icon
التغطية الحية

مسح طبوغرافي وتحديد بنك أهداف.. ما قصة الطائرات الروسية العملاقة في أجواء إدلب؟

2024.10.13 | 15:22 دمشق

55
صورة تعبيرية - إنترنت
إدلب - خاص
+A
حجم الخط
-A

شهدت أجواء إدلب شمال غربي سوريا في الأيام الأخيرة تحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع الروسية، ما أثار تساؤلات واسعة حول الغاية من هذا المسح الجوي المتواصل، الذي يتزامن مع تصاعد التوترات الميدانية، وتكرر الحديث عن نية الفصائل العسكرية المعارضة في الشمال السوري بدء عمل عسكري جديد ضد مواقع قوات النظام السوري.

وتشير المصادر الميدانية إلى أن طائرات الاستطلاع الروسية، بما فيها طائرة "أنتونوف N30"، تقوم بمهام مسح طبوغرافي شامل وجمع بنك من الأهداف المحتملة في إدلب وريف حلب.

ما الغاية من تكثيف عمليات الاستطلاع؟

أشار المرصد العسكري المتخصص بمتابعة التطورات الميدانية في شمالي سوريا "أبو أمين 80" إلى تحليق لطائرة العمليات الروسية "أنتونوف N30" في أجواء ريف إدلب الجنوبي والشمالي، حتى ريف حلب الشمالي، بهدف جمع بنك من الأهداف والمسح الطبوغرافي، داعياً إلى عدم إعطائها أي مشاهدة وفض التجمعات.

3

وقال "أبو أمين" في حديث لموقع تلفزيون سوريا، إنّ ثلاثة أنواع من طائرات الاستطلاع الروسية الضخمة موجودة في قاعدة حميميم العسكرية الروسية بريف اللاذقية، وهي طائرة "أنتونوف N30"، وطائرة A-50، وطائرة إيل-20.

وأضاف المرصد أنه بين الحين والآخر تستطلع هذه الطائرات الأجواء السورية، لا سيما في البادية ومنطقة الشمال السوري، بهدف إجراء مسح طبوغرافي، مع إمكانية تحديد الأنفاق والتحصينات.

وأشار إلى أن الطائرة تعد بمنزلة غرفة عمليات تتضمن ثمانية ضباط، تحدد الأهداف والمشاهدات من تجمعات الآليات والمشاة (مدنيين وعسكريين)، وترسلها مباشرة إلى قاعدة حميميم، كما يمكنها تصحيح رمايات قذائف المدفعية والطيران الحربي، واختراق أجهزة الاتصالات، والتشويش على الطائرات المسيرة "المعادية".

ووفقاً للمرصد، تستطلع هذه الطائرات في الشمال السوري، برفقة طائرات حربية روسية، إما طائرتين من نوع سوخوي 24، أو سوخوي 34، لتحديث البيانات عن مواقع وأنفاق الفصائل العسكرية، خاصة في ظل ما يتردد عن نوايا لعمل عسكري.

وفي سياق متصل، استهدفت قوات النظام السوري بالمدفعية الثقيلة قرى وبلدات في ريف إدلب الجنوبي، شملت أطراف قرى فليفل وكنصفرة والبارة، كما تعرضت قريتي كفرتعال وكفرعمة في ريف حلب الغربي لقصف بقذائف الهاون، إضافة إلى استهداف تلال الكبينة بريف اللاذقية بالقذائف ذاتها.

"الفتح المبين" تعلن استعدادها لأي تطور

ويوم أمس، أعلنت غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في إدلب وريفي حلب وحماة المتاخمين لها، استعدادها وجاهزيتها لأي تطور أو تصعيد في منطقة شمال غربي سوريا. 

وقالت القيادة العامة لـ"الفتح المبين" في بيان إن النظام وإيران "يمارسان عدواناً مستمراً على المدنيين في الشمال السوري"، إذ شهدت الأسابيع والأيام الماضية عمليات قصف بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي واستهدافاً للآمنين في قرى إدلب وأرياف حلب. 

وأشار البيان إلى استخدام قوات النظام الطائرات المسيّرة والمدفعية في استهداف الأهالي وآلياتهم، مما أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين، وإصابة 38 آخرين بجروح خطيرة، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ. 

وأكد البيان أن التصعيد أدى إلى موجات نزوح داخلية باتجاه المناطق الغربية والحدودية، مشيراً إلى اضطرار أكثر من 10 آلاف عائلة إلى ترك منازلها وقراها والتوجه نحو مناطق أكثر أمناً. 

التصعيد شمال غربي سوريا

تشهد منطقة شمال غربي سوريا تصعيداً عسكرياً من قبل قوات النظام منذ أسابيع، إذ جرى تكثيف القصف المدفعي والصاروخي، مما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين. 

وفي 29 أيلول الفائت، استهدفت قوات النظام مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي بقذائف المدفعية الثقيلة، مما أدى إلى مقتل مدنيين وإصابة آخرين بجروح. 

سبق ذلك، استهداف قوات النظام الأحياء السكنية في بلدة كفريا شرقي إدلب بقذائف المدفعية والصواريخ، مما أدى إلى مقتل 6 مدنيين بينهم امرأتان ورجل مسن، وإصابة 11 آخرين بينهم 5 أطفال وامرأتان. 

يشار إلى أن الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" أكد تعرض منطقة شمال غربي سوريا لـ650 هجوماً منذ بداية العام وحتى 15 أيلول الفائت، أسفرت عن مقتل 54 شخصاً، بينهم 15 طفلاً و6 نساء، وإصابة 245 شخصاً، بينهم 99 طفلاً و29 امرأة.