أعلنت حكومة ليتوانيا أمس الأربعاء أنها ستنشئ حاجزاً على حدودها مع روسيا بهدف ردع طالبي اللجوء وذلك لتدفق المهاجرين من جارتها.
وقالت رئيسة وزراء ليتوانيا إنغريدا سيمونيتي في تصريح لوكالة "رويترز" إن هذه الخطوة جاءت وسط اتهامات متزايدة بأن بيلاروسيا سمحت لطالبي اللجوء بعبور الحدود إلى ليتوانيا، وذلك رداً على عقوبات الاتحاد الأوروبي،
وأضافت في مؤتمر صحفي "سنبدأ في بناء حاجز إضافي يقسم ليتوانيا وبيلاروسيا والذي سيكون رادعاً للمهربين، وتوقف تدفق الهجرة غير الشرعية وأنه سيخضع لدوريات منتظمة من الجيش".
وتابعت أن بيلاروسيا كانت "تعرض رحلات جوية على المهاجرين إلى مينسك" مستشهدة بأدلة عثر عليها مع شخص كان قد وصل إلى ليتوانيا، موضحاً أن هناك وكالات سفر ورحلات جوية مباشرة تربط مينسك ببغداد وهناك وكالات في بيلاروسيا ودول أخرى تعمل وتجذب" السياح إلى مينسك.
وبحسب موقع "الجزيرة" أنشأت السلطات مخيمات من الخيام لاستيعاب الأعداد المتزايدة من طالبي اللجوء ومعظمهم من العراق وسوريا وأفغانستان والكاميرون، بالإضافة إلى إعلانها إرسال وفود إلى تركيا والعراق في وقت لاحق من الشهر الجاري لمناقشة أمر اللاجئين.
واتهمت سيمونيت السلطات البيلاروسية بتشجيع تدفق المهاجرين معتبرة أنه "هجوم مختلط" حيث قالت "نحن لا نحرس حدود ليتوانيا فقط بل نحرس أيضاً الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي".
وأشارت حكومة ليتوانيا إلى أن حكومة رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو تسمح للمهاجرين وطالبي اللجوء بالعبور عبر الحدود إليها في حين كان قد أعلن لوكاشينكو في وقت سابق أن بلاده لن تحاول وقف تدفق طالبي اللجوء من دول أخرى إلى الاتحاد الأوروبي وذلك بعد توتر العلاقات بين حكومته والاتحاد بسبب الهبوط الاضطراري لطائرة ريان إير في مينسك.
وأعلن "لوكاشينكو" الثلاثاء الماضي أنه "إذا اعتقد البعض أننا سنغلق حدودنا مع بولندا وليتوانيا ولاتفيا وأوكرانيا ونصبح معسكراً للأشخاص الفارين من سوريا وأفغانستان وإيران والعراق وليبيا وتونس فهم مخطئون"، مضيفاً "لن نحجز أي شخص فهم يأتون ليس إلينا ولكن إلى أوروبا المستنيرة والدافئة والمريحة".
وأرسل الاتحاد الأوروبي حراساً من وكالة الحدود التابعة له إلى حدود ليتوانيا في محاولة منه للتعامل مع أزمة المهاجرين المتزايدة، حيث أعلنت ليتوانيا الأسبوع الماضي حالة الطوارئ بسبب تدفق طالبي اللجوء.
وتعهد رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل أول أمس الثلاثاء خلال زيارته إلى قرية ميدينينكاي الحدودية في ليتوانيا بأنهم سيبذلون جهدهم لتقديم المزيد من الدعم إلى السلطات الليتوانية حتى تتمكن من التغلب على الصعوبات وإيجاد حلول لتدفق اللاجئين إليها.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية بعيدة المدى على بيلاروسيا بسبب حادثة طائرة الركاب وطريقة تعاملها مع المظاهرات المناهضة للحكومة العام الفائت عند إعادة انتخاب "لوكاشينكو" لولاية سادسة.
ومنذ بداية حزيران الفائت تم اكتشاف أكثر من 1000 عملية عبور غير نظامية لطالبي اللجوء على طول الحدود المشتركة بين ليتوانيا وبيلاروسيا، والتي تبلغ 680 كيلومتراً.
وكشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الشهر الفائت إن بيلاروسيا تعمل على استغلال المهاجرين غير الشرعيين كسلاح ضد ليتوانيا، حيث نقلت عن سياسي ليتواني وعضو سابق في البرلمان الأوروبي يدعى غابريليوس لاندسبيرجيس إن بيلاروسيا شاركت فيما وصفه "هجوم هجين ضد أوروبا" من خلال إغراء المهاجرين بصفقات من وكالة سياحية مملوكة للدولة البيلاروسية تضمّنت رحلات جوية من بغداد وإسطنبول وتسهيلات فيما بعد لعبور الحدود إلى ليتوانيا.