبرة نجها جنوب غربي دمشق، تظهر نشاطاً كبيراً لعمليات الدفن ما بين نهاية حزيران وبداية آب.
الصور الجوية التي نشرها أيضاً موقع "Syria in Context"، تبين أن المقبرة مقسّمة إلى مساحات منفصلة، تضم كل مساحة كتلاً منفصلة، تضم كل كتلة نحو 12 صفاً من القبور، وفي كل صف 16 قبراً على الأقل.
وتظهر إحدى الصور الملتقطة في 4 من آب الحالي، عددا كبيرا من السيارات، ثلاث منها تبدو كسيارات إسعاف أو شاحنات، بجوار صف من المقابر تمتد على كتلتين تم حفرها حديثاً، كما تظهر الصور ما لا يقل عن 25 مجسماً، تبدو وكأنها توابيت منتشرة على الأرض بين جمع من الناس.
بينما تظهر صورة أخرى التقطت في 27 من حزيران الماضي، للكتلة نفسها أنه تم ملء أربع كتل بشكل كامل من القبور على الأقل، بالإضافة إلى 13 صفاً من كتلة جديدة، في إشارة واضحة إلى تضاعف مستمر في عدد المدافن تشهده المقبرة.
ومن جانب آخر، قالت صحيفة "فورين بوليسي" الأميركية، في تقرير لها نشر الأسبوع الماضي، إن النظام "يدفن الموتى في صمت، ويواجه كارثة مع خروج كورونا عن السيطرة"، واصفة مصداقية النظام في أعداد المصابين بالفيروس بـ "مصداقيته في سعر صرف الدولار".
ونقلت الصحيفة عن أحد الأطباء، وهو جرّاح في مشفى المجتهد، أنه فقد والده بسبب الفيروس، ويكافح لإجراء فحوصات لـ 30 من أقاربه تظهر عليهم أعراض واضحة للإصابة بفيروس "كورونا"، وأضاف المصدر أنه "لم يحاول أي شخص من وزارة الصحة التواصل لتتبع المخالطين وتخفيف انتشار المرض".
وكانت ممثلة "منظمة الصحة العالمية" في سوريا، أكجيمال ماجتيموفا، قالت إن المنظمة زوّدت النظام بـ 4.4 ملايين قطعة من معدات الوقاية الشخصية، مثل الأقنعة والقفازات والمطهرات، وإنها تتأكد من إجراء 1000 اختبار على الأقل يومياً.
وأكدت ماجتيموفا بأن هناك حاجة شديدة إلى المزيد من الإجراءات لاحتواء الفيروس، مشيرة إلى أن "الندرة الصارخة في العاملين في مجال الرعاية الصحية، والذين فرّ كثير منهم خارج البلاد، تشكّل عقبة رئيسية".
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة نظام الأسد، يوم أمس، عن تسجيل 65 إصابة جديدة بفيروس "كورونا"، ليرتفع إجمالي الإصابات المعلنة في مناطق سيطرة النظام إلى 2830 إصابة، توفي منها 116، وشفي 646 حالة.
اقرأ أيضاً: قلق دولي.. السوريون أمام كارثة حقيقية بعد خروج كورونا عن السيطرة
اقرأ ايضاً: وفيات "كورونا" تضاعف أعداد القبور في نجها