قالت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية إن الولايات المتحدة تخطط للانسحاب من سوريا، وإنهاء وجودها العسكري في سوريا على الرغم من أنها لم تنته تماماً من القضاء على تنظيم الدولة "داعش".
ونقلت المجلة عن مصادر أميركية رفيعة المستوى في البيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية، أن واشنطن لم تعد مهتمة بالبقاء في سوريا.
ووفقاً للمصادر، فإن واشنطن ترى أن وجودها في سوريا لم يعد ضروريا وتبحث بشكل مكثف توقيت وكيفية الانسحاب.
وأشارت المجلة، في تقرير مفصل كتبه تشارلز ليستر ، وهو زميل بارز ومدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط، إلى أن إدارة بايدن تنظر في أولوياتها العسكرية في المنطقة في أعقاب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقالت 4 مصادر داخل وزارتي الدفاع والخارجية إن البيت الأبيض لم يعد مهتما بمواصلة مهمة القوات الأميركية في سوريا، التي يرى أن الوجود العسكري في سوريا غير ضروري.
وبحسب التقرير، فإن مناقشات داخلية نشطة تجري الآن لتحديد كيف ومتى يمكن أن يتم الانسحاب.
"فورين بوليسي": الانسحاب سيكون بمنزلة هدية لتنظيم الدولة
وحذر التقرير من التداعيات، التي وصفها بأنها كارثية، قد يخلفها الانسحاب على نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها في الأزمة السورية المعقدة التي لم يتم حلها بهد.
ووفقاً للتقرير، فإن الانسحاب سيكون بمنزلة هدية لتنظيم الدولة، الذي أضعفته ضربات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ولكنها لم تقض عليه تماماً إذ من الممكن إذا أتيحت له الفرصة أن يعود للظهور مجدداً.
يذكر أن الولايات المتحدة قادت تحالفاً دولياً من 80 دولة في عام 2014 للقضاء على تنظيم الدولة، واحتفظت بقواعد عسكرية وقوات لها على الأراضي السورية موزعة بين منطقة التنف في المثلث الحدودي، بين سوريا والأردن والعراق، وفي شمال شرقي سوريا.
التدخل الدولي غير المسبوق الذي أطلقته الولايات المتحدة وأكثر من 80 دولة شريكة في عام 2014 لهزيمة ما يسمى الدولة الإقليمية للجماعة الإرهابية ناجح بشكل ملحوظ، مع تحرير الجيب الأخير من الأراضي في سوريا في أوائل عام 2019.
وتشير التقديرات الأميركية إلى وجود نحو 900 جندي أميركي في سوريا.