مع حلول ليلة رأس السنة.. "تلفزيون سوريا" يرصد ارتفاع الأسعار في أسواق دمشق

تعد الأزمة الاقتصادية المستمرة في سوريا واحدة من أكبر المشكلات التي يعاني منها السكان في مناطق سيطرة النظام السوري بعد الملاحقات الأمنية والاعتقال والتجنيد الإجباري، مع فشل النظام ومؤسساته في تحسين الأوضاع المعيشية.

ومع حلول سنة جديدة على السوريين اعتاد قسم كبير منهم الاحتفالَ بليلة رأس السنة في مطعم أو أحد المقاهي أو تنظيم حفل منزلي صغير للعائلة قرب المدفأة إن كان حظها جيداً وتوفر الوقود أو كانت الكهرباء غير مقطوعة.

وفي العامين الماضيين تغيرت الأسعار بشكل غير معقول، مع نسب تضخم آخذة بالازدياد، وانهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار لمستويات تاريخية، سجلت مؤخراً 14.200 ليرة لكل دولار أميركي واحد.

ومع أن الازدحام في دمشق العاصمة أصبح كبيراً جداً بسبب زيادة عدد السكان فيها مع وجود المهجرين والنازحين فيها، إلا أن الكثير من العائلات تمر من الأسواق مروراً من دون شراء أي شيء بسبب عدم توفر ما يسد الرمق لديهم، واقتصار حياتهم على أساسيات الأساسيات من خبز وخضراوات ودواء من دون الاقتراب من اللحوم والأسماك والمكسرات وحتى الفواكه.

يرصد موقع "تلفزيون سوريا" حالة الأسعار في سوريا خلال ثلاث سنوات، في رأس السنة لعام 2022، ورأس السنة لعام 2023، ورأس السنة لعام 2024.

الأسعار اختلفت أكثر من 150%

في سوق باب سريجة أحد أشهر الأسواق في دمشق، والذي يعج بالناس والبضاعة، يقول أبو الهدى أحد تجار الأغذية في السوق، لا يمكن التكهن بارتفاع الأسعار في دمشق، يعني أحياناً الدولار يكون ثابتاً عند سعر محدد لعدة أشهر، ومع ذلك يكون هناك ارتفاع بالأسعار وتضخم وهذا ينعكس علينا بشكل مباشر حيث يقل المبيع بشكل كبير، لأن دخل الناس ثابت بالليرة ولا يزيد بشكل عام، خصوصاً الموظفين الحكوميين.

ويضيف تاجر الأغذية، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، يعني نحن كتجار نستطيع أن نقلل هامش الربح، ولكن لا يمكن أن نبيع بخسارة، فما الفائدة من ذلك؟ واختلاف الأسعار المستمر من يوم إلى آخر ومن أسبوع إلى أسبوع يضرنا لأن من يريد الشراء يكون قد خصص مبلغاً معيناً فإذا به يشتري نصف ما يريده بالمبلغ الذي لديه.

ويتابع أبو الهدى قوله، بالنظر إلى تغير الأسعار خلال العامين الماضيين نجد أن الوضع الاقتصادي كان دائماً يتجه نحو الأسوأ، ولم يتحسن بمقدار شعرة.

ومن المعروف أن الأعياد الشتوية "رأس السنة وعيد الميلاد" موسم مهم في سوريا، ولكن احتياجات الاحتفال برأس السنة مكلفة جداً، وأظن أن معظم الناس ليس لديها الإمكانيات المالية لشراء تجهيزات الحفلة.

 وبحسب أبو الهدى فإن أسعار أبرز السلع لإعداد حلويات أو وجبات حفلة منزلية هي وفق الجدول الآتي، وإن كانت تختلف من سوق إلى آخر بشكل طفيف:

اقرأ أيضاً

الأسعار ترتفع في سوريا 100% خلال شهر واحد.. إليك الأسعار الجديدة لأهم المواد

أسعار متقاربة للخضراوات والفواكه

لم يكن حال الخضراوات والفواكه بشكل أفضل، وإن حافظت على أسعار أكثر تقارباً مع العام الماضي، بنسب زيادة لبعضها لم يتجاوز المئة في المئة.

ويقول أبو عمر بائع الخضراوات والفواكه على إحدى البسطات بالسوق، إن أسعار الخضراوات والفواكه تختلف بين الصيف والشتاء، ومن المعروف أن الأسعار تزيد بالشتاء سنوياً.

ويضيف، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، أن أكثر السلع زيادة في الأسعار هي البصل، والتفاح والكستناء أما البقية فهي تزيد وتختلف من موسم إلى آخر.

وبيّن أن موجات الصقيع التي تحصل في العديد من المحافظات السورية تؤثر على أسعار الخضراوات، والمشكلة الأساسية هي في تكاليف الشحن مع زيادة أسعار المحروقات.

وهذه عينة من أسعار بعض الخضراوات والفواكه في أسواق دمشق في ليلة رأس سنة 2024:

أسعار السلع الغذائية ترتفع بنسبة مئة بالمئة في مناطق النظام
تقرير: مريم محمد #تلفزيون_سوريا #لم_الشمل pic.twitter.com/tDLdfB4IbH

— تلفزيون سوريا (@syr_television) July 25, 2023

كيلو اللحمة براتب موظف

أما الأسعار الأكثر ارتفاعاً كانت للحوم الحمراء والبيضاء من دجاج وديك رومي وأسماك، حيث ارتفعت أسعارها مقارنة بالعامين الماضيين بشكل كبير جداً.

وتقول هيفاء إحدى المتسوقات بالسوق، التقاها موقع "تلفزيون سوريا"، إنها استغنت عن اللحوم بمعظم الأكلات منذ زمن بعيد، يعني مرة أو مرتين بالشهر بأحسن الأحوال مؤكدة أن اللحوم للأغنياء اليوم في سوريا.

وتضيف، أن كيلو اللحمة يصل لـ 180 ألف ليرة ومن دون دهن تماماً بـ 200 ألف ليرة، وهذا يعني أن راتبي كمدرسة لا يكفي لشراء كيلو لحمة واحدة بالشهر من دون أي إضافات أخرى.

وبعد الزيادة الأخيرة على رواتب الموظفين لا يتجاوز متوسط الرواتب للعاملين في مؤسسات المدنية بالدولة الـ 200 ألف ليرة سورية (نحو 14 دولاراً أميركياً).

ويرصد موقع "تلفزيون سوريا" أسعار اللحوم بأنواعها في أسواق دمشق، وهي بالمتوسط وفق الآتي:

من المعروف أن السهرات في سوريا ترافقها مشروبات ساخنة من شاي وزهورات ومتة وسحلب ومرقة فول بحسب المنطقة والعادات، إلى جانب صحن من المكسرات أو "البذورات".

ولكن بحسب الأسعار الحالية لن يتمكن كثيرون من شراء أي نوع من المكسرات بسبب ارتفاع أسعار أكثر اللحوم بشكل واضح.

وفي السياق، يقول تاجر الغذائيات أبو الهدى إن أسعار المكسرات في سوريا هي من الأعلى بين المنتجات الغذائية، أولاً لأنها مرتبطة بالدولار بشكل مباشر وقسم كبير منها مستورد ويتم استيراده بالدولار.

ويضيف أبو الهدى، أن سعر كيلو الفستق الحلبي نوع ثاني يتجاوز الـ 400 ألف ليرة، وهناك أنواع أجود بحبة كبيرة بـ 450 ألف ليرة، وهو ما انعكس على الطلب بشكل عام.

ولفت إلى أن الناس أصبحت تفضل الفستق (الفول السوداني) الذي قد تجد بعض أنواعه بـ 120 ألف ليرة، وبذر دوار الشمس أيضاً بـ 70 ألف ليرة.

وهذه عينة على أسعار المكسرات بين الأعوام الثلاثة واختلافها من عام إلى آخر:

اقرأ أيضاً

حالة ركود تضرب الأسواق السورية والتجّار يواصلون رفع الأسعار