ملخص:
- الوفد الإسرائيلي المشارك في محادثات القاهرة عاد إلى إسرائيل بعد تسليم مصر الخطوط العريضة المحدثة بشأن وجود الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ومعبر رفح.
- من المتوقع أن تتسلم حماس التحديثات الإسرائيلية على مسودة الاتفاق يوم السبت.
- يستعد الوسطاء لعقد قمة الأحد المقبل في القاهرة.
- مصر ترفض بشدة وجود الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا وتطالب بانسحاب كامل.
- فريق التفاوض الإسرائيلي اقترح إقامة 8 أبراج مراقبة على طول المحور، لكن مصر رفضت المقترحات.
- إصرار نتنياهو على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا وممر نتساريم، يشكل عقبة أمام التوصل لاتفاق، الأمر الذي يواجه انتقادات كبيرة داخل إسرائيل.
- موقف حماس: حماس تصر على إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من قطاع غزة، وعودة النازحين كجزء من أي اتفاق لتبادل الأسرى.
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الوفد الإسرائيلي المشارك في محادثات القاهرة عاد إلى إسرائيل، مساء أمس الخميس، بعد أن سلم لمصر الخطوط العريضة المحدثة بشأن وجود الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ومعبر رفح.
ووفقاً للصحيفة، من المفترض أن تتسلم حماس غداً السبت التحديثات الإسرائيلية على مسودة الاتفاق.
استضافت العاصمة المصرية القاهرة، اليوم، جولة جديدة من المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس وبحث اتفاق لوقف إطلاق النار، بمشاركة الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر مطلعة، لم تسمها، قولهم إن اجتماعات القاهرة جرت بروح جيدة ومثمرة، وتم تضييق الفجوات من أجل الوصول إلى قمة فعالة وسريعة الأحد المقبل.
وأضافت المصادر أن أعمال إعداد الملاحق والقضايا المتعلقة بالترويج لصفقة المختطفين قد انتهت بالفعل.
ولم توضح "يديعوت أحرونوت" تفاصيل التعديلات الإسرائيلية، ولكنها أشارت إلى أنها تتمحور حول بقاء جزئي في محور فيلادلفيا، الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوسطاء يستعدون لعقد قمة الأحد المقبل في القاهرة، ومن المتوقع أن يصل رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، إلى مصر للمشاركة.
في غضون ذلك، لم تعلق حماس على مخرجات اجتماعات القاهرة، وليس معروفاً هل ستشارك الحركة في قمة الأحد.
مقترحات الانسحاب الجزئي من محور فيلادلفيا
كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد كشفت، أمس الخميس، تفاصيل جديدة حول الخلاف بين إسرائيل ومصر بشأن مطالبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالحفاظ على وجود عسكري في محور فيلادلفيا، لمنع تهريب الأسلحة إلى حماس في حال التوصل إلى اتفاق.
وتعارض مصر بشدة بقاء الجيش الإسرائيلي في المحور وتطالب، مثل حماس، بالانسحاب الإسرائيلي الكامل.
ويشكل هذا الخلاف عقبة رئيسية أمام المحاولة الأميركية للدفع نحو التوصل إلى اتفاق.
وأوضحت الصحيفة الأميركية، نقلاً عن مسؤولين مصريين، أن فريق التفاوض الإسرائيلي اقترح مؤخراً إقامة 8 أبراج مراقبة على طول المحور، بينما عرضت واشنطن برجين فقط كحل وسط، لكن مصر رفضت هذين الاقتراحين.
وأضاف المسؤولون أن موقف القاهرة يرفض وجود أي عدد من أبراج المراقبة على المحور من شأنه أن يمنح إسرائيل سيطرة عسكرية على محور فيلادلفيا، لأن ذلك يعد مخالفًا لبنود اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب.
وترفض مصر الوجود الإسرائيلي على أساس أنه انتهاك لاتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979 (اتفاق كامب ديفيد)، التي تحد من نطاق القوات التي يُسمح لإسرائيل أو مصر بتمركزها على الحدود بينهما.
وعلى الرغم من أن المحور كان تحت السيطرة الإسرائيلية إبان توقيع اتفاق "كامب ديفيد"، قبل أن تنسحب منه في 2005 ضمن ما يسمى بخطة "فك الارتباط" التي نفذها رئيس الوزراء الإسرائيلي، آنذاك، آرييل شارون، إلا أن الاتفاق لا يسمح لإسرائيل بنشر الدبابات وأنظمة المدفعية والأنظمة المضادة للطائرات في المنطقة.
تشاؤم مسبق
انعقدت اجتماعات القاهرة اليوم في ظل أجواء من التشاؤم والشك بإمكانية التوصل إلى اتفاق، بسبب إصرار نتنياهو على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا وممر نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين، وذلك على الرغم من الترويج الأميركي لتصريحات متفائلة.
وتضاءلت فرص التوصل إلى اتفاق على الرغم من الجهود التي يبذلها الوسطاء، وذلك بسبب اتساع الفجوة بين مطالب الطرفين وتعنت نتنياهو الذي يتهمه مسؤولون إسرائيليون، من حكومته ومن الجيش والمعارضة، بعرقلة ونسف إمكانية التوصل لصفقة تبادل أسرى بإصراره على شروط ترفضها حماس.
ويشترط نتنياهو عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا وممر نتساريم، ويعتبرهما "من الأصول الاستراتيجية لإسرائيل"، على حد تعبيره.
والثلاثاء الماضي، كرر نتنياهو شروطه بعدم الانسحاب من فيلادلفيا ونتساريم، خلال لقائه بممثلي عائلات المحتجزين الإسرائيليين، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة داخل الأوساط الإسرائيلية.
وكانت العاصمة القطرية الدوحة قد استضافت، يومي 15 و16 من آب/أغسطس الجاري، جولة محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، من دون تحقيق انفراجة. قدمت واشنطن خلالها مقترحًا لـ "سد الفجوات" يجري التفاوض بشأنه.
نتنياهو يجدد رفضه الانسحاب الكامل من قطاع غزة
عشية جولة مفاوضات منتظرة في القاهرة، تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن هاتفياً مع نتنياهو، أمس الخميس، للدفع نحو الصفقة المطروحة.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر بالإدارة الأميركية لم تسمها أن "نتنياهو ذكر في الاتصال الهاتفي خريطة توضح بالتفصيل المواقع التي ستبقى فيها القوات الإسرائيلية على طول محور فيلادلفيا".
من جانبها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الخميس، نقلًا عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تسمه، أن "رئيس الوزراء لم يغير موقفه من ضرورة السيطرة وعدم الانسحاب الإسرائيلي في محور فيلادلفيا".
وأضافت "يصر المسؤولون الإسرائيليون على وجود فجوات بين التفاؤل الذي ينشره كبار المسؤولين الأميركيين (بشأن المفاوضات) وبين ما يجري في الغرف المغلقة".
وتابعت، "بحسب مصادر مطلعة، طالما يوجد إصرار على نشر القوات على طول المحور بالكامل، فلن يكون هناك اتفاق، والخيار الإسرائيلي المطروح في الغرف المغلقة يتعلق بخفض القوات وليس بموقعها".
ونقلت هيئة البث عن المصادر الإسرائيلية ذاتها، "وصلنا للأسف إلى مرحلة لعبة اللوم، فكل طرف يتصرف وكأن هدفه إظهار الطرف الآخر مذنباً".
وتشعر الدول الوسيطة (مصر وقطر والولايات المتحدة) بالإحباط، فالمخطط الإسرائيلي هو خط حماس الأحمر، ومخطط حماس هو خط إسرائيل الأحمر، وفق المصدر السابق ذاته.
وتصر حماس على إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي تمامًا من قطاع غزة، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، ضمن أي اتفاق لتبادل أسرى.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، تشن إسرائيل، بدعم أميركي، حرباً مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلةً قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.