icon
التغطية الحية

للمطالبة بمحاسبة النظام.. منظمات سورية تلتقي مسؤولين غربيين في برلين

2023.09.01 | 06:22 دمشق

سي
المبعوث الألماني إلى سوريا "ستيفان شنيك" مع "حفار القبور وسائق البلدوزر"
برلين - خاص
+A
حجم الخط
-A

التقى ممثلون أوروبيون ومبعوثون من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بمنظمات سورية وبالشاهدين "حفار القبور" و"سائق البلدوزر" في العاصمة الألمانية برلين، لبحث آليات جديدة لمواجهة النظام السوري وتحقيق مطالب وتطلعات السوريين.

وأفادت مصادر خاصة لتلفزيون سوريا أن اللقاء بين الوفد السوري والسفراء والمبعوثين الأوروبيين إلى سوريا جرى في وزارة الخارجية الألمانية بالعاصمة برلين، وناقش آخر التطورات في سوريا وعلى رأسها المظاهرات المتواصلة في محافظة السويداء منذ أسبوعين، والاشتباكات الجارية منذ أيام بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والعشائر العربية.

وفي اللقاء الذي نظمته "المنظمة السورية للطوارئ"، طالبت المنظمات السورية والشاهدان "حفار القبور" و"سائق البلدوزر" من المسؤولين الأوروبيين، إنشاء محاكم خاصة في سوريا لمحاسبة النظام على الجرائم الفظيعة التي ارتكبها بحق الشعب السوري.

 

سي

 

وخلال السنوات الماضية بدأ المسار القانوني في بعض الدول الأوروبية يتخذ خطوات مهمة باتجاه اتخاذ إجراءات محاسبة مجرمي الحرب والمتورطين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سوريا، وكان ذلك نتاج جهود مؤسسات حقوقية جمعت أدلة ووثقت انتهاكات ورفعت دعاوى أمام عدة محاكم في السويد وألمانيا وفرنسا وهولندا وغيرها، فضلاً عن دعوات عديدة لإحالة ملف الانتهاكات في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية.

واستندت الدول الأوروبية إلى مبدأ في قوانينها يدعى "الولاية القضائية الدولية"، الذي يخوّلها بالتحقيق في جرائم ارتكبت خارج أراضيها، حتى لو كان المجرم أو الضحية من جنسية دول أخرى، وبناء عليه أقرّت فرق عمل ولجان تحقيق حول الجرائم في سوريا، استعداداً للدعاوى القانونية.

لكنّ خبراء حقوقيين أكدوا أن هذه الآلية للمحاسبة قد تكون طويلة حيث يستغرق تقديم الجناة ومجرمي الحرب إلى المحاكمة سنوات، وأنها تواجه عقبات في الإجراءات.

وقالت المنظمة السورية للطوارئ في تغريدة إن المبعوث الألماني إلى سوريا "ستيفان شنيك" التقى السوريين المعروفين بـ"حفار القبور وسائق البلدوزر"، في جلسة استماع لشهاداتهما عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام السوري، وهما من الشهود الرئيسيين على جرائم الحرب ضد الإنسانية، والمقابر الجماعية التي دفنت عشرات الآلاف من الأشخاص.

 

 

وكانا "حفار القبور وسائق البلدوزر" شاهدين على المقابر الجماعية من عام 2011 إلى 2018 في العاصمة السورية دمشق ، ومكلفين بعمليات دفن المدنيين والتخلص من الجثث، حيث سبق أن قدما شهادتيهما عن جرائم الحرب والفظائع التي ارتكبها نظام الأسد بحق المعتقلين في الكونغرس الأميركي.

 

 

وقال بدر جاموس رئيس هيئة التفاوض السورية إن اللقاء ناقش العملية السياسية في سوريا ورؤية هيئة التفاوض لدفع العملية السياسية وتحقيق تقدم ملموس بما يحقق تطلعات الشعب السوري.

وأضاف في تغريدة على حسابه في تويتر: "بالإضافة لمطالبة الدول بضرورة دعم أهلنا في المناطق المحررة، وكان هناك نقاشات إيجابية حول حراك السوريين في السويداء ودرعا واستمرار ثورة الشعب السوري، وشددت خلال اللقاء على دعم هذا الحراك".

ويأمل الوفد السوري أن تشجع الإحاطة التي قدموها للمسؤولين الغربيين بالإضافة إلى شهادتي "حفار القبور" و"سائق البلدوزر"، الدول الأوروبية للتحرك في سياق الضغط على النظام السوري لإيقاف مجازره ضد السوريين وتعزيز المساءلة من خلال إنشاء محاكم خاصة في سوريا.

وكشفت المصادر أن الوفد السوري وجه في اللقاء انتقادات حادة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تشن هجوماً عنيفاً منذ أيام ضد العشائر العربية، وتسبب هجومها وقصفها للبلدات العربية في أرياف دير الزور بمقتل ما لا يقل عن 20 مدنياً في حصيلة أولية. وقدمت المنظمات السورية إحاطة عن انتهاكات "قسد" ضد المدنيين في مناطق سيطرتها.

 

 

كما طالب السوريون من المسؤولين الأوروبيين بموقف أكثر جدية تجاه التطبيع مع النظام السوري ورفضه بشكل حاسم.

ويأتي اللقاء في برلين بعد أيام من زيارة عضو مجلس النواب الأميركي فرينش هيل للشمال السوري برفقة زميليه بن كلاين وسكوت فيتزجيرالد، وبدعوة من المنظمة السورية للطوارئ، ضمن حراك مكثف ومنسجم للمنظمات السورية بعيداً عن المعارضة الرسمية والتقليدية، لتحفيز الدول الصديقة للشعب السوري للتحرك باتجاه إنهاء أزمة السوريين المتمثلة بالنظام باعتباره سبب استمرار الحرب في سوريا وسبب الأزمة المعيشية غير المسبوقة بعد انهيار العملة السورية.