علقت منظمات دولية ومحلية إنسانية عاملة في مخيم الهول بعض أنشطتها بشكل مؤقت بسبب تعرض سيارتين تابعتين لمنظمة دولية لعملية سطو مسلح على طريق الحسكة – الهول يوم أمس الأحد.
وقال موظف في منظمة دولية (طلب عدم ذكر اسمه) لموقع تلفزيون سوريا إن "قسم الحماية والأمن في عدة منظمات قرروا تعليق بعض الأنشطة في مخيم الهول وإلغاء نقل موظفين للمخيم بعد تعرض سيارتين تُقلّان موظفين في منظمات دولية لعملية سلب من قبل مسلحين في أثناء توجههم إلى مخيم الهول".
"وقرابة الساعة السادسة صباح يوم الأحد اعترض أربعة مسلحين على دراجات نارية سيارتين تابعتين لمنظمتين دوليتين بالقرب من قرية رد شقرا وقاموا بسلب موظفي المنظمتين وثائقهم الشخصية وأجهزة موبايل بالإضافة إلى مبالغ مالية" بحسب المصدر.
وأشار المصدر إلى أن "الطريق الواصل بين مدينة الحسكة وبلدة الهول يشهد حالات سلب وسطو مسلح بشكل مستمر تستهدف المدنيين وموظفي المنظمات وشركات تعمل في المخيم".
وقال موظف في منظمة محلية لموقع تلفزيون سوريا إن "المنظمة قررت تخفيض عدد أعضائها ونشاطاتها في المخيم خلال الأسبوع الحالي بسبب مخاوف أمنية".
وتنقل بعض المنظمات موظفيها من حراس وموظفي القسم اللوجستي في ساعات الصباح الباكر إلى المخيم حيث تستغل عصابات السطو ضعف الحركة المرورية حينئذ لاعتراض الطريق والقيام بعمليات سلب وسطو مسلح وفق ما أكده الموظف.
منظمات تحمّل "قسد" مسؤولية الفوضى الأمنية
حمّل مسؤول أمني في منظمة دولية قوات سوريا الديمقراطية المسؤولية عن تكرار عمليات السطو والسلب على طريق الحسكة - الهول.
وأوضح المصدر لموقع تلفزيون سوريا (طلب عدم ذكر اسمه لدواع أمنية) أن "قوات الأمن التابعة لقسد توفر ثلاثة حواجز على طول الطريق الواصل بين مدينة الحسكة ومخيم الهول بمسافة تمتد لأكثر من 40 كم وهذا الأمر بتسبب بوجود مساحات واسعة خالية من الحواجز الأمنية والحماية".
لافتا إلى أن "طرفي الطريق مفتوحان على مناطق ريفية واسعة تصل إلى الحدود العراقية ومنطقة جبل كوكب وقرى يسيطر عليها النظام السوري ما يفتح مجالا للعصابات للهروب بعد القيام بعملية السطو".
ويوميا تنتقل مئات السيارات التي تقل موظفي المنظمات والمخيم وشاحنات تقل مواد لوجستية بينها صهاريج مياه بين مدينة الحسكة ومخيم الهول.
ويرى المصدر أن "مسؤولية توفير الحماية وإيجاد حلول جذرية لحالة الفلتان الأمني في طريق الهول تقع على عاتق قوات سوريا الديمقراطية".
مشددا على أن "عدم شعور المنظمات بالأمان سوف يسهم في تراجع الدعم والأنشطة والاستجابة الإنسانية في مخيم الهول خلال الفترة القادمة".
العشائر تتهم قوات النظام
منتصف آب الفائت قتل الشاب "سلمان الغضبان" من عشيرة المشاهدة، على يد مجموعة مسلحة بريف الحسكة الشرقي ما تسبب باندلاع اشتباكات بين عشيرتي المشاهدة والشرابية شرقي الحسكة قبل أن يصدر وجهاء العشيرتين بياناً مشتركاً مع عشائر عربية أخرى يدعون فيه "قسد" إلى محاسبة أعضاء العصابة متهمين النظام بحمايتهم.
وقال البيان المصور الصادر عن شيوخ ووجهاء العشائر العربية إن "عناصر العصابات المسلحة التي تمتهن السطو والتشليح يلجؤون إلى الفروع الأمنية التابعة للنظام خاصة في قرية المجيبرة المحاذية لفوج جبل كوكب شرقي الحسكة".
كما طالب البيان "قوات سوريا الديمقراطية والأسايش بتحميل مسؤولياتها وإلقاء القبض على عناصر العصابة، مبدين جاهزية مقاتلي العشائر في المشاركة بأي عملية أمنية داخل مناطق سيطرة النظام بهدف إلقاء القبض على عناصر العصابة".
ويعتبر طريق الهول من الطرق "غير الآمنة" بالرغم من تنتقل مئات السيارات والآليات وصهاريج المياه يومياً بين مدينة الحسكة وبلدة الهول حيث تعمل عشرات المنظمات الدولية والمحلية في المخيم الذي يوجد فيه مئات الموظفين المدنيين إلى جانب تنقل عناصر "قسد" والأسايش.