لم تأت الانتقادات لانتخابات مجلس الشعب التابع للنظام الأخيرة من طرف المعارضة هذه المرة، بل كانت الأصوات تتعالى من لبِّ الحاضنة المؤيدة للنظام، متهمين مناخ هذه الانتخابات بالفاسد وبأنه "جزء من المشكلة وليس الحل"، واصفين المجلس بأنه "امتلأ بقادة الميليشيات المحلية".
مؤيدو النظام لم يبتعدوا عن الحقيقة هذه المرة، فالمجلس بالفعل امتلأ بقادة الميليشيات وعناصر "الشبيحة"، وكشفت قائمة أسماء الفائزين التي أعلنتها "اللجنة القضائية العليا للانتخابات" أن الدور التشريعي الثالث للمجلس سيضم بين صفوفه عدداً من قادة الميليشيات التي قاتلت إلى جانب النظام، جاء معظمها بدعم من إيران التي تسعى لتعويض تقويض سلطتها في سوريا عبر وكلائها تحت قبة البرلمان.
وبحسب قائمة الفائزين، ينتمي 167 عضواً إلى قائمة حزب "البعث العربي الإشتراكي"، تم توثيق خمسة أعضاء منهم أسسوا وقادوا ميليشيات عسكرية، بينما ينتمي 17 عضواً إلى أحزاب "الجبهة الوطنية التقدمية"، أما الأعضاء المستقلون فبلغ عددهم 67، منهم 7 أعضاء أسسوا وقادوا ميليشيات عسكرية موالية للنظام.
موقع "تلفزيون سوريا" بحث في خلفيات أسماء الفائزين في انتخابات مجلس الشعب، والذين تدور حولهم شبهات "التشبيح" والانتهاكات بحق السوريين ننشرها في هذا التقرير، علماً أن بعض الأسماء لم نستطع التأكد من الشبهات المثارة حولهم من مصادر موثوقة، لذلك فضلنا عدم ذكرهم.
فاضل محمد وردة
قائمة حزب البعث للمرة الثانية - حماة – فئة أ
ولد فاضل محمد وردة في العام 1977 في مدينة السلمية بريف حماة، وعُرف بتحريضه على ملاحقة المتظاهرين ضد النظام في بداية الثورة السورية، ويؤكد ناشطون مسؤوليته عن اعتقال العشرات من أبناء مدينة السلمية الناشطين.
مع تصاعد الاحتجاجات، تولّى وردة مسؤولية تنظيم حواجز محلية في مدينة السلمية، مهمتها التعرّف على الناشطين واعتقالهم ومن ثم تسليمهم للأفرع الأمنية، وعكف على تسليح بعض العناصر والمجموعات بشكل سرّي في البداية، ولاحقاً أصبح بشكل علني وضمن معسكر خاص أنشأه وردة في قرية دير شميل في ريف حماة الغربي، وشكّلت هذه العناصر نواة لاحقاً لميليشيات "الدفاع الوطني" في منطقة السلمية.
ترشّح وردة في العام 2016 لعضوية مجلس الشعب للمرة الأولى وفاز فيها، الأمر الذي وسّع من صلاحيات ميليشيات "الدفاع الوطني" في منطقة السلمية وتزايدت انتهاكاتها بحق المدنيين من سلب ونهب وسرقات واعتقالات، وترشّح مرة أخرى في الدور التشريعي الثالث ضمن ما سمّي بـ "الاستئناس الحزبي"، وهي ترشيحات تمت بتوصية من عناصر حزب "البعث".
باسل سليمان سودان
قائمة حزب البعث للمرة الثانية - اللاذقية – فئة أ
ولد باسل سليمان سودان في مدينة اللاذقية في العام 1969، تسلم قيادة ميليشيا "كتائب البعث" في مدينة اللاذقية في العام 2012، عقب تأسيسها في دمشق من قبل عمار ساعاتي رئيس "اتحاد طلبة النظام"، وفي حلب من من قبل هلال هلال، الأمين القطري المساعد لحزب "البعث"، وأصبح باسل سودان فيما بعد قائداً عاما للميليشيا في سوريا.
ضمت ميليشيات "كتائب البعث" بشكل رئيسي متطوعين ومتطوعات من أعضاء حزب "البعث"، واقتصرت مهماتها في البداية على حراسة المباني الحكومية وغيرها من المنشآت، خاصة في حلب بعد سيطرة المعارضة على معظم النصف الشرقي من المدينة.
وما لبث أن تعاظم دورها مع زيادة عدد أفرادها إلى نحو سبعة آلاف عضو، وانتشرت أفرعها في محافظات أخرى، وبدأ باسل سودان بزج عناصرها للمشاركة ميدانياً مع قوات النظام في الأعمال اللوجستية بداية وتالياً في الأعمال القتالية.
في مطلع العام 2014، شاركت "كتائب البعث" بشكل واسع الهجوم على حلب القديمة، ومن ثم شاركت في رفع الحصار الذي استمر لمدة ثلاث سنوات على قاعدة كويرس الجوية العسكرية، جنباً إلى جنب مع ميليشيا "الدفاع الوطني" وميليشيا "الفهود النخبوية".
في العام 2019، عقدت "كتائب البعث" مؤتمراً في بلدة حمورية في الغوطة الشرقية تحت عنوان "تفعيل كتائب البعث في العمل المجتمعي"، بهدف تغلغلها في المؤسسات المدنية والحفاظ على مكتسباتها، خاصة مع نهاية الأعمال العسكرية.
في نهاية العام 2019 بدأت تظهر خلافات بين ميليشيا "كتائب البعث" من جهة والأفرع الأمنية التابعة للنظام من جهة أخرى، نتيجة تدخلها في عمل المؤسسات المدنية في الأحياء الموجودة فيها، وحصلت اشتباكات بين عناصر من الميليشيا وقوات النظام في مناطق جنوب دمشق والتل، فضلاً عن مناوشات حصلت في حلب وحمص واللاذقية، وما لبث أن انتقل الصراع إلى داخل حزب البعث نفسه.
لكن "النائب" باسل سودان استطاع، ومن خلال منصبه، بناء التوافق وإعادة السطوة لعناصر الميليشيا في كثير من المناطق والأحياء.
يوسف حسن السلامة
قائمة حزب البعث للمرة الأولى - حمص – فئة ب
ينحدر يوسف حسن السلامة من قرية بلقسة بريف حمص الغربي، ويعرّف نفسه بأنه دكتور وباحث ومحلل في العلوم الإدارية، يظهر بشكل دائم على شاشة تلفزيون النظام متحدثاً تارة عن الفساد والقضايا الإدارية والحكومة الرشيدة، وتارة أخرى عن العلاقات السياسية والتدخل التركي في سوريا.
تولّى قيادة ميليشيا "كتائب البعث" في مدينة دمشق، وشارك بشكل شخصي مع عناصره بحصار الغوطة الشرقية جنباً إلى جنب مع قوات النظام والميليشيات الإيرانية، خلال العامين 2018 و2019، وأثناء تهجير أهالي الغوطة لاحقت عناصر من "لواء البعث"، إحدى الميليشيات التابعة له وبتوجيه منه، الحافلات التي نقلت المهجّرين واعتدت على المدنيين واعتقلت مجموعة من الناشطين وسلمتهم لقوات النظام.
حرص السلامة بعد ذلك على وضع نفسه ضمن صورة "الباحث والمحلل والخبير الاستراتيجي"، فضلاً عن لعب دور "الوجيه" في منطقته طمعاً في كسب القاعدة الشعبية، محضراً نفسه لعضوية مجلس الشعب التي ترشح فيها عن مدينة حمص.
عصام نبهان السباهي
قائمة حزب البعث - حماة – فئة ب
ينحدر عصام نبهان السباهي من مدينة قمحانة في ريف حماة الشمالي، وهو الابن الأكبر لضابط أمن متقاعد.
أظهر السباهي منذ بداية الثورة ميله نحو قمع المتظاهرين، حيث قاد، مع مجموعة من أهل بلدته، هجوماً ضد متظاهرين من الريف الشمالي لحماة كانوا متجهين نحو المدينة للمشاركة في تظاهرات المدينة في منتصف العام 2011، وظهر عصام السباهي في فيديو مع مجموعة من الشبيحة يحضهم فيها على قتل المتظاهرين وتسليم من بقي منهم حياً للأمن.
لاحقاً شكّلت عائلة سباهي رأس حربة ضد المتظاهرين والمعارضين للنظام، وأسس الضابط المتقاعد والد عصام السباهي أول ميليشيا مسلحة لقمع المتظاهرين في البلدة، وانتقلت بعد ذلك لمشاركة قوات الأمن في قمع التظاهرات في البلدات المجاورة مثل طيبة الإمام وصوران وحلفايا.
كان عصام سباهي من الناشطين في "اتحاد شبيبة الثورة" فرع حماة، وهناك استطاع جمع عدد من العناصر، وضمهم للميليشيا التي شكّلها والدها وانضوت بعد ذلك تحت قيادة ميليشيا "كتائب البعث".
ترشّح في الانتخابات الأخيرة ضمن "الاستئناس الحزبي" كمكافأة لعائلته على ولائها للنظام.
ماهر محفوض قاورما
قائمة حزب البعث للمرة الثانية - حماة – فئة أ
ينحدر ماهر محفوض قاورما من مدينة محردة في ريف حماة الغربي التي ولد فيها في العام 1965، وعمل مدرساً للتربية الرياضية في مدارسها.
عُرف عن قاورما تحريضه على المتظاهرين منذ بداية الثورة، وشكّل، مع عدد من عناصر حزب "البعث" في مدينة محردة، مجموعة مهمتها ملاحقة المتظاهرين والإبلاغ عنهم.
وعلى الرغم من ضعف الحراك الثوري في محردة إلا أنا نشاط قاورما تعداها إلى القرى والبلدات المجاورة، ويؤكد ناشطون أن قاورما مع مجموعته التي نشطت في مدينة محردة، شاركت قوات النظام في مجزرة حماة في تموز من العام 2012.
تسلم بعد ذلك قيادة ميليشيا "الدفاع الوطني" في مدينة محردة، وحرص على مشاركته وعناصره قوات النظام في حصار مدينة حمص، ومناطق أخرى، كما أنه ظهر بشكل شخصي مرات عدة مشاركاً في الأعمال القتالية، ويحمله ناشطون المسؤولية عن مقتل الكثير من أهالي مدينة حمص.
قدّم نفسه في العام 2014 كتاجر ورجل أعمال وصاحب شركة للمعارض والمؤتمرات وشركة أخرى للبرمجيات، رغم أن عمله لم يتعدَّ التدريس في محردة، وبحسب مصدر من مدينة محردة فإن قاورما يملك الآن ثروة كبيرة لم تكن في جيوبه قبل اندلاع الثورة.
وكما في المرة الأولى، فاز للمرة الثانية في انتخابات مجلس الشعب التابع للنظام ضمن قائمة حزب "البعث" عن مدينة حماة.
حسن محمد شهيّد
عضو مستقل للمرة الثانية - حلب – فئة ب
ولد حسن محمد شهيّد في ريف حلب في العام 1981، وهو ينتمي لعشيرة "العساسنة" التي يقطن أفرادها في ريف حلب الجنوبي، ويعمل في مجال التورديات والنقل.
أسس شهيّد ميليشيا "فوج العساسنة" بتأييد ومباركة من ميليشيا "لواء الباقر" المدعوم من إيران، وأدى دوراً مسانداً للنظام في معاركه ضد المعارضة ريفي حلب الجنوبي والشرقي.
في العام 2016 تقدّم شهيّد للترشح لعضوية مجلس الشعب عن مدينة حلب، وبعد نجاحه في الانتخابات سلّم زعامة ميليشيا "فوج العساسنة" للمدعو الحاج خالد جديح، المعروف باسم أبو حسن دوشكا، ليبعد عن نفسه شبهة العمل العسكري، ويتفرغ لمنصبه الجديد.
يلعب حسن شهيّد حالياً دور "الوجيه" في الخلافات بين الميليشيات المسلحة المقاتلة مع النظام والعائلات المساندة لها في مناطق حلب وريفها، من خلال موقعه كنائب في مجلس الشعب من جهة، وزعيم في الظل لميليشيا "فوج العساسنة".
حسام أحمد رشدي قاطرجي
عضو مستقل للمرة الثانية - حلب – فئة أ
ولد رجل الأعمال حسام أحمد رشدي القاطرجي في محافظة الرقة في العام 1982، رأس مجلس إدارة مجموعة "القاطرجي" التي تملكها أسرته، وتضم العديد من الشركات باختصاصات متعددة، من ضمنها الزراعة والتجارة والنفط والمقاولات والنقل والدراسات الأمنية.
بعد العام 2014، لعب حسام القاطرجي دور الوساطة بين النظام وكل من "تنظيم الدولة" و"قسد"، لتأمين وصول النفط من آبار حقل العمر شرقي دير الزور الواقع تحت سيطرة التنظيم مروراً بمناطق سيطرة "قسد" إلى مناطق النظام.
ونتيجة لذلك، قام القاطرجي بتأسيس ميليشيا مسلحة، تمركزت في مناطق متفرقة بريفي الرقة ودير الزور فضلاً عن ميليشيا خاصة تمركز في مدينة حلب، وضمت الميليشيات في صفوفاً عدداً كبيراً من أبناء دير الزور لحماية منشآت ومستودعات الشركة النفطية.
اقتصرت مهمة ميليشيات "القاطرجي" في البداية على تأمين خطوط نقل النفط والقمح إلى مناطق النظام، ثم بادرت إلى تقديم خدمات لمقاتلي قوات النظام وجرحاهم وعائلات القتلى منهم، وفي نهاية العام 2016 شاركت في الهجمة العسكرية التي قام بها النظام على أحياء مدينة حلب الشرقية وحصارها، وأدت إلى تهجير أهلها.
كما شاركت ميليشيا "القاطرجي" مع ميليشيا "الدفاع الوطني" التي قاتلت إلى جانب "وحدات الحماية الكردية" ضد قوات "غصن الزيتون" التي شنتها فصائل المعارضة بدعم من تركيا في منطقة عفرين.
يذكر أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على شركة "القاطرجي" في أيلول من العام 2018.
عمر حسين الحسن
عضو مستقل للمرة الثانية - حلب – فئة أ
ولد عمر حسين الحسن في العام 1975، في ريف حلب، وينتمي إلى عشيرة "البكارة".
كان والده من أكبر الداعمين لنظام الأسد والمساندين لقواته في قمع المتظاهرين بداية الثورة، لكنه سرعان ما قُتل مع ولده الأكبر أثناء اشتباكات مع فصائل المعارضة في أحياء حلب الشرقية.
ورداً على ذلك، قام عمر الحسن مع شقيقه خالد بتأسيس ميليشيا "لواء الباقر" مطلع العام 2012، وتلقى دعماً سخياً بالمال والسلاح من ميليشيا "حزب الله" اللبناني بداية، ثم تلقى دعماً من ميليشيا "حركة النجباء" العراقية، وشغل عمر الحسن منصب القائد السياسي في اللواء، بينما شغل شقيقه خالد، الذي كان شيخاً في عشيرته، منصب القائد العسكري.
وتعد ميليشيا "لواء الباقر" من أبرز وأكبر الميليشيات الموالية لقوات النظام والمقاتلة معها، وشاركت في معارك النظام ضد مختلف المناطق في محافظة حلب وحمص ودمشق، وشاركت في حصار أحياء حلب الشرقية، وظهر عناصرها بقوة في معارك الغوطة الشرقية منتصف العام 2013، وفي حصارها لاحقاً، وفي معارك جنوب دمشق وريفها الغربي، كما شاركت ميليشيا "لواء الباقر" بمعارك دير الزور ضد "تنظيم الدولة".
تلقت الميليشيا دعماً غير محدود من إيران، وظهر عمر الحسن بشكل علني في صورة مع قائد ميليشيا "فيلق القدس" في دير الزور، وقدمت ميليشيا "حزب الله" دعماً كبيرا عبر اتفاق تعاون عسكري وأمني يقضي بتدريب عناصر ميليشيا "الباقر".
ترشّح عمر الحسن لانتخابات مجلس الشعب للمرة الأولى في العام 2016 ممثلاً لعشيرته "البقارة" وميليشيا "لواء الباقر"، بدعم مباشر من إيران، ونصّب بعد ذلك قائداً فخرياً للميليشيا، وأعاد ترشحه في الدورة الحالية لمجلس الشعب.
حسن محمد شعبان بري
عضو مستقل للمرة الثانية - حلب – فئة ب
ولد حسن محمد شعبان بري في مدينة حلب في العام 1972، وتعد عائلته من كبرى عائلات المدينة التي عرفت بإجرامها وعمل أفرادها بالتهريب وتجارة المخدرات قبل اندلاع الثورة السورية، وعرفت بدمويتها وولائها المطلق للنظام مع بداية الثورة السورية.
تشكّلت أولى ميليشياتها في أحياء حلب الشرقية مطلع العام 2012، وتزعمها في ذلك الوقت زينو شعبان بري، المهرب وتاجر المخدرات المعروف لأهالي حلب.
بعد سيطرة المعارضة على الأحياء الشرقية تحصّن عناصر من ميليشيا "آل بري" في منطقة باب النيرب، ودارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين مقاتلي المعارضة أفضت إلى اقتحام مواقعهم وقتل قائدهم، ليتبدّل القائد لكن بقي حسن بري محرّك الظل.
حصلت الميليشيا بعد ذلك على الكثير من السلاح والذخيرة من قوات النظام، فضلاً عن امتيازات كبيرة في مناطق حلب الغربية التي غصّت بالنازحين، وعملت على تجنيد الشبان في صفوفها، وشاركت في حصار أحياء حلب الشرقية وتهجير أهلها.
مع سيطرة النظام الكاملة على الأحياء الشرقية نهاية العام 2016، اعتبرت أن هذه الأحياء غنيمتها ومكافأتها على مساندة قوات النظام، فعاثت فيها سلباً ونهباً، بالإضافة إلى سيطرتها على مئات العقارات والأملاك التي هجّر أصحابها.
ترشّح حسن بري لعضوية مجلس الشعب للمرة الأولى في العام 2016، مدعوماً من النظام حينها، وحرص الأخير على منحه الفوز كمكافأة لعائلته على خدماتها في مدينة حلب، إلا أن ترشه في المرة الثانية جاء بدعم روسيا، التي رأت فيه سلاحاً تواجه فيه التمدد الإيراني في المدينة.
وما تزال ميليشيا "آل بري" حتى الآن تسيطر على مدينة حلب، وينتشر عناصرها المسلحون في أحيائها بدعم مباشر من روسيا، وتتجول دورياتها في الأحياء يومياً، مثل أحياء الكلاسة وباب الحديد وبستان القصر وحي القصيلة، وتشتبك من وقت لآخر مع قوات النظام والميليشيات الإيرانية ضمن صراع السيطرة على المدينة.
حسين حسن الجمعة الحاج قاسم
عضو مستقل للمرة الثانية - حلب – فئة أ
ولد حسين حسن الجمعة الحاج قاسم في مدينة حلب في العام 1980، وينتمي لعشيرات البوشعبان في ريف مدينة حلب.
عملت عائلته على تأسيس ميليشيا تحت اسم "لواء السفيرة"، بدعم من ميليشيا "لواء الباقر" التي أسستها ودعمتها إيران بالسلاح والعتاد، وضمت ميليشيا "لواء السفيرة" عدداً من أبناء عشائر ريف حلب الجنوبي، وخضع عناصرها لتدريبات عسكرية مكثفة في معسكرات خاصة يديرها "الحرس الثوري الإيراني" في ريف حلب.
ويتّهم ناشطون ميليشيا "لواء السفيرة" بتنفيذ مجازر وانتهاكات واسعة في حلب وريفها، فضلاً عن مشاركة قوات النظام للأعمال العسكرية في ريف حلب الجنوبي ومناطق أخرى.
تولى مرعي، الأخ الشقيق لحسين حسن جمعة الحاج قاسم، قيادة الميليشيا، بهدف ترك صفحة الأخ نظيفة ودعم ترشحه لعضوية مجلس الشعب.
وترشّح الحاج قاسم لعضوية المجلس للمرة الأولى بدعم من عشيرته وبإيعاز إيراني، وفي المرة الثانية رُشح بتوصية مباشرة من إيران، بعد أن أصبحت عشيرته من أكبر الداعمين للوجود الإيراني في سوريا.
عروبة نايف محفوض
عضو مستقل - حماة – فئة ب
لعل الحديث هنا لن يكون عن عروبة محفوض بقدر ما هو عن زوجها كمال محمود، قائد ميليشيا "فوج الحوارث" في مدينة مصياف.
عُرف عن كمال محمود قربه من قادة الأفرع الأمنية منذ ما قبل الثورة السورية، ويصفه مصدر من مدينة مصياف بأنه "عين الأمن المراقبة للمعارضين في المدينة"، ومع بداية الثورة نُسبت إليه المسؤولية عن اعتقال العديد من المعارضين في مصياف، فضلاً عن توجيهه لعناصر الأمن لملاحقة المتظاهرين.
في العام 2014، شكّل كمال محمود ميليشيا "فوج الحوارث"، بهدف ملاحقة المتظاهرين وتسليمهم للأمن، ولقي دعماً وتشجيعاً على أفعاله من والد زوجته العقيد نايف محفوض الذي قدّمه إلى العقيد سهيل الحسن، قائد الفرقة 25 مهام خاصة، والمعروفة بميليشيا "قوات النمر"، والذي بدوره مدّه بالسلاح والذخيرة وطلب منه تجنيد الشباب من منطقة مصياف للقتال إلى جانب قواته في ريف حماة.
شاركت ميليشيا "فوج الحوارث" جنباً إلى جنب مع قوات "النمر" في مهاجمة مناطق ريف حماة وريف إدلب، كما شكّلت الميليشيا عدة حواجز في هذه المناطق بهدف ملاحقة المطلوبين للأفرع الأمنية.
استخدم كمال محمود زوجته، المدرسة ومديرة المركز الثقافي في مدينة مصياف، كقوة ناعمة رديفة لسلطته العسكرية، عبر ترشّحها في مجلس الشعب، وسعى لتعزيز سلطته في المنطقة عبر نشاطات اجتماعية وخدمية، منها رعاية جرحى قوات النظام ورعاية عائلات القتلى، فضلاً عن تأسيس نادي رياضي ومنتدى اجتماعي.