أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية بقعة خضراء في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية بعد زراعة مساحات صغيرة بجانب منازل النازحين بالخضروات الأساسية لسد حاجاتهم رغم طبيعة الأرض الصحراوية القاسية وندرة المياه، والحصار المفروض من قوات الأسد وروسيا على المخيم ومنع الأردن من دخول أي مساعدات عبر حدودها مع سوريا.
ارتفاع درجات الحرارة ونقص الخدمات والمساعدات الإنسانية بالإضافة لعدم وجود أي مصدر دخل للنازحين دفع النازحين للاعتماد على أنفسهم والبدء بتجهيز أماكن حول منازلهم لزراعة ما يلزمهم من الخضار.
موقع تلفزيون سوريا وقف على تفاصيل هذه الزراعة وتحدث إلى رئيس المجلس المحلي في المخيم محمد أحمد درباس يوم الإثنين، ليشرح كيف يقوم النازحون بالزراعة وقال إن أصحاب المنازل الطينية المجاورة لأماكن وجود المياه بدؤوا بزراعة أنواع متعددة من الخضار كالبندورة والخيار والباذنجان بقرب المنزل في مساحات لا تتجاوز الـ 100 متر مربع.
وأضاف "الدرباس" أن الأهالي يستخدمون "جور" مجهزة لتخزين المياه لسقاية المزروعات وبعضهم يستخدم المياه الفائضة من مياه الشرب لسقايتها، ويتم استخدام المزروعات من الخضار والبقوليات بشكل شخصي وبيع الفائض منها لباقي سكان المخيم.
In the absence of any support by the international community or the United Nations, survivors in #Rukban try growing vegetables. The soil is fertile but seed and water are too scarce for farming on a large enough scale to feed more than 10.000 people. pic.twitter.com/X0bsCtkx3D
— Simona (@simonajeger) September 12, 2020
كيف يعيش سكان مخيم الركبان؟
يعيش قاطنو مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية والذي يبلغ عددهم ما يقارب الـ 10 آلاف نازح ظروفاً إنسانية صعبة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الدعم المقدم للمخيم.
أشار رئيس المجلس المحلي أن المخيم يعاني من نقص كبير في المساعدات الإنسانية وسط تخلي المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن النازحين وتركهم في ظروف إنسانية صعبة، من دون إعطائهم حتى وعود بحل أزمة المخيم حيث دخلت آخر قافلة مساعدات إنسانية في شهر آب العام الفائت.
واقع المخيم الطبي
وأكد "الدرباس" أن فرق الدفاع المدني السوري بدأت بإعطاء دورات تدريبية عبر الإنترنت لعدد من الممرضين والمهتمين بالشأن الطبي في المخيم لتدريبهم على الوقاية من فيروس كورونا، فضلا عن مراسلة المجلس المحلي للائتلاف الوطني السوري لمحاولة إدخال فرق من الدفاع المدني إلى المخيم عبر الأردن.
وأضاف أن المخيم لم يسجل أي حالة إصابة بفيروس كورونا بحسب الأعراض التي تظهر على المرضى بعد تلقي الممرضين تدريبات على الكشف عن الفيروس بالأدوات المتاحة لديهم في المخيم.
وتابع "الدرباس" أن وضع المخيم الطبي سيئ جداً ويقوم المجلس المحلي بتوجيه مناشدات لمنظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة والائتلاف الوطني للوقوف على واقع المخيم الصحي لكن دون أي استجابة، خاصة مع بدء تفشي فيروس كورونا في المناطق المجاورة للمخيم دون تلقي أي رد منهم.
ويقع مخيم الركبان ضمن منطقة صحراوية، ما يتسبب في إصابة قاطنيه بلدغات العقرب، وأفاد أبو حسين أحد قاطني المخيم في وقت سابق أنه "في ظل سوء الواقع الطبي أصبحنا نعتمد على أنفسنا، فحين يصاب شخص بلدغة عقرب، نستعمل الطب العربي مثل حليب الماعز الأسود والكلور وبعض الأعشاب البرية، كما يفتقر المخيم للأدوية، ولا يتوفر سوى دواء القمل وحبوب فيتامين فولك آست الخاصة بالحوامل، لذلك يضطر بعضهم لشراء الأدوية المهربة بأسعار باهظة".
يذكر أن أول دفعة خرجت من مخيم الركبان مطلع كانون الثاني 2020، وتضمنت ما يقارب المئة شخص من أهالي بلدة مهين شرقي حمص، وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في بيان له، أن قرابة 16624 شخصاً معظمهم أطفال ونساء غادروا المخيم.
وتحاول روسيا جاهدةً تفكيك المخيم الذي يقع قرب قاعدة التنف التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأميركية، لكن أكد شكري شهاب، أن "مخيم الركبان يوجد ضمن نقطة خفض التصعيد 55 الواقعة تحت حماية التحالف الدولي، وبالتالي لن تتمكن أي جهة من تفكيك المخيم كون تلك العملية تتطلب دخول قوة عسكرية إلى المخيم، علماً أن التحالف الدولي أعطى إشارات إلى أنه لا يجبر أحداً من النازحين على مغادرة المخيم، لكنه يتولى تأمين الحماية لمن يود البقاء دون أي يكون له علاقة بتقديم أي مساعدات إغاثية للنازحين".