التقى وﻓﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﺴﻮري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعددا من المسؤولين في ﻛﻴﻴﻒ، تزامنا مع الذكرى العاشرة لمجزرة الكيماوي في غوطة دمشق الشرقية، للتأكيد على مساءلة روسيا على جرائمها في سوريا وأوكرانيا.
وﺤﻀر الوفد ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺴﺆوﻟﻴﻦ رﻓﻴﻌﻲ اﻟﻤﺴﺘﻮى وﻗﻴﺎدﻳﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻷوﻛﺮاﻧﻲ، اﺧﺘﺘﻤﺖ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻤﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻤﻨﺼﺔ اﻟﻘﺮم واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷوﻛﺮاﻧﻲ.
وﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺪﻋﻮة للمساءلة ﻋﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺤﺮب اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ، واﻟﺘﻲ ﺷﺠﻌﻬﺎ الإﻓﻼت ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب على اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ واﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، نقل الوفد رﺳﺎﻟﺔ ﺗﻀﺎﻣﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹﻓﻼت ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب ﻓﻲ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ وﺳﻮرﻳﺎ، ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ "أن ﺷﻌﺐ ﺳﻮرﻳﺎ اﻟﺤﺮ ﻳﻘﻒ ﺿﺪ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺮﺗﻜﺒﺔ ﻓﻲ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ وﻣﻊ ﺷﻌﺒﻬﺎ، ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري اﻟﺪاﻋﻢ ﻟﺮوسيا" وفق بيان صادر عن الوفد.
رسائل تضامن من سوريا إلى أوكرانيا
وقال المحامي السوري البريطاني إبراهيم العلبي لموقع تلفزيون سوريا "إن الوفد أكد تضامن السوريين مع أوكرانيا ضد الجرائم الروسية مشيرا إلى أن النظام لا يمثل السوريين، والتقى الوفد المدعي العام الأوكراني للحديث عن جرائم الكيماوي التي ارتكبها النظام السوري، حيث تم الحديث عن طريقة التعامل مع توثيق الجرائم والانتهاكات الحقوقية والإنسانية".
وأضاف أن الوفد قدم هدايا رمزية للرئيس زيلينسكي "إﺣﺪاﻫﻤﺎ ﺗﺮﻣﺰ إﱃ اﻟﺘﻬﺠﻴﺮ اﻟﻘﺴﺮي واﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﻟﻮان اﻟﻌﻠﻢ اﻷوﻛﺮاﻧﻲ، ﺗﻢ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﻳﺪوﻳﺎ داﺧﻞ ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﻤﻬﺠﺮ واﻟﻨﺎﺟﻲ ﻣﻦ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻴﺔ أﻛﺮم أﺑﻮ اﻟﻔﻮز، واﻷﺧﺮى ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺧﻮذة ﻣﺘﻄﻮع ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻮﻋﻲ اﻟﺨﻮذ اﻟﺒﻴﻀﺎء اﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، وذﻟﻚ ﺗﻌﺒﻴﺮا ﻋﻦ ﺗﻀﺤﻴﺎت اﻷﺑﻄﺎل اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ واﻟﺴﻮرﻳﺎت ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري وﺣﻠﻴﻔﻪ اﻟﺮوﺳﻲ".
كما جرى لقاء مع رواﺑﻂ أﻫﺎﻟﻲ اﻟﻤﺨﺘﻔﻴﻦ ﻗﺴﺮﻳا واﻟﺴﺠﻨﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ اﻟﻤﺨﺘﻄﻔﻴﻦ واﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ روﺳﻴﺎ. وﺗﻢ ﺧﻼل اﻟﻠﻘﺎء ﺗﺒﺎدل اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ واﺳﺘﻌﺮاض اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﺪروس اﻟﻤﺴﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ وأوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﺤﻤﻠﺔ ﺗﻀﺎﻣﻦ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ.
"تكتيكات وحشية روسية" في سوريا وأوكرانيا
ﻗﺎل راﺋﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ، رﺋﻴﺲ الدفاع المدني السوري "دأﺑﺖ روﺳﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻟﺪﻋﻢ ﻧﻈﺎم اﻷﺳﺪ، ﻋﲆ اﺳﺘﻬﺪاف اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ واﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ واﻧﺘﻬﺎك ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ وﺗﻄﺒﻴﻖ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻌﻘﺎب اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ وﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﻤﺪن وﻣﺤﺎﺻﺮﺗﻬﺎ، واﺗﺒﺎع ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ، وﻫﻲ ﺗﻄﺒﻖ ﻫﺬه اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﺎت اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﻓﻲ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ اﻵن، ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﺴﻌﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺈﺻﺮار ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ أي دﻛﺘﺎﺗﻮر أو ﺑﻠﺪ أن ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻀﻮء اﻷﺧﻀﺮ ﻻرﺗﻜﺎب اﻟﻔﻈﺎﺋﻊ واﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎت واﻹﻓﻼت ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب"، وفق البيان.
من جهتها قالت ﻣﺨﺮﺟﺔ اﻷﻓﻼم اﻟﺴﻮرﻳﺔ وﻋﺪ اﻟﺨﻄﻴﺐ، واﻟﺘﻲ ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻲ اﻟﺰﻳﺎرة "ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻬﺠﻤﺎت على اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت واﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺼﺤﻲ، واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ روﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﻗﺪرة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ على اﻟﺼﻤﻮد؛ وﻳﺘﻢ اﺳﺘﺨﺪام ﻧﻔﺲ الاﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜﺮر ﻓﻲ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ اﻟﻴﻮم. ﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﻟﻨﺜﺒﺖ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺼﺮوا ﻓﻲ ﻛﺴﺮ إرادﺗﻨﺎ، وﻟﻦ ﻳﻔﻌﻠﻮا ذﻟﻚ. ﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﻟﻤﻮاﺻﻠﺔ اﻟﻨﻀﺎل ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﻤﺴﺎءلة".
استراتيجيات عالمية لمحاسبة روسيا
وقال المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين في تغريدة على توتير "إن الشعب السوري، على نحو لا مثيل له، يتفهم حزن أوكرانيا ومعاناتها الناجمة عن الحرب الوحشية التي تشنها روسيا. لقد تداولنا مع قادة المجتمع المدني السوري استراتيجيات عالمية لمحاسبة روسيا على جميع جرائمها الدولية. ومن الناحية الرمزية، التقينا بعد 10 سنوات بالضبط من الهجوم الكيماوي المروع في الغوطة".
Like no other, the Syrian people understand Ukraine's grief and suffering caused by Russia's barbaric war. With the Syrian civil society leaders, we deliberated on global strategies to hold Russia accountable for all its international crimes. Symbolically, we met exactly 10 years… pic.twitter.com/h0roJuh9mg
— Andriy Kostin (@AndriyKostinUa) August 26, 2023
وتابع "إن تواطؤ روسيا في مذابح المدنيين في سوريا وخارجها يتطلب رداً دولياً حازماً. وأنا ممتن لجهودهم غير العادية لتحقيق ذلك: جمع الأدلة للتقاضي الوطني والدولي وتعزيز التحقيقات في جرائم روسيا في الدول الثالثة.. على مدى ما يقرب من ثلاثين عاما، ارتكبت روسيا أعمالا شنيعة في الشيشان، وجورجيا، وأوكرانيا، وسوريا. ومن المؤسف أن قيادتها ظلت حتى الآن غير خاضعة للمساءلة إلى حد كبير. الأمر نفسه ينطبق على أعضاء وقادة التشكيلات العسكرية، مثل مجموعة فاغنر. ونحن نعتقد اعتقادا راسخا أن اليوم في هذا الزخم يجب على العالم أن يضع حدا لهذا الإفلات من العقاب. والمفتاح إلى هذه الغاية يتلخص في بناء شبكة شاملة من المساءلة المبينة في صيغة السلام في أوكرانيا، والتي تتراوح بين التحقيقات الوطنية وتأمين المسؤولية عن جريمة العدوان على المستوى الدولي وضمان التعويضات".
تعاون لإثبات الانتهاكات الروسية
من جانبه أبدى المدعي العام الأوكراني ومساعده اهتماماً بعمل الشبكة، ليكون هناك مزيد من التنسيق والتعاون، ضمن سياق إثبات نمط الانتهاكات الروسية في كل من سوريا وأوكرانيا، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين الطرفين.
وبدورها أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان على أهمية التشبيك والتعاون بين منظمات المجتمع المدني السوري ومنظمات المجتمع المدني في أوكرانيا.
وفي السياق كانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مؤسسا مشتركا ضمن الشبكة السورية الأوكرانية، بهدف إيصال صوت الضحايا في سوريا، والتضامن مع الضحايا في أوكرانيا.
وبحسب الشبكة يشكل هذا التعاون رسالة سياسية مهمة إلى دول العالم بأن "المحاسبة لا تتجزأ وبأن النظام الروسي تدرج في انتهاك القانون الدولي منذ غزو جورجيا في عام 2008، إلى غزو القرم في عام 2014، إلى غزو سوريا في عام 2015، إلى غزو أوكرانيا في عام 2022".