هددت حكومة النظام السوري بإغلاق شركات ومكاتب لبيع السيارات في دمشق وفرض غرامات مالية عليها، في حال لم تسجل في مشروع "مدينة المعارض" في الدوير بريف دمشق.
وذكر مدير "المهن والرخص" في محافظة دمشق عثمان رباح، أنه سيتم إغلاق أي مكتب لبيع وشراء السيارات في دمشق في حال لم يسجل في مشروع مدينة معارض السيارات في منطقة الدوير بريف دمشق، وتغريم المكتب بمبلغ 150 ألف ليرة كبدل إغلاق يومي.
وأضاف رباح في تصريح لإذاعة "شام إف أم" أن مكاتب السيارات الموجودة ضمن دمشق والتي سجلت في مشروع مدينة المعارض للسيارات في الدوير تُمنح مهلة عام قبل اتخاذ إجراءات جديدة بحقها سواء بالتريث وإبقائها في دمشق أو نقلها إلى الدوير.
ما قصة "مدينة المعارض"؟
وكانت حكومة النظام قد أعلنت عن مشروع مدينة معارض بيع السيارات في منطقة الدوير في نهاية عام 2018 بمساحة 145 هكتاراً، حيث تم إحداث إدارة مشتركة بين محافظتي دمشق وريفها لهذه المدينة التي تضم جميع المباني الإدارية الخاصة بتمليك السيارات وحلبة تجريب للسيارات ومضمار تعليم قيادة ومراكز صيانة.
وأعلنت محافظة دمشق، 28 كانون الثاني 2020، عن توقعها انطلاق أعمال مدينة المعارض خلال ثلاثة أشهر، في منطقة الدوير بريف دمشق، بدلاً من "مدينة معارض السيارات" التي تدمرت في مدينة حرستا.
وفي تموز 2023، أوقفت الشركات المنفذة للمشروع أعمال الإنشاءات نتيجة خلافات مالية مع محافظتي دمشق وريفها القائمتين على المشروع، إذ قال مديره فرج العكة إنّ الشركات المنفذة للمشروع لم تحصل على مستحقاتها وقيمة العقود ما دفعها لتعليق العمل وسحب آلياتها من مواقع العمل.
فتّش عن المستفيد
يعود القرار الأولي لإنشاء المدينة الجديدة إلى الـ12 تشرين الثاني 2018، حين وضع رئيس حكومة النظام آنذاك، عماد خميس، حجر الأساس للبدء بتنفيذ المشروع الذي اصطدم برفض غالبية تجّار السيارات ووكلائها لأسباب عديدة، من بينها أن المعرض الجديد يعدّ بعيداً عن مركز مدينة دمشق والأوتوستراد الدولي الرئيسي المتجه شمالاً.
وتبرز هنا مسألة المكان وبعده عن العاصمة، إذ إن مركز المعرض في "الدوير" يبعد عن مركز دمشق أكثر من 15 كم، كما أنه ليس على طريق حمص الدولي كما تم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام، وإنما أقرب إلى مطار دمشق الدولي، وفي بقعة بعيدة نسبياً عن "الأوتستراد" الواصل بين المطار ودمشق.
وكما هو معلوم لدى الكثيرين، فإن تلك المنطقة تعدّ مركز تموضع وانتشار الميليشيات الإيرانية المطوّقة للعاصمة ولمطارها الدولي.
هذه التفاصيل تناقض ما صرّح به مدير فرع المنطقة الجنوبية في شركة الإنشاء والتعمير حينذاك كمال حسن، حين علل اختيار المكان بقربه إلى العاصمة.
ووفقاً لذلك، فإن الراغب بمشاهدة الجديد في عالم السيارات بصورة مستمرة، لن يسمح له بُعد المسافة وابتعاد منطقة المعرض عن الطريق الرئيسة بذلك، وهذا ما يضع العديد من إشارات الاستفهام حول انتقاء ذلك المكان حيث سيتعارض مع عمليات البيع والشراء والتواصل مع الزبائن.