icon
التغطية الحية

مقتل نصر الله.. كيف سيغير اغتيال زعيم "حزب الله" معادلة الصراع في المنطقة؟

2024.09.28 | 13:53 دمشق

آخر تحديث: 28.09.2024 | 13:53 دمشق

857
ما الرد المتوقع من حزب الله بعد إعلان إسرائيل مقتل نصر الله في غارة على الضاحية الجنوبية؟
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

في تصعيد غير مسبوق، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، مقتل زعيم "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، وذلك عقب غارات جوية إسرائيلية عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الأساسي لحزب الله. الهجوم، الذي وُصف بأنه الأعنف منذ سنوات، استهدف مقر القيادة المركزي للحزب، مما أثار تساؤلات واسعة حول مستقبل المنطقة وكيفية رد حزب الله على هذا الهجوم.

استهداف قيادات عليا

الغارات التي وقعت يوم الجمعة، وفقا للتقارير، استهدفت مبانٍ عميقة تحت الأرض يعتقد أنها تُستخدم كمقرات قيادة لحزب الله. هذه المواقع تتسم بتحصينات قوية ويصعب استهدافها إلا بأسلحة عالية التقنية، وهو ما استخدمته إسرائيل في هذه العملية. إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت أن القنابل التي استخدمتها الطائرات الحربية الإسرائيلية كانت من نوع "خارقة للتحصينات"، قادرة على تدمير مواقع تحت الأرض، مشيرة إلى أن الغارة أسفرت عن دمار هائل في البنية التحتية القيادية للحزب.

بحسب ما أفاد الجيش الإسرائيلي، فقد تم استخدام نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن كل واحدة منها طناً من المتفجرات، في محاولة لاغتيال حسن نصر الله. كما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن العملية تمت بإلقاء 80 طناً من القنابل على الموقع الذي يعتقد أن نصر الله كان فيه في الضاحية الجنوبية لبيروت.

رغم أن إسرائيل أعلنت مقتل نصر الله، لا تزال هناك شكوك حول مصيره، إذ نفت مصادر إعلامية إيرانية مقربة من الحزب هذه المعلومات، مؤكدة أن نصر الله في "مكان آمن". هذا التضارب في المعلومات يزيد من الغموض حول الحالة الفعلية لنصر الله، ويثير التساؤلات حول توقيت وكيفية رد الحزب على هذا التصعيد الإسرائيلي.

اقرأ أيضا: مع علي كركي وقادة آخرين.. إسرائيل تعلن رسمياً مقتل حسن نصر الله

مصير نصر الله

يرى العديد من المحللين أن إعلان إسرائيل عن مقتل نصر الله لا يمكن أخذه كحقيقة نهائية حتى يظهر تأكيد رسمي من حزب الله نفسه. وفي حين تظل حالة الغموض قائمة، تتزايد التكهنات حول الرد المتوقع من حزب الله في حال تم تأكيد مقتل زعيمه، والذي سيكون له تداعيات خطيرة على الساحة اللبنانية والإقليمية.

عادل شديد، المختص في الشأن الإسرائيلي، أكد أن نجاح عملية اغتيال نصر الله – إذا تم تأكيدها – سيحدث خللا كبيرا في قيادة حزب الله، لكن هذا لا يعني القضاء على الحزب بشكل كامل.

وأوضح شديد في مداخلة على تلفزيون سوريا أن حزب الله مؤسسة قائمة على بنية تحتية معقدة، وقدرة على إعادة تنظيم صفوفه موجودة حتى في حال غياب نصر الله.

من ناحية أخرى، يرى شديد أن إسرائيل ربما تستغل هذه الفرصة لبدء عملية برية موسعة في جنوبي لبنان، إذ يسعى الجيش الإسرائيلي لتدمير بنية حزب الله العسكرية في المنطقة الجنوبية، وهو الأمر الذي يمكن أنّ يشعل حربا إقليمية واسعة النطاق إذا ما رد الحزب بقوة.

تصاعد التوترات: رد حزب الله بين التصعيد وضبط النفس

مع الإعلان عن مقتل نصر الله من قبل الجيش الإسرائيلي، ترتفع التوقعات حول نوعية الرد الذي يحتمل أن يقوم به حزب الله. تشير التقارير إلى أن الحزب قد يتجه نحو تصعيد واسع النطاق إذا تم تأكيد مقتل زعيمه، وربما يشمل الرد استخدام ترسانة الصواريخ التي يمتلكها الحزب لضرب العمق الإسرائيلي.

العميد إسماعيل أيوب، المحلل العسكري، يرى أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات عليا في حزب الله قد تكون البداية لتصعيد كبير. 

وأشار أيوب في تصريحات لتلفزيون سوريا إلى أن حزب الله ربما لن يتردد في استخدام ترسانته الصاروخية الضخمة في الرد، مما يجعل احتمال التصعيد العسكري أمرا شبه مؤكد.

وأضاف أيوب أن إسرائيل قد تتحضر لعملية برية في جنوبي لبنان، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر لكنها ربما تكون ضرورة إذا ما تطورت الأمور بشكل أكبر.

ويعتقد أيوب أن حزب الله، رغم الخسائر المحتملة في قيادته، سيستغل هذه الضربة لتوجيه رد قوي يكون بمثابة معركة وجود. مضيفا احتمالية أن التصعيد لن يقتصر على الجبهة الجنوبية فقط، بل يمكن أن يشمل عمليات هجومية نوعية داخل الأراضي الإسرائيلية.

هل يمتد الصراع إلى الجولان؟

الدكتور رضوان زيادة، الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أشار إلى أن حزب الله ربما يلجأ إلى فتح جبهات جديدة لتخفيف الضغط عن الضاحية الجنوبية. 

وأوضح زيادة في مقابلة على تلفزيون سوريا أن جبهة الجولان قد تكون خيارا استراتيجيا للحزب في المرحلة المقبلة، في محاولة لتشتيت القوات الإسرائيلية وإجبارها على القتال على عدة جبهات. لكن زيادة لفت الانتباه أيضا إلى أن النظام السوري، رغم تحالفه مع إيران وحزب الله، من الممكن أنّ يحاول تجنب الدخول في هذا الصراع بشكل مباشر.

البنية التحتية لحزب الله: اختراق أمني أم تحول استراتيجي؟

في سياق متصل، أثار الصحفي مروان حيدر تساؤلات حول قدرة إسرائيل على تنفيذ هذه الضربات الدقيقة والمركزة ضد حزب الله. ويرى حيدر أن إسرائيل تبدو مخترقة لأعلى مستويات حزب الله الاستخباراتية، مما سمح لها بتنفيذ هذه الضربة بنجاح.

وأشار حيدر في مقابلة على تلفزيون سوريا إلى أن حزب الله الآن في موقف دفاعي حرج، وأن الرد على هذه الضربة سيكون بمثابة "معركة وجود" للحزب.

ويعتقد حيدر أن حزب الله سيلجأ لاستخدام قوات النخبة "الرضوان" في عمليات هجومية داخل إسرائيل، إذا تأكد مقتل نصر الله. وأضاف أن الرد سيكون محسوبا بناءً على حجم الخسائر التي تكبدها الحزب من جراء الضربات الإسرائيلية، حيث يعتمد قرار الرد على مدى تأثير هذه الضربات على القيادة والبنية التحتية للحزب.

ماذا بعد؟

على الرغم من عدم تأكيد خبر مقتل نصر الله بشكل رسمي إلى الآن من حزب الله، فإن الوضع الراهن يشير إلى تصعيد محتمل قد يمتد إلى دول أخرى في المنطقة. ربما تحاول إسرائيل استغلال الموقف الحالي للضغط على حزب الله وتحجيم دوره الإقليمي، في حين أن الحزب من المتوقع أن يرد بعمليات تطال العمق الإسرائيلي وحتى الأهداف الاستراتيجية في دول أخرى.

وهذا الرأي يؤيده، عادل شديد الذي يعتقد أن غياب نصر الله، في حال تأكيده، سيترك فراغا كبيرا في قيادة حزب الله، لكنه لن يسقط الحزب بشكل كامل. ويشير شديد إلى أن إسرائيل تسعى لاستغلال الوضع الحالي لتوجيه ضربات مدمرة لقدرات الحزب العسكرية في الجنوب اللبناني، وربما لتمهيد الطريق لعملية برية واسعة تهدف إلى السيطرة على مناطق جديدة وفرض شروط جديدة على حزب الله ولبنان ككل.

هل يتحول الوضع إلى حرب شاملة؟

في الختام، تتفق الآراء حول أن التصعيد الكبير في المنطقة بات أمراً وشيكاً بعد الضربة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية. وأن الاستهداف المباشر لقيادة حزب الله يهدف إلى شل قدرات الحزب، مما يجعل الرد العسكري أمراً محتملاً، خاصة إذا تأكدت الأنباء عن مقتل نصر الله من جانب الحزب.