قال رئيس غرفة التجارة والصناعة في أنطاكيا (ATSO) بولاية هاتاي جنوبي تركيا حكمت سينشين، إنّ السوريين وعلى مدار 10 سنوات من وجودهم في هاتاي، أثبتوا جدارتهم في مجال التجارة.
وأضاف "سينشين" خلال لقاء خاص أجراه معه تلفزيون سوريا أنّ التجّار والعمّال السوريين ساهموا في تنشيط حركة التجارة والزراعة في ولاية هاتاي، مشيرين إلى أن إجمالي عدد السوريين في الولاية يتجاوز الـ400 ألف.
وتابع: "اليومَ يوجدُ كثيرٌ من أصحابِ المهن والحرف اليدوية السوريين، الذين تعودُ فائدتُهم على الاقتصاد التركي وعلى أنفسهم، وفي هذا الوقت يمكنُهم الاستمرار بعملِهم ونحن غايتُنا هي زيادةُ التجارة التركية، وبهذه الزيادة يزيدُ الغنى في البلد ويزيد التشاركُ وتنخفضُ المشكلات".
العلاقات بين التجّار السوريين والأتراك
وعن العلاقات بين التجّار السوريين والأتراك والتفاهم بينهم أوضح سينشين أن الأفضلية لنا كتجّار في هاتاي بالتعامل مع السوريين فنحن مختلفون عن غازي عنتاب وعن كلّس، فقبل الحربِ كانت لنا علاقاتٌ مع سوريا وكثيرٌ من العائلاتِ لديها أقاربُ في البلدينِ وتوجدُ أشياء مشتركةٌ بيننا.
وتابع: "أنا كمدير لغرفة التجارة والصناعة في أنطاكيا، منذُ أربعَةَ عشر عاماً، لم أشاهدْ حدوثَ أيةِ مشكلاتٍ بين التجّارِ السوريينَ والأتراك وسببُ هذه الشيءِ أنَ مائدتنا واحدةٌ وطعامَنا ووسطنا مشترٌك، ولدينا أيضاً كثيرٌ من الأتراك الذين يتحدثون اللغةَ العربية ولدينا رابطٌ مشتركٌ من قدرِ التاريخِ والجغرافيا التي بيننا ولهذا السببِ لم ألاحظْ أيةَ مشكلةٍ بين السوريين والأتراك".
وأكّد سينشين أنّه بالنسبة للسوريين في هاتاي لا يوجد أي تعقيدات في فتحِ الشركاتِ العامةِ أو الشخصية، وحتى تكونَ عضواً في غرفةِ التجارة فهذا جداً سهلٌ فخلال ساعةٍ ونصف يمكنُ لأيِ شخصٍ افتتاحُ شركةٍ والبدءُ بالعمل، وذلك بمجرّد تقديم أوراقه الرسمية والقانونية والبدء في الإجراءات الروتينية.
تشغيل العمال السوريين من دون تأمين وإذن عمل
أشار سينشين إلى أن العمل من دونِ قيدٍ و تأمينٍ هو أمرٌ غيرُ إنساني وطريقةٌ غيرُ صالحةٍ في التعاملِ وبأنه لا يوافق على العملِ تحت الحدِ الأدنى للأجورِ في تركيا أو بدون تأمين.
وقال إنّ "المهاجرين يعملون بأجورٍ قليلةٍ وهذا يشبهُ العملَ الوحشي، وهذا يضرُ بالمجتمعِ ويضرُ الآخرين وهو غيرُ مستمر، فحتى لو كان الإنسان غريباً يجبُ علينا معاملته بطريقةٍ صحيحة ونحن نبذلُ الجهودَ حالياً حتى لا يبقى أشخاصٌ يعملونَ من دونِ قيودٍ أو تأمين".
اقرأ أيضاً.. تركيا.. 400 سوري وتركي يتقدمون بطلبات عمل في "معرض التوظيف" بهاتاي
وأوضح أنه في حال حصل حادث في أثناء العمل في الشركات السورية أو التركية التي تعمل بشكل قانوني وتؤمّن على موظفيها، ستكون هذه الشركات ملتزمة بالعمل ونحن ندعمها، أما الشركات التي تعمل بطرقٍ غيرِ رسمية ولا تؤمن على موظفيها وعمالها في حال حدوثِ حادثٍ لديهم، فمن الممكن أن يؤدي هذه إلى إفلاس وإغلاق الشركة".
وكشف رئيس "ATSO" في ولاية هاتاي حكمت سينشين عن أنّ العدد الكلي للشركات العامة والشخصية المسجّلة باسم السوريين في ولاية هاتاي بلغ 1778 منها 1030 مسجّلة في غرفة التجارة بأنطاكيا وفي المرتبة الثانية الريحانية بعدد 500، إضافة إلى 174 شركة في إسكندرون و32 في درتيول و42 شركة مسجلة في كركخان.
وأكّد سينشين أن تلك الشركات تدفع الضرائب المترتبة عليها والضرائب العامة، كما تعمل على تشغيل العمّال السوريين والأتراك وهي تدعم الاقتصاد التركي، مشيراً في الوقتِ عينه، إلى أنّ التجّار السوريين في هاتاي لديهم صادرات إلى سوريا عبر معبر "باب الهوى" الحدودي، بما يقارب 80%، إذ بلغت حجم صادراتهم المليون ونصف المليون دولار.
يذكر أنّ نسبة العاملين السوريين غير المسجّلين رسمياً بلغ 53%، عام 2019، بينما 3% فقط من السوريين يعملون في وظائف رسمية تشمل الأمن الوظيفي والحد الأدنى للأجور والضمان الاجتماعي.