قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إن عبد الله حمدوك هو أول المرشحين لمنصب رئيس الوزراء مجدداً رغم تحفظه، وسط دعوات أميركية لإعادة الحكومة الانتقالية إلى قيادة مدنية، في ظل استمرار التظاهرات الشعبية الرافضة لـ "الانقلاب العسكري"
وأضاف البرهان في بيان، يوم الخميس، أنه يعد "بإكمال هياكل السلطة الانتقالية والتحول الديمقراطي في أقرب وقت ممكن، حتى تتحقق قيم العدالة والحرية والسلام".
وأكد البرهان، بحسب البيان، أن "هياكل السلطة ستضم ممثلين من كل الولايات دون حزبية أو جهوية أو قبلية، يكون القاسم المشترك بينهم هو خدمة وحب هذا الوطن"، مشيراً إلى أن "حمدوك هو أول المرشحين لمنصب رئيس الوزراء رغم تحفظه".
واعتبر البرهان، أن "دماء الشهداء والجرحى هي التي جعلتنا نعمل على تصحيح مسار الثورة (في إشارة إلى الانقلاب العسكري الذي نفذ ضد الحكومة المدنية)".
وجدد البرهان، وفق البيان، "العهد بالمضي قدماً بالثورة حتى مبتغاها وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة وانتقال ديمقراطي مدني كامل يكفل للشعب السوداني العيش بكرامة".
وذكر تلفزيون السودان الرسمي أنه تم استبدال المديرين المدنيين المعينين لوكالة السودان للأنباء وهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية.
فيما قال نائب رئيس صحيفة الديمقراطي، التي كانت تنتقد الجيش مؤخراً، إنها تعرضت لمداهمة.
ضغوط أميركية
من جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلاده تقف إلى جانب المتظاهرين مثلها مثل الدول الأخرى.
وأضاف الرئيس الأميركي في بيان، يوم الخميس، "رسالتنا معاً إلى السلطات العسكرية في السودان قوية وواضحة، يجب السماح للشعب السوداني بالاحتجاج السلمي وإعادة الحكومة الانتقالية ذات القيادة المدنية".
وأردف بايدن الذي جمدت حكومته المساعدات للسودان أن "الأحداث التي وقعت في الأيام الماضية تمثل انتكاسة خطيرة لكن الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب شعب السودان وكفاحه السلمي".
وحذر مبعوثون غربيون البرهان من أن المساعدات، بما فيها 700 مليون دولار مجمدة الآن من المساعدات الأميركية ومليارا دولار من البنك الدولي، ستتوقف في حالة توليه السلطة.
وقالت مصادر لوكالة "رويترز" إنه تجاهل هذه التحذيرات تحت ضغط من داخل الجيش و"بضوء أخضر" من روسيا.
تظاهرات مستمرة
وخرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع لمعارضة استيلاء الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان على السلطة، واستخدمت قوات الأمن الرصاص الحي والمطاطي ضد المحتجين في منطقة بحري الواقعة على الجهة المقابلة من النهر للعاصمة الخرطوم مع اتساع نطاق الاحتجاجات الليلية، وفق الوكالة.
من جانبها قالت لجنة أطباء تتابع أعمال العنف أن شخصاً قتل في تلك الاشتباكات في حين أصيب اثنان آخران وحالتهما حرجة.
وذكر مصدر طبي في وقت سابق أن شاباً يبلغ من العمر 22 عاماً توفي متأثراً بجراحه، وبذلك يرتفع إجمالي عدد القتلى خلال أربعة أيام من الاحتجاجات إلى 11 شخصاً وعشرات المصابين.
ويوم الإثنين الماضي، أعلن البرهان حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية.
وقبل ساعات من هذه القرارات، نفذت السلطات سلسلة اعتقالات شملت رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك (أطلق سراحه في اليوم التالي)، ووزراء ومسؤولين وقيادات حزبية.