قال وزير المهجرين اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، عصام شرف الدين، إن استكمال ملف عودة اللاجئين يبقى بانتظار القيام بزيارة رسمية للنظام في دمشق لبحث قضايا مرتبطة بالملف ومنها تبادل المساجين.
وأضاف "شرف الدين"، أن القضايا المرتبطة بالملف كثيرة ومنها مسائل متعلقة بمكتومي القيد وخدمة العلم وتبادل المساجين وضبط الحدود، وغيرها من الأمور التي تسهم في حلحلة الملف، على حد تعبيره.
وجاءت تصريحات "شرف الدين" على خلفية وصول دفعة من اللاجئين السوريين، أمس الثلاثا، إلى بلادهم تحت ما يسمى بـ"العودة الطوعية".
وتابع الوزير اللبناني أن هناك لوائح تضم أسماء نحو 2500 لاجئ، قدمت للأمن العام اللبناني يجري العمل عليها وبعدها يتم إرسالها إلى "الأمن الوطني" في النظام السوري لمتابعتها.
واعتبر "شرف الدين" في تصريحات لصحيفة "الوطن" الموالية للنظام، أن أهمية عودة اللاجئين "تكمن في إعادة تفعيل هذا الملف والحكومة اللبنانية اتخذت قراراً سياسياً بذلك".
ولم تتجاوز أعداد العائدين "طوعياً" أمس، كما يسميها لبنان 330 شخصاً، حيث قال الوزير اللبناني تعليقاً على ذلك، "أهمية قافلة العائدين السوريين هي برمزيتها حتى لو كان العدد قليلاً، لأن ما جرى يعني أن ملف العودة للاجئين تم تفعيله والحكومة اللبنانية اتخذت قراراً سياسياً بذلك والأمن العام اللبناني ملتزم ويدرس اللوائح الخاصة بالراغبين بالعودة".
وأتت عودة السوريين إلى بلادهم أمس، بعد أن طفت الخلافات بين الأحزاب السياسية في لبنان على السطح بشكل واضح، ووجه نواب لبنانيون ووسائل إعلام اتهامات لحكومة تصريف الأعمال التي يقودها، نجيب ميقاتي، بقبول مليار يورو من الاتحاد الأوروبي كـ"رشوة" لإبقاء اللاجئين في لبنان.
هل العودة طوعية؟
وتأتي إعادة هذه الدفعة الجديدة، في وقت يتصاعد فيه الخطاب العنصري بشكل كبير ضد اللاجئين السوريين في لبنان، وسط مطالبات من أحزاب وشخصيات ووسائل إعلام لبنانية بإعادة كلّ اللاجئين إلى بلادهم.
ونتيجة للضغط الذي يعيشه السوري في لبنان، خاصة فئة الشباب، تزايدت حالات الانتحار بينهم، حيث أقدم شاب، أمس، على الانتحار داخل خيمته، في حين نجا آخر بعد محاولته إنهاء حياته.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت، في شباط الماضي، من أن كثيراً من اللاجئين السوريين العائدين إلى بلدهم يواجهون "انتهاكات جسيمة" لحقوقهم، كما يتعرّضون للتعذيب والعنف الجنسي.