حول قرار صادر عن وزارة الداخلية في حكومة النظام حي باب شرقي في دمشق إلى مكان خالٍ إلا من قلة قليلة بعد أن كان يصعب المرور فيه من شدة الازدحام وخاصة أيام العطلات.
وقالت مصادر أهلية لـ تلفزيون سوريا إن قوات الأمن منعت حانات في الحي من وضع طاولاتها على الأرصفة، وأغلقت أخرى بعد احتجاج من يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك.
وذكرت المصادر أن "العبسي" اشتكى لحكومة النظام بعد مشاجرة مع صاحب حانة، وطالب بإغلاق الحانات التي تحتل الأرصفة، بعد أن تحولت إلى "مصدر إزعاج للكنيسة وسكان الحي".
خلاف بين البطرك وأصحاب الحانات
ونشب خلاف بين البطرك وصاحب حانة في شارع البطريركية وصلت طاولاته إلى باب مكتب "العبسي" في حارة الزيتون.
وانقسم سكان "باب شرقي" ومرتادوه بين مؤيد ومعارض للقرار يقول أحد شبان الحي لموقع تلفزيون سوريا: "أؤيد هذا القرار بكل تأكيد ففي الآونة الأخيرة أصبح من الصعب علينا الخروج للمشي وخاصة مع الحر الشديد بسبب الازدحام في المنطقة، بالإضافة للسيارات التي تغلق الطريق طوال الوقت في ساعات الليل".
وكان حي باب شرقي قبل أكثر من سنتين وجهة للشباب وبخاصة طلاب الجامعات حيث كان يعتبر أقل تكلفة من غيره، ومكاناً لتجمعاتهم وعزف موسيقاهم والتجول في الحديقة والشوارع القديمة، ليتحول بعدها إلى مكان لأثرياء الحرب الذين يصطفون بسياراتهم ويجلسون على الطاولات الممتدة على أكثر من نصف الحي.
وبالرغم من أن أصحاب الحانات في باب شرقي بمعظمهم يمتلكون علاقات قوية بجهات تابعة أو مقربة من النظام إلا أنهم لم يستطيعوا أن يخالفوا القرار بحسب المصادر.
يقول صاحب حانة في حديث لـ تلفزيون سوريا: "لقد توقف عملنا بالكامل، خساراتي منذ تنفيذ القرار حتى اليوم كبيرة ولا أعلم كيف أعوضها، ما حدث هو ظلم لنا وخاصة أننا لم نقم بإزعاج أحد أو تسببنا بالمشاكل، أنا أعتمد بشكل كامل على الطاولات الخارجية، لم يعد أحد يحبذ الجلسات الداخلية وبهذا المنع لا نعرف ماذا نفعل".
المنع وصل المطاعم
طال القرار المطاعم ومُنعت من إشغال الرصيف، وعبر أصحابها وأصحاب المحال التجارية عن استيائهم بعد تأثر تجارتهم، ويقول ماجد وهو شاب يمتلك محلاً تجارياً في أول باب شرقي: "الآن أصبحت الحركة ميتة أجلس لساعات هنا ليدخل عدد قليل من الزبائن وفي معظم الأحيان أغلق باكراً بسبب انعدام الحركة، قد تسبب الحانات إزعاجات في بعض الأحيان، ولكن تسكيرها يؤثر على حياتنا وتجارتنا".
هناك استياء عام من القرار ومطالبات بإلغائه، إلا أن هذه الأحاديث تدور في حلقات ضيقة بين الأصدقاء وأصحاب الحانات ولم يتم الاعتراض علناً أو محاولات لكسر القرار على العكس لجأ البعض لزرع أشجار ونباتات مكان الطاولات.
ويُجمع العديد من الشبان في الحي على أن القرار "مجحف" وخاصة أن سببه يعود لخلاف شخصي بين البطريرك وأصحاب الحانات.