إذا كان سعر كيلو السكر 1100 ليرة سورية فبكم تتوقع أن نبيع كيلو الحلويات؟ هكذا رد أحد أصحاب محال بيع الحلويات في كفرسوسة، ومن هنا يمكن أن نتحدث عن سوق حلويات كاسدة للفقراء، ومحدود لبعض أبناء الطبقة الوسطى، أما الميسورون فيأكلون على كل ضرس لون كما يقول المثل الشعبي السوري وحسب تعبير الأهالي.
سوق الميدان
يعتبر أشهر أسواق العاصمة وفيه المحال الشهيرة داود وأبو حرب، وأشهى أنواع الحلويات العربية الأصيلة، والتي تمتاز بنكهة خاصة وسعر يفوق عادة أسعار باقي الأسواق التي تقدم منتجاً مقبولاً.
وفي هذه الأسواق أصناف ممتازة وأخرى جيدة والفارق بينهما لا يقل عن 10000 ليرة، وأما حال المواطن فليست سوى رحلة بحث عن الرخيص أو النظر بحسرة إلى طوابق الحلويات الموزعة التي لم تكن ذات يوم ليس بالبعيد للفرجة فقط.
الأسعار تبدأ من الأعلى حيث يبلغ سعر كيلو المبرومة الممتاز 38000 ليرة سورية فيما الدرجة الأولى منه 29000 ليرة والعادية تصل إلى 26000 ليرة.
يقول مصطفى وهو من سكان الحي لتلفزيون سوريا "هذه الحلويات ليست لنا فقط لمن يستطيع دفع راتبه الشهري ثمن كيلو حلويات فحتى الحلويات الشعبية هنا بأسعار مرعبة فكيلو البرازق والعجوة والغريبة بـ 11000 ليرة".
الميدان يتسع أكثر لأصناف محشوة بالفستق والكاجو وهذه تتراوح أسعارها بين 20000- 38000 ليرة، وأما الآسية والبلورية والكول وشكور فهي بين 23000- 35000 ليرة حسب الجودة.
شعبي.. ولكن
أن تبحث عن سوق شعبي رخيص بالكاد تجد محالاً متفرقة تبيع الحلويات بأسعار ليست رخيصة وإن كانت تصنف على أنها "شعبية".
صاحب أحد المحال في حي نهر عيشة برر زيادة أسعار الحلويات بسبب الزيادة الكبيرة على أسعار المواد الأولية كالسمن والمكسرات والطحين، ولكنه قال لتلفزيون سوريا "الجودة تعني الاسم ومكان المحل وهذا ما يجعل الأسعار أغلى في المرجة والميدان".
أما عن الأسعار الشعبية فهي في سوق نهرعيشة هي تتراوح بين 5000-15000 ليرة، فسعر كيلو المعمول بالعوجة من الصنف الأول 15000، وبالفستق 9000، وأما البيتفور والبرازق والغريبة فهي بين 5000-7000 ليرة.
بسطات وبيوت... للفقراء
المصرون على عدم غياب العيد عن بيوتهم يصنعون صنفا واحدا مثل (طابع العيد) لكي تفوح رائحته في العيد كما تقول فائزة لتلفزيون سوريا وهي من سكان الريف الغربي لدمشق وكلفته ليست بالقليلة "الكيلو تقريباً وهو لا يتجاوز 20 قطعة يكلف تقريباً بين 5-6 آلاف ليرة".
أما مراد من سكان "بيادر نادر" أحد أكثر أحياء العاصمة ازدحاماً وفقراً فوجد سبيلاً آخر للاحتفاء بالعيد: "بعض النسوة يبعن الغريبة والبرازق في الحي وبأسعار معقولة ويساعدن أسرهن في موسم العيد اشتريت من إحداهن طبقا أقل من كغ بـ 3000 ليرة".
فقر وكورونا
لم تفسد القلة وحدها بهجة العيد بل المرض الذي دهم بيوت السوريين وأخذ أحبابهم، وأقعد أهاليهم في البيوت بانتظار المجهول.
في الميدان حيث داود وأبو حيدر يقدمان حلوياتهم الفاخرة ثمة بيوت لا تجد من يعنيها على هذا الوباء، ومحمد من أسرة تعاني بقايا المرض بعد أن تم الحجر على بنائهم وأبنية أخرى في الحي يقول لنا: "عن أي عيد يتحدث الناس معظم السوريين في مرض، وكل يوم نسمع بميت هنا وأماكن أخرى.. عيدنا في الخلاص".
مرتضى من حي البرامكة وسط العاصمة يرى أن علاج الفقر وإعانة الفقراء خير من شراء الحلويات بمئات الألوف وهو ابن أحد التجار الميسورين: "اتفقنا في العائلة أن نوزع ما سنصرفه في العيد لصالح فقراء الشام وهم أولى من الطعام والشراب".
كساد في سوق الأضاحي واللباس والحلويات والنزهات..الشام ليست في عيدها كما كانت تفعل فيما سبق، وفي يوم وقفة العيد انتظر كثير من الأهالي وقوفاً أمام أبواب الأفران بانتظار الخبز.. فكيف سيمر العيد بخير؟.