شكّلت مجموعة من الأتراك في ألمانيا حزباً سياسياً للتنافس في الانتخابات الأوروبية والتوعية من مخاطر "ارتفاع العنصرية وكراهية الأجانب في البلاد".
وقال توفيق أوزجان، زعيم حزب (DAVA)، في مؤتمر صحفي في مدينة غلزنكيرشن الألمانية: "نحن الآن كمجتمع تركي في ألمانيا أقوياء في كل المجالات؛ نحن أقوياء في الرياضة والعلوم والاقتصاد والصحة، ولدينا تأثير هناك. نحتاج إلى المشاركة في السياسة لتقليل العنصرية والتمييز".
وتأسّس حزب (DAVA)، المعروف باسم التحالف الديمقراطي من أجل التنوع واليقظة، نهاية العام الفائت، لمعالجة "فراغ سياسي" للألمان ذوي الجذور الأجنبية "الذين لا يرون أي منزل سياسي، خاصة مع الأحزاب الراسخة"، بحسب المحامي زينجال، أحد المؤسسين للحزب.
أهداف الحزب
يقول الحزب إنه يركز حصرياً على قضايا مثل مكافحة العنصرية ضد المسلمين والمعاملة غير المتساوية التي يواجهها أولئك ذوو الخلفيات المهاجرة، وهدفه الأول هو التنافس في ألمانيا للانتخابات الأوروبية في يونيو بـ 14 مرشحاً.
وفي مقابلة في آذار، أخبر فاتح زينجال وكالة "فرانس برس"، أنّ مجموعته ترغب في الفوز بمقعد واحد على الأقل من بين 96 مقعداً ألمانياً، حيث لا توجد عتبة للوصول إلى الاقتراع.
وأضاف: "لهذا السبب أسسنا الحزب،والذي يعمل من أجل الأتراك والمسلمين، وهذه القضايا دائماً على جدول أعمالنا. نحن نعمل لمكافحتها، ونتوقع الدعم من المجتمع"، مشيراً إلى أن العنصرية والتمييز في ألمانيا لهما "تأثير شامل" على جوانب مختلفة من الحياة مثل المدرسة والعمل والهوايات والرياضة.
وتابع: "السياسيون يدركون إمكاناتنا الكبيرة هنا. كأتراك ومسلمين في ألمانيا، نسعى لبناء الوحدة والتضامن. من خلال مواصلة عملنا مع الشخصيات المحترمة في المجتمع التركي، أنا واثق من أنه بدعم المجتمع، يمكننا إحداث تغيير جوهري في ألمانيا".
كذلك، دعا أوزجان إلى الوحدة، قائلًا: "قوتنا وطاقتنا تأتي من المجتمع.. إذا استمرينا بشكل منفصل، كما فعلنا خلال 60 عاماً الماضية، فلن يتغير الكثير. يجب علينا تسخير قوتنا الجماعية من أجل مجتمعنا، وأطفالنا، وشبابنا لمكافحة العنصرية وتحسين وضعنا".
العنصرية المتزايدة في ألمانيا
في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، ذكر "زينجال" أن العنصرية المتزايدة في ألمانيا تعتبر من أهم القضايا على جدول أعمالهم: "لقد كنا نقاتل ضد العنصرية المتزايدة لسنوات، ولكن عندما ننظر إلى السياسة الألمانية، هناك حزب يسمى البديل من أجل ألمانيا، وفي بعض الأماكن، يظهر هذا الحزب كالحزب الأول، مما يعني أن الألمان يميلون بشكل متزايد للتصويت لصالحهم".
وأضاف: "العنصرية ليست مجرد مصدر قلق بالنسبة لنا، الذين تأثروا مباشرة، بل لكل ألمانيا.. لأن العنصرية يمكن أن تؤثر أيضاً على الألمان؛ يمكن أن يتعرضوا لها أيضاً. هم مترددون ولم يعودوا قادرين على التعبير عن أفكارهم بحرية".
وأردف: "الهجمات على المساجد في تزايد، والاعتداءات الفردية على مواطنينا في ارتفاع، والمواطنون الذين يبدون مسلمين، خاصة أولئك الذين يرتدون الحجاب، هم ضحايا هذه المشكلات يومياً.. هذه هي مخاوفنا، ونريد أن نجلبها إلى السياسة؛ نريد أن نؤكد على مدى أهمية هذا العامل".
الانتخابات البرلمانية الأوروبية
وأفاد أوزجان بأنهم جمعوا نحو 14 ألف توقيع، متجاوزين الأربعة آلاف المطلوبة، للمشاركة في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، وحث الجميع على التصويت في الانتخابات في 9 حزيران.
وقال أوزجان: "تأسس DAVA عقب 62 عاماً من تاريخ الهجرة. إنه حزب سيجد مكانه في الساحة السياسية الألمانية. ندعو خصوصاً الشباب: انضموا إلينا، ادعمونا، وسندعمكم، مما يعزز جواً من الوحدة والتضامن".
وأكّد على هدفهم في تعزيز نسبة الإقبال على التصويت، قائلاً: "في فرانكفورت، حيث ينحدر نصف السكان من أصول أجنبية، تبلغ نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات المحلية 30% إلى 40% فقط، نحن نقدم بديلاً حيوياً لأولئك الذين لا يصوتون، الانتخابات هي سلاح قوي ضد العنصرية والإسلاموفوبيا في ألمانيا، ويجب أن نستخدمه".
يشار إلى أنّ ألمانيا تعتبر موطناً لأكبر مجتمع خارج البلاد من الأشخاص ذوي الأصول التركية، حيث يبلغ عددهم نحو 2.8 مليون، وهم في الغالب من أحفاد العمال الذين جاؤوا إلى البلاد لسد النقص في العمالة في الستينيات والسبعينيات، وقرابة نصف هذا العدد ما يزال يحمل جوازات سفر تركية فقط، في حين يحمل آخرون الجنسية الألمانية فقط.