أكد تقرير صادر عن مركز أبحاث أميركي، بدعم من البنتاغون، أن القوات الأميركية وقوات "التحالف الدولي" التي قاتلت في سوريا في العام 2017، لاستعادة مدينة الرقة من "تنظيم الدولة"، كان بمقدورها فعل المزيد لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين الذين يعيشون في المدينة.
وقال التقرير، الذي أصدره مركز أبحاث "راند"، إن "الخيارات الاستراتيجية التي اتخذتها الولايات المتحدة وقوات التحالف في المعركة، مثل اختيار تطويق المدينة والتركيز بشكل أساسي على حملة جوية، من أجل الحصول على عدد أقل من القوات على الأرض، وتقليل المخاطر التي يتعرضون لها، كان لها آثار كبيرة في الأذى على المدنيين".
وأضاف التقرير أن "خيار تطويق المدينة كان نهجاً أكثر عدوانية، وهذا الخيار جعل من الصعب إنشاء ممرات خروج مدنية، وربما تسبب في توغل تنظيم داعش في قلب المدينة المكتظ بالسكان"، وفق ما نقلته شبكة "CNN" الأميركية.
وذكر التقرير أن القوات الأميركية "واجهت مخاطر كبيرة في المقايضة في القيام بما كان في الأساس حملة جوية ضد داعش في الرقة، والاعتماد فقط على وجود بري محدود"، مشيراً إلى أن "وجود المزيد من القوات البرية كان يمكن أن يحسن قدرات الولايات المتحدة والتحالف للتخفيف من الأضرار المدنية، والرد عليها من خلال التفاعل مع السكان المدنيين داخل الرقة".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، إن هذا التقرير "سيكون أحد الموارد الرئيسية التي ستستخدمها الوزارة لتطوير خطة العمل الخاصة بالضرر المدني والتخفيف منها، بالإضافة للاستجابة التي طلبت الوزارة وضعها في كانون الثاني الماضي".
وأوضح كيربي أن "حماية الحياة المدنية واجب استراتيجي وأخلاقي، وأكد الوزير أوستن ذلك مرات عديدة"، مشيراً إلى أن التقرير "سيساعد على محاولة تحسين نهجنا للتخفيف من الأضرار المدنية والاستجابة للمضي قدماً".
وأوصى التقرير وزارة الدفاع الأميركية بـ "اتباع نهج أوسع للضرر المدني، يأخذ في الاعتبار تأثير الخيارات الاستراتيجية على مخاطر إلحاق الضرر بالمدنيين، وإشراك موظفي المنظمات غير الحكومية بشكل مكثف كجزء من التخطيط والعمليات وما بعد المعركة".
وشدد مركز أبحاث "راند" على ضرورة أن "تستفيد وزارة الدفاع من الدروس الكبيرة في الرقة، ومن العمليات السابقة، لإعداد القوات البرية والطيارين وفرق الاستهداف بشكل أفضل من أجل الاشتباكات المستقبلية في مناطق المدنيين".