كثّفت روسيا من ضرباتها الجويّة على مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، فيما أرسلت تركيا تعزيزات جديدة إلى المنطقة، مع اقتراب عقد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء المقبل.
وذكرت وكالة "رويترز" أن طائرات روسية استهدفت بعدد من الضربات الجوية بلدات وقرى تسيطر عليها فصائل المعارضة المدعومة من تركيا، مع تصاعد تلك الضربات، منذ الأسبوع الفائت.
ونقلت الوكالة عن مصادر في المعارضة أن خمسة مقاتلين على الأقل من الجيش الوطني قتلوا وأصيب ما لا يقل عن 12 مدنياً، بذخائر أسقطتها طائرات حربيّة روسيّة من ارتفاعات كبيرة.
وامتدت حملة القصف الروسية من منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب على مسافة أبعد نحو الشمال الغربي إلى منطقة عفرين قرب الحدود التركية في ريف حلب، ونُفذت الحملة من مواقع لـ قوات النظام بمساندة من ميليشيات إيران.
التصعيد الروسي قبل قمة سوتشي
قال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم الجيش الوطني لوكالة "رويترز" إنّ "التصعيد الروسي اشتد منذ نحو أسبوع، وانطلق التصعيد من إدلب إلى مناطق في ريف حلب الشمالي".
ويأتي هذا التصعيد قبل لقاء بين أردوغان وبوتين في مدينة سوتشي الروسية، يوم الأربعاء المقبل، لبحث الاتفاق الذي أبرم العام الماضي وأنهى هجوماً لـ"النظام" قادته روسيا، وأدّى إلى نزوح قرابة 1.5 مليون مدني في شمال غربي سوريا، ويعد أكبر نزوح في سوريا خلال السنوات العشر الماضية.
اقرأ أيضاً.. قبل لقاء أردوغان وبوتين.. "لافروف" يهدّد بعمل عسكري ضد إدلب
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في نيويورك، يوم السبت الفائت، إن التقدم المحرز في تنفيذ هذا الاتفاق بطيء، فيما أضافت وكالة "تاس" الروسية للأنباء أنّ "القمة ستناقش أيضاً التزام أنقرة بإنهاء وجود المتشددين الذين تحمّلهم موسكو مسؤولية العنف".
وعزّز وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة مكاسب كبيرة حققتها قوات النظام والميليشيات الإيرانية، لكن الانتشار الكبير للقوات التركية داخل محافظة إدلب أوقف إحراز مزيد من التقدم في الهجوم الذي تقوده روسيا.
تركيا ترسل تعزيزات ضخمة إلى قواعدها العسكرية في سوريا
قال قادة عسكريون في الجيش الوطني ينسقون مع الجيش التركي إن تركيا عزّزت وجودها في عشرات القواعد التي يتمركز فيها حالياً آلاف الجنود الأتراك، خلال الأسبوعين الماضيين.
وأوضح الرائد يوسف حمود أن "الانتشار التركي الموجود في إدلب انتشار قتالي، والقواعد العسكرية كلها معززة ودخلت أرتال في الفترة الأخيرة سواء عربات أو مقاتلون أو عتاد".
ونقلت "رويترز" عن مصادر عسكرية أن رتلاً عسكرياً تركياً ضخماً، يحمل راجمات صواريخ ودبابات عبَر الحدود إلى سوريا ليلاً، وشوهد في اتجاه جبل الزاوية جنوبي إدلب، حيث تنتشر القواعد التركية.
ومضى عام ونصف العام على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وروسيا في إدلب، وفي اليوم الأول لسريان الاتفاق خرقته روسيا وقوات نظام الأسد عدة مرات، لكن الخروقات بقيت ضمن المتوقع خلال العام الأول للتهدئة، ثم سرعان ما بدأت عمليات القصف تتوسع، مطلع شهر حزيران الماضي، تزامناً مع استخدام أسلحة أكثر فتكاً، وزيادة وتيرة القصف الجوي الروسي على المنطقة.
الجدير بالذكر أنّه يعيش في منطقة شمال غربي سوريا أكثر من أربعة ملايين شخص، ومن بين هؤلاء يقيم نصف مليون في خيام مؤقتة على امتداد الحدو السورية - التركية، بعد حملات متتالية للنظام بقيادة روسية، تهدف إلى استعادة الأراضي التي سيطرت عليها المعارضة.