قال وزير الطاقة الإسرائيلي "يوفال شتاينتز" اليوم الجمعة إنَّ على إسرائيل أن تمنع دخول النازحين من سوريا، وذلك بالتزامن مع لجوء عشرات الآلاف من النازحين إلى المناطق الحدودية مع الأردن جنوب درعا، والإسرائيلية هرباً من جحيم الطيران الروسي وصواريخ النظام.
وجاءت تصريحات "شتاينتز" في مقابلة مع محطة إذاعية في تل أبيب بقوله "أظن أننا يجب أن نمنع دخول النازحين من سوريا إلى إسرائيل، منعنا مثل هذه الحالات من قبل".
وتتزامن تصريحات الوزير الإسرائيلي مع استمرار موجات النزوح الداخلي من مدن وبلدات ريفي درعا الشرقي والغربي، حيث وصل عدد النازحين على الحدود مع الأردن وإسرائيل إلى أكثر من 150 ألف مدني، حسب الدفاع المدني في درعا.
وتجمع معظم النازحين في بلدات غصم ونصيب والندى والسهول المحيطة قرب الحدود الأردنية، وذلك لعدم تمكنهم من العبور إلى الأردن بسبب إغلاقها الحدود أمام النازحين، كما تجمع قسم آخر من النازحين في بلدات بريقة والرفيد والسهول على الشريط الحدودي مع الجولان.
وخرج العشرات من النازحين في مظاهرة قرب الشريط الحدودي مع الجولان، مطالبين بإنشاء منطقة آمنة تحت حماية دولية.
وأفاد مراسل تلفزيون سوريا أن عدد النازحين من مدينة نوى في ريف درعا الغربي وحدها وصل إلى أكثر من 50 ألف، حيث باتت المدينة الآن شبه خالية من السكان.
وارتكبت الطائرات الحربية التابعة لـ سلاح الجو الروسي، يوم أمس الخميس، مجزرة في بلدة المسيفرة بريف درعا الشرقي راح ضحيتها عشرات المدنيين جلّهم أطفال ونساء، وقتل أربعة مدنيين (بينهم امرأتان) وجرح أكثر من 15 آخرين (بينهم ست نساء وثلاثة أطفال)، بغارات شنّتها طائرات حربية روسية على مدينة داعل في الريف الشمالي، كما قتل ثلاثة مدنيين بغارات مماثلة على مدينة نوى القريبة أثناء محاولتهم النزوح، إضافة لـ جرح عشرات آخرين بينهم حالات حرجة، نقلوا إلى مشفى المدينة.
وذكر الدفاع المدني في درعا على حسابه في "فيس بوك"، أن الطائرات الحربية الروسية نفّذت يوم أمس، أكثر من 150 غارة جوية - على الأقل - تركزت معظمها على مدن وبلدات (بصرى الشام، الحراك، الغارية الغربية، معربة، الكرك، المسيفرة، جاسم، نمر، الحارة، نوى، إبطع، داعل).
ورغم التوصل يوم أمس إلى هدنة ووقف إطلاق نار بين الفصائل العسكرية في الجنوب السوري مع روسيا لمدة 12 ساعة تنتهي منتصف ظهر اليوم، إلا أن قوات النظام وروسيا خرقت وقف إطلاق النار، إثر محاولتها التقدم على عدد من الجبهات وتمكن الفصائل من صد هذه المحاولات.
واستمرت قوات النظام لليوم الثالث على التوالي في محاولتها التقدم باتجاه القاعدة الجوية الواقعة غرب مدينة درعا قرب الحدود الأردنية، وأفاد مراسل تلفزيون سوريا بتمكن الفصائل العسكرية من صد هذه المحاولات، التي تخللها اشتباكات عنيفة بين الطرفين، في ظل قصف مدفعي وصاروخي مكثف من قبل قوات النظام والميليشيات المساندة لها على أحياء درعا البلد والمنطقة المحيطة بالمدينة.
ويشهد الجنوب السوري - محافظة درعا على وجه الخصوص - منذ نحو أسبوعين، حملة عسكرية واسعة لـ قوات النظام تترافق مع قصف مدفعي وصاروخي "مكثّف" إضافة لـ قصف جوي "روسي" - لـ أول مرة - منذ تطبيق اتفاق "تخفيف التصعيد" في الجنوب السوري، بشهر تموز عام 2017، ما أسفر عن وقوع عشرات الضحايا المدنيين بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن نزوح عشرات الآلاف من المنطقة.
وأعلن الأردن على لسان وزير خارجيته أيمن الصفدي، أنَّ بلاده لن تستقبل المزيد من اللاجئين السوريين، مضيفاً أنَّ "الأردن أدى دوره الإنساني كاملاً نحو الأشقاء السوريين ويتحمل ما هو فوق طاقته في استقبال اللاجئين".