وجّهت أكثر من ٢٥٠ منظمة (غير حكومية)، اليوم الثلاثاء، رسالة مفتوحة إلى جميع الحكومات وقادة منظمات المجتمع المدني تدعوهم فيها إلى زيادة حجم المساعدات الإنسانية على نحو عاجل.
وناشدت الرسالة جميع القادة والحكومات والجهات المسؤولة إنقاذ ما يزيد على 34 مليون شخص مِن خطر المجاعة هذا العام، وذلك مِن ضمن 270 مليون شخص يواجهون الجوع على مستوى العالم.
ودعت المنظمات - في رسالتها- الجميع إلى تحمّل مسؤولياتهم كاملة واتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً، مِن أجل وضع حدٍّ للجوع والمجاعات التي عُدّت أنها "نتاج لأفعال البشر".
من جانبها أصدرت منظمة "أوكسفام" الخيرية البريطانية وغيرها من المنظمات الإنسانية، بياناً مشتركاً قالت فيه "بعد مرور سنة من تحذير الأمم المتحدة مِن مجاعات ذات أبعاد كارثية، بلغت نسبة مساهمات الجهات المانحة الثرية في التمويل 5% فقط، من المبلغ المطلوب لتمويل الأمن الغذائي والذي يبلغ 7.8 مليارات دولار لعام 2021".
وحسب البيان فإن "كلفة 26 ساعة فقط، مِن إجمالي الإنفاق العسكري العالمي تكفي لتغطية 5.5 مليارات دولار المطلوبة لمساعدة الأشخاص الأكثر عرضة لخطر المجاعة"، مؤكداً أنه "كلما زادت أعداد الجياع، تستمر الصراعات في الازدياد".
وشدّد بيان المنظمات على أنه يتوجب على قادة الدول القيام بواجبهم في دعم الحلول الدائمة والمستدامة للنزاعات، وفتح المسارات أمام العاملين في المساعدة الإنسانية بمناطق النزاع من أجل الوصول إلى المتضررين وإنقاذ الأرواح.
بدوره، قال الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية إنّ ما نشهده الآن من تفاقم معدلات أزمة الغذاء العالمية هو شيء مرعب للغاية، ففي كل يوم نرى الخسائر البشرية الناتجة عن أزمة الجوع في البلدان التي نعمل فيها".
وأضافت غابرييلا بوشر - المديرة التنفيذي لمنظمة أوكسفام الدولية - أنّ "البلدان الثرية خفضت حجم معوناتها الغذائية بالرغم من تكبد ملايين من الأشخاص معاناة الجوع، ويعد ذلك إخفاقاً سياسياً غير مسبوق ويجب على هذه البلدان العدول عن هذه القرارات فوراً".
ووفق تقديرات سابقة للأمم المتحدة فإنّ 270 مليون شخص يتوجهون لمستويات عالية أو خطيرة من الجوع، وقد بلغت أعداد مَن وصل بالفعل إلى هذه المستويات 174 مليوناً موزعين في 58 بلداً مختلفاً، حيث يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية أو نقص الطعام.
وبيّنت المنظمات أنّ أسعار الطعام تشهد أعلى معدلاتها على مستوى العالم، منذ 7 سنوات مضت، حيث يعدّ النزاع المحرك الأكبر لأزمة الغذاء العالمية الراهنة، والتي تفاقمت أيضاً بسبب التغير المناخي وجائحة فيروس كورونا".
ومنذ بداية تفشي جائحة فيروس (كوفيد-19)، دعت الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى وقف شامل لإطلاق النار، وذلك للتركيز على التصدّي للجائحة، ولكن لم يبادر سوى عدد قليل مِن قادة الدول إلى تنفيذ تلك الدعوة.