قالت رئيسة مركز الأمن السيبراني في المملكة المتحدة، ليندي كاميرون، إن "مجرمي الإنترنت من روسيا والدول المجاورة، هم وراء معظم عمليات الابتزاز عبر الإنترنت، ضد شركات ومنظمات في بريطانيا".
وأوضحت كاميرون أن برامج الفدية "تمثل الخطر الأكثر إلحاحاً، مقارنة بجميع التهديدات الإلكترونية التي تواجهها المملكة المتحدة"، وفق ما نقلت عنها صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأضافت "نحن جنبا إلى جنب مع الوكالة الوطنية للجريمة، نقدر أن المجرمين الموجودين في روسيا والدول المجاورة، هم المسؤولون عن معظم هجمات الفدية المدمرة، ضد أهداف في المملكة المتحدة".
ووفقاً لـ "الغارديان"، فإن خطاب المسؤولة البريطانية يعتبر واحداً من أقوى تصريحات المسؤولين بقطاع الأمن والمخابرات، بشأن اتهام روسيا بـ "وباء الابتزاز" عبر الإنترنت، وهي الدولة المتهمة بإيواء متسللين مجرمين، يسعون إلى الحصول على الملايين، من خلال الاستيلاء على بيانات الشركات.
وفي أيار الماضي، استخدم وزير الخارجية آنذاك، دومينيك راب، "لهجة أكثر دقة"، عندما قال إن "دولاً مثل روسيا، لا يمكنها أن تتهرب من المسؤولية، وتقول إن عصابات برامج الفدية التي تعمل ضمن أراضيها، لا علاقة لها بها".
وأشارت "الغارديان" إلى أنه منذ ذلك الحين سعى الغرب إلى تصعيد الضغط على الكرملين. وأثار الرئيس الأميركي، جو بايدن، القضية مرتين مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال الفترة الماضية، وألمح إلى أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لمهاجمة خوادم الكمبيوتر التابعة للعصابات، إذا لم يتم فعل أي شيء لوقف هجماتهم.
ومن الأمثلة على خطورة هذه الهجمات في بريطانيا، تعرض مجلس "هاكني كاونسل" في لندن لهجوم خطير، في تشرين الأول الماضي، من مجرمي الإنترنت، الذين يستخدمون برامج الفدية، مما أثر على الأنظمة المتعلقة بمزايا الإسكان وأنظمة أخرى لعدة أشهر، ويعتقد أن المجلس رفض دفع المال مقابل إنهاء هجمات برامج الفدية، لكن إصلاح الأنظمة قد يكلف ما يصل إلى 10 ملايين جنيه إسترليني.
وأشارت رئيسة مركز الأمن السيبراني إلى أن "برامج الفدية هي أهم خطر إلكتروني مباشر على المملكة المتحدة، وتستهدف هجماتها الشركات والمنظمات والمدارس والبنية التحتية الوطنية الحيوية والمجالس المحلية".
وعادة ما يصل المتسللون إلى الأنظمة الرئيسية لتشفير البيانات المهمة أو التحكم فيها بطريقة أخرى، ويطلبون نقوداً لاستعادة الوصول الكامل لها.
وذكرت كاميرون أن "تقنياتهم تتطور، وبالإضافة إلى إيقاف قدرة المنظمة على العمل، يهدد كثيرون الآن أيضاً بنشر بيانات تم تسريبها على الإنترنت المظلم".
ومن جهة أخرى، تقوم شركات بدفع الفدية، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها مشمولة بالتأمين ضد الهجمات، وقد دفعت شركة "Travelex"، وهي شركة صرافة بريطانية، 2.3 مليون دولار العام الماضي، بعد أن أغلق قراصنة شبكاتها.
وألمحت كاميرون إلى أن دفع الفدية "يشجع هذه المجموعات الإجرامية، لكن ليس من غير القانوني القيام بذلك، لأن العديد من العصابات الإجرامية لم يتم تصنيفها على أنها جماعات محظورة".
ويعتقد أن هذه المجموعات تجمع مبالغ طائلة من وراء هجماتها، وقدرت إحدى الدراسات أن "Wizard Spider"، أو ما يطلق عليها اسم عصابة "RYUK"، جمعت ما يقرب من 150 مليون دولار.
وأكدت كاميرون أن روسيا لا تزال تمثل أخطر تهديد للأمن السيبراني، وكذلك الصين، مشيرة إلى أن المملكة المتحدة "بحاجة إلى الحماية من التأثيرات السلبية على الازدهار والأمن".