icon
التغطية الحية

منازل مدمرة ومساعدات غائبة.. عائلات سورية تواجه ظروفاً قاهرة بعد العودة من لبنان

2024.10.06 | 05:39 دمشق

عبور النازحين من لبنان إلى سوريا عبر نقطة المصنع - رويترز
عبور النازحين من لبنان إلى سوريا عبر نقطة المصنع - رويترز
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • العائلات السورية العائدة من لبنان تواجه ظروفاً قاسية بسبب دمار منازلها وغياب المساعدات. 
  • رحلة العودة كانت محفوفة بالمخاطر بسبب القصف الإسرائيلي وتدقيق قوات النظام السوري على الحدود. 
  • العائدون واجهوا صعوبات مالية واضطروا لدفع 100 دولار لكل فرد لدخول سوريا. 
  • المبادرات الأهلية قدمت بعض الدعم للعائلات العائدة، بينما لم يتلقوا مساعدات من النظام. 
  • مفوضية اللاجئين تؤكد أن 185 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا نتيجة للتوترات بين إسرائيل و"حزب الله"، معظمهم من السوريين.

تواجه العائلات السورية التي عادت من لبنان مؤخراً، بسبب تصاعد التوترات، ظروفاً إنسانية قاهرة نتيجة لدمار منازلها وغياب المساعدات من قبل النظام. 

وتزداد معاناة هذه العائلات بسبب تركها ممتلكاتها تحت وطأة القصف المتصاعد، وخوضها رحلة عودة محفوفة بالمخاطر نتيجة للقصف الإسرائيلي من جهة، وتدقيق قوات النظام السوري على الحدود من جهة أخرى. 

وبحسب محمد الياسمين، أحد سكان مدينة نوى بريف درعا، فإن رحلة العودة كانت مملوءة بالمشقة والخوف، بسبب القصف الإسرائيلي المستمر، وعدم تمكنهم من أخذ شيء معهم، إضافة إلى التحديات عند الحدود وإجبارهم على تصريف 100 دولار لكل فرد مقابل الدخول إلى سوريا. 

وأشار الياسمين إلى أنه لم يكن يملك المبلغ المطلوب، واضطر لاقتراض 1000 دولار ليتمكن هو وعائلته من العبور، وفقاً لما نقله موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي. 

وأضاف: "بعد أن عبرنا الحدود، تم توقيفنا عند نقطة أمنية وطلب منا مراجعة أحد الفروع الأمنية في العاصمة دمشق بعد عشرة أيام، ما زاد من خوفنا من المصير المجهول الذي ينتظرنا". 

وعند وصولهم إلى نوى، وجد الياسمين وعائلته منزلهم القديم مدمراً جزئياً وغير صالح للسكن بسبب قصف قوات النظام، لكنه تمكن من ترميم جزء منه بمساعدة أقربائه وجيرانه. 

كما أشار إلى أنهم لم يتلقوا أي مساعدات من النظام السوري رغم مضي عدة أيام على وصولهم، وقيام مؤسسات النظام بتسجيل بيانات العائدين بشكل دقيق، وسؤالهم عن أسباب الخروج من سوريا والعودة إليها، وعن حياتهم وعملهم في لبنان. 

ورغم قسوة الظروف، أسهمت المبادرات الأهلية في تقديم بعض الدعم للعائدين، حيث تلقت العائلات العائدة مساعدات عينية من الجيران والأقارب لتأمين احتياجاتهم الأساسية، لا سيما أن القسم الأكبر من معيلي تلك العائلات كانوا عمال مياومة في لبنان.

معاناة لا تنتهي بعد العبور إلى سوريا

قالت مستشارة الاتصالات في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، رولا أمين، إن السوريين العائدين من لبنان يذهبون إلى منازل مدمرة وبنية تحتية متضررة وخدمات أساسية معطلة. 

وأوضحت أمين في تصريحات صحفية أن نحو 60% من الأشخاص الذين يصلون إلى سوريا من لبنان هم من الأطفال والمراهقين، وبعضهم وصلوا غير مصحوبين بذويهم، مضيفة أن الأسر "تصل مرهقة جسدياً ونفسياً، وهي بحاجة ماسة للدعم، وبعضها تحتاج إلى رعاية طبية عاجلة". 

وأضافت: "غالبية السوريين الذين يصلون يتجهون إلى مدنهم وقراهم الأصلية للانضمام إلى أقاربهم في أماكن أخرى، ولا يملكون أي موارد تساعدهم على توفير الاحتياجات الأساسية لأسرهم"، موضحة أنه "علينا التذكر أنه حتى يومنا هذا ما يزال أكثر من 7.2 ملايين شخص داخل سوريا نازحين داخل البلاد وهم في حاجة إلى مساعدات إنسانية". 

وشددت المسؤولة الأممية على أن "معاناة أولئك الذين يعبرون الحدود لا تنتهي عند الحدود"، معربة عن الأسف لأنه "بعد 13 عاماً من الأزمة، يذهب العديد منهم إلى منازل مدمرة وبنية تحتية متضررة وخدمات أساسية معطلة". 

ووفق بيانات مفوضية اللاجئين، فإن 185 ألف شخص عبروا إلى سوريا من لبنان حتى 3 تشرين الأول الجاري، نتيجة لتصاعد التوترات بين إسرائيل و"حزب الله"، 70% منهم نازحون سوريون، في حين يشكل اللبنانيون 30%.