بالرغم من مرور نحو ثلاث سنوات على سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية على مدينة دير الزور، إلا أن معظم أحيائها ما يزال مدمّراً وخارج خطط "إعادة الأعمار" وإزالة أنقاض المنازل المدمرة، بالإضافة إلى التهميش والإهمال الخَدَمي.
ويتعمد النظام إهمال الأحياء بهدف إجبار الأهالي على بيع عقاراتهم لجهات إيرانية عبر سماسرة وشخصيات مقربة من الميليشيات الإيرانية.
وبحسب مصادر خاصة بتلفزيون سوريا، فإن النظام يشترط لإعادة إعمار المباني المدمرة، تنفيذ بيع العقارات بمختلف حالاتها للميليشيات الإيرانية، حيث يتم إطلاق يد السماسرة في المنطقة لشراء المنازل المدمرة كمرحلة أولى ومن ثم شراء ما أمكن من المنازل الصالحة للسكن.
وأوضحت المصادر أن من أهم هؤلاء السماسرة في مدينة دير الزور هم: مختار حي "البعاجين"، كاسر الحبش، ومنسق مركز "الكشاف الإيراني" بدير الزور، راشد الفيصل، بالإضافة إلى منسق المركز الثقافي،
عامر الحسين.
اقرأ أيضاً: كيف تنتقل العقارات لملكية الإيرانيين في مدن سوريا؟
يقول "أحمد"، من أبناء حي "الجبيلة" الذي يعدّ من أول الأحياء التي تعرضت للدمار بمدينة دير الزور، أنه باع منزله المدمر منذ أقل من شهر، لشخص يدعى "الحاج صفا"، إيراني الجنسية، عن طريق سمسار عقارات يدعى "كاسر الحبش" من أهالي "الجبيلة"، بمبلغ وقدره 17 مليون ليرة سورية، وهو سعر يزيد بنحو 5 ملايين على السعر الحقيقي، بحسب أحمد الذي برر بيعه للمنزل لعدم تمكنه من إعادة بنائه.
ويضيف بأنه أعطى مبلغ نصف مليون ليرة سورية للمدعو كاسر كعمولة .
أما أم خالد، وهي من سكان حي "كنامات" فتفيد موقع تلفزيون سوريا، بأن المدعو"أبو زياد المنفي" صاحب مكتب "الجندول العقاري" عرض عليها شراء منزلها بمبلغ يزيد على سعره الحقيقي بثلاثة ملايين ليرة سورية، وتقول: "بحسب ما فهمت من السمسار فإن المشتري هو أحد أصدقائه الإيرانيين، فرفضت بحجة أن المنزل يعود لزوجي المتوفى وتوجد به حصص لأهله".
شاهد: انتقال ملكية العقارات بمدن سورية لحلفاء النظام.. من يقف وراءها؟
ويروي عماد، وهو معلم متقاعد يقيم في حي "الحميدية"، كيف حضر إليه شخصان، اسماهما راشد فيصل وعامر الحسين، وقالا إنهما من المركز الثقافي الإيراني، وعرضا عليه شراء منزله الكائن في الحي المذكور، بالإضافة إلى تعريفهم على أشخاص يودون بيع منازلهم المدمّرة في الحي.
ويتابع عماد كيف شرح له الرجلان بأن "الدولة لن تقوم بأي أعمال لإعادة إعمار المنازل المهدمة في دير الزور لا في الوقت الحاضر و لا في المستقبل". إلا أنه اعتذر منهما متذرعاً بأنه فقد أوراق الملكية ولا يعرف أحداً ممن يودون بيع أملاكهم.
ويتذرّع أبناء مدينة دير الزور ممّن يرفضون بيع منازلهم للإيرانيين، بحجج مختلفة يبررون من خلالها عدم تمكنهم من البيع، كما فعل عماد الذي ادّعى ضياع الأوراق وأم أحمد التي زعمت أن البيت ليس ملكها بالكامل، وذلك خوفاً من إلحاق الأذى بهم من قبل أولئك الأشخاص المقربين من الميليشيات الإيرانية.