في ظل اللاحراك السياسي وعزوف المجتمع الدولي عن تقديم أي حل في الملف السوري والتركيز على ملفات متعددة سوريا ليست من أولوياتها، توجه الدكتور بدر جاموس رئيس هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية، ويحيى مكتبي منسق مكتب الجاليات في الائتلاف الوطني السوري إلى ألمانيا للقاء أعضاء في الجالية السورية هناك ويتردد أن الجالية السورية عموما في ألمانيا غير مؤطرة سياسيا رغم وجود نخب متنوعة ما يتيح مساحات أوسع للعمل معها ..
ومن هناك غادر الدكتور بدر إلى جنيف للقاء مرتقب مع غير بيدرسن المبعوث الأممي الخاص لسوريا الذي قيل إنه قد يزور دمشق كما تنظم هيئة التفاوض فعالية تناقش المساعدات الإنسانية عبر الحدود يتحدث فيها بدر جاموس رئيس هيئة التفاوض مع توماس واجنر نائب رئيس البعثة الدائمة للاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة بجنيف مع صادق أرسلان سفير تركيا لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، وجولد ريتش نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية و هيما كوتيتشا نائبة رئيس بعثة المملكة المتحدة في جنيف إضافة إلى ممثلي بعض المنظمات الإنسانية.
وتعتبر هذه الفعالية نشاطا جديدا بعد انقطاع كبير نسبيا كذلك تعتزم هيئة التفاوض تكثيف نشاطها مع وزارات الخارجية في الدول الكبرى .
كما التقى سامح شكري وزير الخارجية المصري مع بيدرسن على هامش مشاركتهما في منتدى حوارات روما المتوسطية بالعاصمة الإيطالية.
وتناولا التطورات على الساحة السورية، حيث أطلع بيدرسن وزير الخارجية المصري على نتائج اتصالاته الأخيرة مع مختلف الأطراف السورية من أجل حلحلة العملية السياسية .
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية على ثوابت الموقف المصري حيال الأزمة في سوريا، والمتمثلة أولا بضرورة الدفع بالحل السياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، وثانيا تحقيق تقدم في العملية السياسية، وثالثا "رفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق". وناقشا التطورات الإقليمية والدولية الراهنة وتأثيراتها على استقرار دول المنطقة، حيث أكدا أهمية الحفاظ على السيادة السورية وتجنيب المنطقة مزيدا من عوامل عدم الاستقرار.
كما تم الاتفاق على مواصلة التشاور حول سبل دعم الحل السياسي للأزمة السورية.
تحرك آخر في باريس التي قدم إليها نحو 15 معارضا سوريا من أرجاء مختلفة من العالم "مبادرة إحياء وطن" للقاء العميد مناف طلاس في فرنسا.
مبادرة إحياء وطن تضم سوريين يناقشون بهدوء الملف السوري أطباء ومهندسين ورجال أعمال في كل اجتماع يحاولون تلخيص أطر ما وصل إليه الملف السوري وكيفية الحلحلة وإلى أين الاتجاه؟
وناقش الاجتماع بشكل مفتوح الضوء الأخضر الدولي الذي ينتظره مناف طلاس ويعد العدّة للتحرك قدما بعد الحصول عليه ..
تداول الحضور المجلس العسكري ولوحظت اختلافات بسيطة، بحسب بعض الحضور، على هيكلية المجلس العسكري فقسم من المجلس سيضم ضباط النظام الكبار حاليين ومتقاعدين في الداخل يجري منذ فترة طلاس اتصالات معهم إضافة إلى دول معنية بالملف السوري ثم قسم من الجيش السوري الحر من شمالي سوريا ومن الذين يعيشون في تركيا وأضيف إلى المجلس قسم من الأكراد أي (قوات سوريا الديمقراطية) وهذا لم يكن موجودا في المجلس العسكري في النقاشات السابقة وتبريره بحسب أحد الموجودين في الاجتماع أنه لا يجوز تجاوزهم حاليا ولكن بعض الحاضرين لم يكن مقتنعا تماما بموضوع المئة ألف مقاتل التي تقول قسد إنها تملكها ثم إن هذا القسم ستقف ضده دولة إقليمية مهمة جارة لسوريا وهي تركيا وخاصة أنه لم تتضح الصورة أيضا كاملة ليس فقط في العملية العسكرية التركية ومستقبلها ولكن في تطبيق قسد للمطالب التركية بإبعاد الوحدات عن حدودها حتى 30 كيلومترا، وقد يكون هناك عمل بري أوسع في حال لم تتم تلبية مطالبها ما يضع المنطقة هناك في مرمى النار ما لم يكن هناك مخرج قريب .
معارضون سوريون يعتقدون أن بشار الأسد أصبح مفصلا صغيرا في مشهد كبير وأن مصيره بات متلازما مع مصير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأن ما يتردد في أروقة صناع القرار الأميركي أن الأسد لا يصلح كشريك في المستقبل ولا يجوز تعويمه والحل المطلوب حل وطني بعيد عن الطائفية والمذهبية وبأيدي السوريين لذلك يجب تكثيف مثل هذه الاجتماعات لمعرفة الثوابت والمشتركات التي يقف عليها السوريون خاصة أن هناك معارضة في الداخل تخشى أن تقول كلمتها لأن بطش النظام لها بالمرصاد..
هذه المعارضة الواسعة لم يتطرق لها المبعوث الأممي بيدرسن أبدا وفي جلسة لمجلس الأمن قال محذرا من أن النمط الحالي لتطور الأحداث مقلق للغاية، وينطوي على مخاطر حقيقية لمزيد من التصعيد، حذر مجلس الأمن كثيرا من سيناريو قد تؤدي فيه "عمليات عسكرية واسعة النطاق من قبل أحد الأطراف الفاعلة إلى آثار غير مباشرة على الجبهات الأخرى" مما قد يؤدي إلى زوال حالة الجمود الاستراتيجي التي جلبت قدرا من الهدوء النسبي لما يقرب من ثلاث سنوات.
ضبط النفس وتجنب التصعيد الذي يطالب به بيدرسن يتطلب بالتوازي عملية سياسية حقيقية وليست مجرد اجتماع ينعقد كل فترة للجنة الدستورية وهو ما تحاول المعارضة السورية أن تحققه من خلال أي اختراق حاليا.