البث المباشر
لازمت سلسلة مرايا الشهيرة شهر رمضان المبارك لسنوات طوال، محققة شهرة منقطعة النظير ومتابعة كبيرة من قبل المشاهد السوري وأيضا في بعض الدول العربية، إذ انطلق مسلسل مرايا في عام 1982 واستمر حتى عام 2013، قدم خلالها مئات الحكايات واللوحات الفنية التي تحاكي أوضاع ومشكلات السوريين، ضمن قوالب كوميدية ناقدة وأخرى لا تخلو من التراجيديا.
مرايا ياسر العظمة
ارتبط اسم الفنان السوري ياسر العظمة بمسلسل مرايا، رغم أنه خاض أولى مغامرات التمثيل قبل نحو 20 عاما من إنتاج أول نسخة من مرايا، فكانت بداياته على خشبة المسرح من خلال مشاركته بمسرحية "شيخ المنافقين" عام 1963، ولمع اسمه بعد مشاركته في مسرحيتي "ضيعة تشرين وغربة" في سبعينيات القرن الماضي، اللتين ألفهما الكاتب السوري الشهير محمد الماغوط، ليبدأ بعدها العظمة بتأليف أول أجزاء مسلسل مرايا، الذي أكسبه شهرة كبيرة حجزت له مكانا متقدما في الدراما السورية، الصاعدة رويدا رويدا إلى قمة هرم الدراما العربية في تلك المرحلة.
ياسر وشركاء مرايا
لعب ياسر العظمة أدوار البطولة في جميع أجزاء مرايا، إلى جانب فنانين سوريين، معظمهم شارك في جميع أجزاء العمل، وأبرزهم: سليم كلاس وعصام عبه جي وحسن دكاك وبشار إسماعيل وسلمى ومها المصري ومرح جبر وعابد فهد وغيرهم، في حين تناوب على الإخراج، عدة مخرجين ومنهم: مأمون البني، هشام شربتجي، حاتم علي، كما فتحت سلسلة مرايا الأبواب لظهور ممثلين شباب، واستقبل ياسر العظمة نصوصا من عدة كتاب قدموا له لوحات وقصصا لاقت نجاحا كبيرا، وخلال سنوات إنتاج مرايا غيرت السلسلة الشهيرة اسمها إلى "حكايا المرايا - وشوفوا الناس - وحديث المرايا"، وعرضت أجزاؤها القديمة والحديثة على فضائيات عربية عدة منذ الثمانينيات وحتى تاريخنا هذا.
مرايا.. الأكثر شعبية في رمضان
اعتاد المشاهد السوري متابعة حلقات مسلسل مرايا في شهر رمضان، لا بل إن كثيرين اعتبروه المشروع الدرامي الأنجح في الشهر المبارك لعدة سنوات، ولا سيما مع تنوع قصصه وحكاياته، ومشاركة نجوم سوريين يمتلكون وزنا ومكانة في تاريخ الدراما السورية، وعلى رأسهم ياسر العظمة من خلال تجسيده لشخصيات كثيرة بلهجات سورية متنوعة، حقق خلالها نجاحا باهرا.
مرايا في فضاء اليوتيوب
غاب مسلسل مرايا عن شاشات متابعيه منذ عام 2013، لكن حلقاته ومعظم أجزائه ما زالت تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة اليوتيوب الذي يقدم مزايا مدفوعة الأجر، تتيح مشاهدة المحتوى من دون إعلانات للمشتركين، ويقابلها منحه أرباحا طائلة لمقاطع الفيديو التي تجتذب ملايين المشاهدات، وهو ما حققته مرايا، خلال رحلتها في فضاء اليوتيوب بحثا عن غنائم من إعادة نشر أجزائها وحلقاتها، وهو ما باتت تتبعه اليوم كثير من شركات الإنتاج الدرامية.
