أعلنت شركة "نتفليكس" الأميركية خسارة مشتركين لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات، متوقعة مزيدا من الانكماش في المستقبل، في ظل التضخم والغزو الروسي لأوكرانيا، والمنافسة الشرسة في السوق.
وتراجع سهم نتفليكس 26 في المئة في تعاملات ما بعد الإغلاق أمس يوم الثلاثاء، مما أفقد الشركة نحو 40 مليار دولار من قيمتها السوقية، بحسب وكالة "رويترز".
ومنذ أن حذرت الشركة في كانون الثاني الماضي من ضعف نمو المشتركين، فقدت ما يقرب من نصف قيمتها.
ودفع ذلك نتفليكس للمرة الأولى إلى القول إنها قد تقدم نسخة منخفضة السعر من الخدمة مع الإعلانات.
خسارة 700 ألف مشترك
وقالت الشركة إنها خسرت 200 ألف مشترك في الربع الأول، وهي أقل بكثير من توقعاتها بإضافة 2.5 مليون مشترك. وأدى تعليق الخدمة في روسيا بعد غزو أوكرانيا إلى خسارة 700 ألف مشترك.
وكانت آخر مرة تبلغ فيها نتفليكس، التي تضم حالياً 221.6 مليون مشترك، عن فقدان عملاء في تشرين الأول 2021.
وقدمت الشركة توقعات قاتمة للربع الثاني، إذ توقعت أن تفقد مليوني مشترك، على الرغم من عودة مسلسلات مرتقبة بشدة مثل (سترينج ثينجس) أو "أشياء غريبة" و(أوزارك) والظهور الأول لفيلم (ذا جري مان) أو "الرجل الرمادي" بطولة كريس إيفانز وريان جوسلينج.
وتتوقع وول ستريت بلوغ مشتركي نتفليكس 227 مليوناً في الربع الثاني بحسب بيانات رفينيتيف.
وبالإضافة إلى الخطط المدعومة بالإعلانات، تتطلع الشركة أيضا ًإلى تحقيق إيرادات إضافية من العملاء الذين يشاركون حساباتهم مع الأصدقاء أو العائلة خارج منازلهم.
وسبق أن نمت عائدات نتفليكس في الربع الأول عشرة في المئة إلى 7.87 مليارات دولار، وهو ما يقل قليلاً عن توقعات وول ستريت. وسجلت أرباحاً صافية للسهم الواحد بلغت 3.53 دولارات، متجاوزة توقعات وول ستريت عند 2.89 دولار.
منافسة شرسة
وكان من المتوقع أن تبلغ خدمة البث المهيمنة في العالم عن تباطؤ النمو، وسط منافسة شديدة من منافسين راسخين مثل أمازون دوت كوم، وشركات إعلامية تقليدية كوالت ديزني ووارنر براذرذ ديسكفري المشكلة حديثاً ووافدين جدد ذوي ملاءة مالية كبيرة مثل آبل.
وأنفقت خدمات البث 50 مليار دولار على محتوى جديد العام الماضي، في محاولة لجذب المشتركين أو الاحتفاظ بهم وفقاً لشركة الأبحاث أمبير أناليسيز. وهذه زيادة بنسبة 50 في المئة عن 2019، عندما أُطلقت العديد من خدمات البث الجديدة، مما يشير إلى التصعيد السريع لما يسمى "بحروب البث".
وأشارت نتفليكس إلى أنه على الرغم من المنافسة الشديدة، فإن حصتها من مشاهدة التلفزيون في الولايات المتحدة ظلت ثابتة، وهي علامة على رضا المشتركين والاحتفاظ بهم، لافتة بالقول: "نريد زيادة هذه الحصة بشكل أسرع".
وخدمات البث ليست هي الشكل الوحيد للترفيه الذي يقضي فيه الناس وقتهم. فقد كشفت أحدث دراسة استقصائية عن اتجاهات الوسائط الرقمية من شركة ديلويت، والتي صدرت في أواخر آذار، أن الجيل (زد)، وهم الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 25 عاماً، يقضون وقتاً أطول في ممارسة الألعاب أكثر من مشاهدة الأفلام أو المسلسلات التلفزيونية في المنزل، أو حتى الاستماع إلى الموسيقا.
وقال غالبية من الجيل (زد) وجيل (الألفية) الذين شملهم الاستطلاع إنهم يقضون وقتاً أطول في مشاهدة مقاطع الفيديو التي أنشأها مستخدمون مثل تلك الموجودة على تيك توك ويوتيوب مقارنة بمشاهدة الأفلام أو العروض على البث المباشر.