icon
التغطية الحية

عزمي بشارة: إسرائيل تعيد تشكيل المنطقة وفق مصالحها وحزب الله أخطأ في سوريا

2024.10.08 | 04:46 دمشق

يل
مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عزمي بشارة
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • عزمي بشارة يعتبر أن المنطقة العربية تمر بمرحلة إعادة تشكيل وفق المصالح الإسرائيلية.
  • بشارة يرى أن "طوفان الأقصى" نقطة مفصلية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع انتقاده لتجاهل الإعلام معاناة غزة.
  • حزب الله ارتكب خطأً كبيراً بتورطه في الحرب في سوريا، ما أضعف موقفه وكشفه أمام إسرائيل.
  • غياب الوحدة الفلسطينية يصب في مصلحة إسرائيل، ويعتبر أن إعادة بناء منظمة التحرير هو الحل.
  • بشارة يعتقد أن الانتخابات الأميركية قد تؤثر على المنطقة، لكن الأنظمة العربية تساهم في تعزيز نفوذ إسرائيل عبر التطبيع.

أكد المدير العام لـ"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، عزمي بشارة، أن المنطقة العربية تشهد محاولات لإعادة تشكيلها بما يتوافق مع المصالح الإسرائيلية، وتمر بظروف مشابهة لتلك التي عاشتها المنطقة في أثناء غزو العراق للكويت عام 1990، إلا أن الفرق بين الماضي والحاضر يكمن في أن الخطط كانت أميركية آنذاك، بينما أصبحت إسرائيلية اليوم.

وقال بشارة في حوار مع "التلفزيون العربي" بمناسبة مرور عام على عملية "طوفان الأقصى"، إن الحرب الإسرائيلية على غزة تُعتبر حدثاً محورياً له تأثيرات عالمية، وإن الأمور بعد هذه الحرب لن تكون كما كانت قبلها، منتقداً تأقلم العالم مع حجم الجرائم ونوعها.

قراءة في عملية "طوفان الأقصى" وخلفياتها

في تقييمه لعملية "طوفان الأقصى"، التي يعتبرها نقطة مفصلية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أشار بشارة إلى أن الرد الإسرائيلي على تلك العملية اتخذ شكل حرب شاملة لم تُحرّك العالم، بالرغم من حجم الجرائم المرتكبة، وأصبحت عمليات الإبادة شيئاً عادياً في غزة، حيث يتم استهداف أحياء كاملة من أجل القضاء على مسلح واحد.

وأشار بشارة إلى أن حرب غزة كانت الأولى التي تخلت فيها وسائل الإعلام الأجنبية غير العربية عن تغطية الأحداث، بينما تم تحويل كل ضحية إسرائيلية إلى قصة بطولية، في حين لم يجد شعب غزة من يغطي معاناته بشكل مناسب. ورأى أن الإعلام لعب دوراً كبيراً في التلاعب بالصورة العالمية للصراع.

وفيما يتعلق بالخلفية المباشرة لعملية السابع من تشرين الأول، أوضح بشارة أن عام 2023 شهد مقتل عدد كبير من الفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية، أكبر من العدد الذي قُتل في الفترة بين 2000 و2023. وأشار إلى أن تصاعد عمليات الاستيطان الإسرائيلي وتغير التعامل مع الأسرى الفلسطينيين بعد تولي إيتمار بن غفير وزارة الأمن الداخلي، وكذلك الضغوط المفروضة على غزة، كانت من بين العوامل الرئيسية التي أدت إلى تفجر الوضع.

وعن العملية نفسها، أشار بشارة إلى أن قادة حماس لم يتوقعوا نتائج العملية بشكل كامل، حيث فاقت النتائج توقعات الجميع. وأعرب عن رأيه بأن حماس أخطأت عندما سمحت لمقاتليها بدخول البلدات الإسرائيلية وخطف المدنيين، معتبراً أن ذلك كان خطأً استراتيجياً، وكان من الأفضل التركيز على استهداف الجنود والمعسكرات. كما أكد أن إطلاق سراح المدنيين فور القبض عليهم كان يمكن أن يكسب حماس تفوقاً أخلاقياً وسياسياً.

وأكد بشارة أن إسرائيل فشلت في توقع رد الفعل الفلسطيني على الجرائم التي ارتكبتها على مدى سنوات، وفي الوقت نفسه اعتبر أن من خططوا لعملية 7 أكتوبر أخطؤوا في تقديرهم، حيث أطلقوا عملية هجومية بدلاً من أن تكون دفاعية، ما وضع المقاومة في موقف صعب.

وفي إطار حديثه عن الأوضاع في غزة، حذر بشارة من التقليل من حجم معاناة الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الحديث عن الانتصار في ظل هذه الظروف هو تجاهل لحقيقة ما يجري من إبادة جماعية بحق الفلسطينيين. وأكد أن إسرائيل تستخدم معاقبة المدنيين كوسيلة لإبعاد المجتمع عن فكرة المقاومة.

خطأ "حزب الله" في سوريا

وبالنسبة للحرب على لبنان، أشار بشارة إلى أن نتنياهو وفريقه استغلوا الوضع الدولي والعربي المتخاذل لتوسيع عملياتهم في الضفة الغربية ولبنان. واعتبر أن توسع الاجتياح البري للبنان هو جزء من مخطط إسرائيلي قديم يستهدف إضعاف حزب الله، مشيراً إلى أن هذا المخطط قد يكون مقدمة لمواجهة مع إيران.

وعن حزب الله، رأى بشارة أن الحزب ارتكب خطأً كبيراً بتورطه في الحرب في سوريا، حيث أصبح حركة طائفية عبر الحدود وارتكب جرائم هناك، مما أضعف موقفه وساهم في كشفه أمام إسرائيل. وأضاف أن إسرائيل قد تكون بالغت في تقدير قوة حزب الله، وربما حزب الله نفسه بالغ في تقدير قوته.

وفيما يتعلق بالمشهد السياسي اللبناني، أكد بشارة أن محاولة فرض رئيس للجمهورية في ظل الحرب ستكون استغلالاً للوضع الحالي، مشدداً على ضرورة وقف الحرب قبل أي خطوات سياسية. كما أشار إلى أن انتصار إسرائيل في الحرب سيعني انتصاراً ليس فقط على إيران، بل على العرب جميعاً.

ودعا بشارة إلى إعادة التفكير في العلاقات العربية مع إيران، مشدداً على أن الوضع الحالي لا يخدم مصالح العرب. واعتبر أن الحوار مع إيران على أساس المصالح المشتركة يمكن أن يساعد في تجنب مزيد من الصراعات الإقليمية التي تستغلها إسرائيل لصالحها.

وحدة فلسطينية غائبة

انتقد بشارة غياب الوحدة الفلسطينية، مشيراً إلى أن المصالحة الفلسطينية الحالية ليست إلا مسرحية سياسية تهدف إلى إظهار الوحدة بشكل زائف، محذراً من أن الانقسام الفلسطيني الحالي يصب في مصلحة إسرائيل.

وأشار إلى أن الحل الوحيد لاستعادة الوحدة الوطنية هو إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتشمل الفلسطينيين داخل وخارج فلسطين، مؤكداً أن تهميش المنظمة كان من أخطر الأخطاء التي أدت إلى الوضع الحالي. ومع ذلك، يعتقد بشارة أن إسرائيل لن تقبل إلا برقابة أمنية كاملة على غزة، وتريد مشاركة عربية في هذا المخطط.

الانتخابات الأميركية وتأثيرها على المنطقة

فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، والتي ستُعقد في تشرين الثاني، رفض بشارة الرأي القائل بعدم وجود فرق بين المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس.

وأعرب عن أمله بأن تكون هاريس، في حال فوزها، أكثر انفتاحاً على قضايا المنطقة العربية مقارنة بترامب، لكنه حذر من أن ذلك لن يكون له تأثير حقيقي إذا استمرت الأنظمة العربية في تجاهل مصالح شعوبها والتطبيع مع إسرائيل من دون شروط.

وعن العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، أوضح بشارة أن إسرائيل ليست تابعة لأميركا، بل لديها مشروعها الخاص الذي تدعمه الولايات المتحدة عندما تنجح. ورغم أن إسرائيل لا تستطيع الصمود من دون دعم أميركي، فإن بشارة يرى أن أميركا بإمكانها أن تأمر إسرائيل، لكنها لا تريد ذلك في ظل غياب ضغط عربي أو شروط واضحة في العلاقات العربية الأميركية.