أعلنت بولندا عن وضع حاجز من الأسلاك الشائكة على حدودها مع روسيا، رداً على إعلان موسكو السماح بدخول أراضيها بدون تأشيرة للمواطنين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وبدأ الجنود البولنديون بوضع الأسلاك الشائكة على طول حدود بولندا مع منطقة كالينينغراد الروسية، عقب قرار الحكومة ببناء حاجز لمنع أزمة جديدة للمهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي.
إلى روسيا بدون تأشيرة
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر روسية أن الرئيس فلاديمير بوتين أوعز للحكومة ووزارتي الخارجية والداخلية وجهاز الأمن الفيدرالي بإعداد مقترحات لإنشاء نظام لدخول الأجانب إلى روسيا من دون تأشيرات.
ووفق ما نقلت وكالة "تاس" الروسية، فقد ورد في قائمة التعليمات التي أعقبت اجتماع هيئة رئاسة مجلس الدولة أمس الأربعاء "إعداد وتقديم مقترحات لإنشاء نظام لدخول مواطنين أجانب من دون تأشيرة إلى روسيا للسياحة والأعمال التجارية والأغراض التعليمية، وكذلك للمشاركة في الألعاب الرياضية والأحداث الثقافية (بصرف النظر عن مبدأ المعاملة بالمثل)".
وجاء في القائمة أيضاً أن الرئيس الروسي أمر "بإعداد وتقديم مقترحات لتجديد التأشيرة الإلكترونية لمواطني الدول الأجنبية غير المدرجة في قائمة الدول غير الصديقة التي ترتكب أعمالاً غير ودية ضد روسيا والكيانات القانونية والأفراد الروس"، كما أوعز بـ "النظر في زيادة حركة الطيران مع الدول غير المدرجة في قائمة الدول غير الصديقة".
3 صفوف من الأسلاك الشائكة
وقال وزير الدفاع البولندي، ماريوس بلاشتشاك، إن "القرار الأخير لسلطة الطيران الروسية بإطلاق رحلات جوية من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى كالينينغراد دفع إلى تعزيز حدود بولندا مع كالينينغراد، التي يبلغ طولها 210 كيلومترات".
وأضاف أنه "بسبب المعلومات المزعجة المتعلقة بإطلاق رحلات جوية من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى كالينينغراد، فقد قررت اتخاذ إجراءات من شأنها تعزيز الأمن على الحدود البولندية مع إقليم كالينينغراد من خلال إغلاق هذه الحدود"، وفق ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".
وأشار وزير الدفاع البولندي إلى أن "الحاجز على طول الحدود سيتكون من ثلاثة صفوف من الأسلاك الشائكة، يبلغ ارتفاعها مترين (ثمانية أقدام)، وعرضها 3 أمتار (10 أقدام)، وتتميز بنظام مراقبة إلكتروني وكاميرات، في حين سيكون للجانب البولندي أيضاً سياج لإبعاد الحيوانات عن الأسلاك الشائكة".
تكرار تجربة حدود بيلاروسيا
وقبل القرار الأخير لبولندا، كانت المنطقة الحدودية مع روسيا، والتي هي قليلة السكان، تخضع لدوريات من حرس الحدود، إلا أنه لم يكن بها أي حاجز مادي.
وفي جنوبي البلاد، أصبحت حدود بولندا مع بيلاروسيا موقعاً لأزمة هجرة كبيرة العام الماضي، مع دخول أعداد كبيرة من المهاجرين من الشرق الأوسط بشكل غير قانوني، في حين اتهمت بولندا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي الحكومة البيلاروسية، الحليفة لموسكو، بـ "تدبير أزمة الهجرة لإحداث الفوضى والانقسام" داخل الكتلة الأوروبية المكونة من 27 دولة.
وسبق أن أقامت بولندا سياجات مماثلة من الأسلاك الشائكة، قبل بناء جدار فولاذي مرتفع دائم تم الانتهاء منه في حزيران الماضي، على الحدود مع بيلاروسيا.
وذكر وزير الدفاع البولندي أنه "تم إقناع الحكومة بإقامة سياج بالقرب من كالينينغراد بسبب تجربة بولندا على حدودها مع بيلاروسيا، حيث منع إجراء مماثل هجوماً مختلطاً من بيلاروسيا، أو أبطأ بشكل كبير من هذا الهجوم".
وسبق أن صرّحت المتحدثة باسم حرس الحدود البولندي، الملازم آنا ميشالسكا، بأنه "في الوقت الحالي لا نلاحظ أي حوادث تتعلق بعبور غير قانوني للحدود على الحدود البولندية الروسية إلى منطقة كالينينغراد"، مضيفة أنه "لكن، وبعد تجربة أزمة الهجرة على الحدود مع بيلاروسيا، نحن مستعدون لكل السيناريوهات".
كالينينغراد أرض حبيسة تتبع الكيان الروسي
وكالينينغراد هي أرض حبيسة ومقاطعة إدارية تابعة للكيان الفيدرالي الروسي، لكن لا تربطها أي حدود برية بها، حيث تحيط بها بولندا وليتوانيا وتطل على بحر البلطيق، واعتبرت تاريخياً مدينة عسكرية، حيث جعل من إطلالتها على بحر البلطيق خياراً لموسكو لإقامة قواعد عسكرية.
كانت كالينينغراد عاصمة لدولة الفرسان التوتونيين (دوقية روسية في ألمانيا الشرقية)، قبل أن يتم تغيير اسمها إلى كالينينغراد، على اسم رئيس الاتحاد السوفييتي السابق، في العام 1946، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا وطرد الروس سكانها الألمان.