icon
التغطية الحية

كيف تؤثر البيروقراطية الورقية على حياة السوريين في ألمانيا؟

2024.09.24 | 07:59 دمشق

آخر تحديث: 24.09.2024 | 09:57 دمشق

453745
اللاجئون السوريون في ألمانيا بين البيروقراطية الورقية وتأخر البريد
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • يعاني السوريون في ألمانيا من تعقيدات البيروقراطية الورقية، حيث يعتمد النظام على البريد الورقي في جميع المعاملات الحكومية.
  • تأخر وصول البريد أو ضياعه يتسبب في مشكلات قانونية وإدارية، مما يزيد من الأعباء على اللاجئين، خصوصاً من لا يجيدون اللغة الألمانية.
  • رغم مطالبات التحول إلى النظام الرقمي، لا تزال ألمانيا تعتمد بشكل كبير على النظام الورقي، مما يشكل تحدياً كبيراً للسوريين في التكيف مع هذه البيروقراطية.

يعاني السوريون المقيمون في ألمانيا من تحديات كبيرة مرتبطة بالنظام البيروقراطي، الذي يعتمد بشكل أساسي على البريد الورقي في جميع المعاملات الحكومية. 

في حلقة من برنامج "المهجر" على تلفزيون سوريا، تحدث عدد من اللاجئين عن تجربتهم مع هذا النظام، مسلطين الضوء على الصعوبات التي يواجهونها نتيجة تأخر البريد أو عدم وصوله، وتأثير ذلك على أوضاعهم القانونية والحياتية.

أحد المشاركين أوضح أنه تم إيقاف طلب لجوئه بسبب عدم استلامه لبعض الرسائل البريدية الهامة، مثل موعد المحكمة، وذلك لأن البريد لم يصل إليه. 

وأشار إلى أن التعامل الورقي يزيد من التعقيدات، حيث يتطلب توقيع المستلم في بعض الحالات، وفي حال عدم الوجود، قد يتأخر البريد لفترة طويلة أو يُرسل إلى عنوان آخر. كما تحدث مشاركون آخرون عن تجارب مشابهة مع تأخر البريد، مما أثر على حياتهم اليومية مثل طلبات الإقامة أو تلقي المخالفات المرورية.

مشكلة مضاعفة لمن لا يتقن الألمانية

وأشار اللاجئون إلى أن البيروقراطية الورقية تتطلب جهداً إضافياً من الأشخاص الذين لا يتقنون اللغة الألمانية، حيث يعتمدون على أصدقائهم أو أفراد عائلاتهم لترجمة الرسائل الواردة. كما أشاروا إلى أن الاعتماد على البريد الورقي يسبب ضغطاً نفسياً كبيراً، حيث يشعر الشخص بالخوف من أن يفوته موعد مهم أو أن تضيع أوراقه.

عباس الديري، الصحفي المقيم في برلين، الذي شارك في الحلقة عبر "سكايب"، أوضح أن ألمانيا تعتبر من الدول التي تعتمد بشكل كبير على البريد الورقي في جميع المعاملات، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص. 

وأوضح الديري أن هناك نوعين من البريد: "المؤمن" الذي يضمن تسليم الرسالة إلى الشخص المستلم بشكل مباشر، و"غير المؤمن" الذي قد يتأخر أو يضيع في بعض الحالات. هذا النظام، الذي يرتكز على البريد الورقي، يواجه ضغوطاً كبيرة في الوقت الحالي بسبب تزايد عدد اللاجئين وخاصة اللاجئين الأوكرانيين.

رغم أن هناك مطالبات من بعض الأحزاب السياسية في ألمانيا بالتحول إلى النظام الرقمي لتسهيل المعاملات الحكومية، إلا أن العديد من الألمان يعارضون ذلك خوفاً من فقدان خصوصيتهم أو التعرض للمراقبة. يرفض بعضهم استخدام الهواتف الذكية أو مشاركة معلوماتهم الشخصية عبر الإنترنت، ويصرون على استخدام البريد الورقي كوسيلة تواصل أساسية.

وأشار الديري أيضاً إلى أن بعض الولايات الألمانية بدأت في التحول نحو الرقمنة، مثل ولاية هامبورغ التي أدخلت بعض الإجراءات الرقمية في دوائر العمل، حيث يتم التعامل بالبريد الإلكتروني بجانب البريد الورقي. ورغم هذه الجهود، لا تزال البيروقراطية الورقية هي النظام الأساسي في معظم الولايات الألمانية، وهو ما يشكل تحدياً إضافياً للسوريين واللاجئين العرب الذين يجدون صعوبة في التكيف مع هذا النظام.

ويتضح أن النظام البيروقراطي الورقي في ألمانيا يشكل تحدياً كبيراً للاجئين السوريين، حيث يفاقم من صعوبة تعاملهم مع المؤسسات الحكومية ويزيد من الأعباء النفسية والإدارية عليهم.