أشادت وسائل الإعلام الفرنسية بالشاب الذي ظهر في فيديو حادثة طعن الأطفال ببلدة أنسي، محاولاً التصدي للمهاجم باستخدام حقائب كان يحملها، وأطلقت عليه لقب "بطل حقيبة الظهر".
وقالت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، يوم الخميس، إن الشاب الذي ظهر في فيديو حادثة الاعتداء خلال محاولته التصدي للجاني يدعى هنري دانسيلمي، وهو مواطن فرنسي يبلغ من العمر 24 عاماً.
وتعرض أربعة أطفال ومتقاعدان للطعن في هجوم بسكين وقع ببلدة أنيسي الجبلية، يوم الخميس. وقالت السلطات إن المشتبه به الرئيسي لاجئ سوري يدعى عبد المسيح حنون، وصل إلى فرنسا في تشرين الثاني 2022، وعرف عن نفسه بأنه "مسيحي من سوريا".
وأظهر مقطع فيديو الشاب هنري وهو يحاول منع المهاجم بواحدة من حقيبتيه ويلاحقه في الساحة ويقوم بإلقاء حقيبة عليه، بينما يحاول حماية نفسه من هجمات المعتدي باستخدام حقيبة أخرى.
وكتب هنري عبر صفحته على موقع "فيس بوك" بعد حادثة الطعن، "صلوا من أجل الأطفال، أنا بخير"، بحسب وكالة "رويترز".
وقال هنري، لتلفزيون "سي نيوز" الفرنسي، "كنتُ خائفاً على حياتي، لكن قبل كل شيء كنت خائفاً على حياة الآخرين".
وأضاف هنري، وهو شاب كاثوليكي يقوم بجولة بين الكاتدرائيات الفرنسية سيراً على الأقدام منذ شهرين، أنه "تصرف بشكل غريزي"، رافضاً لقب "بطل" الذي يتداوله مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في الإشارة إليه.
وبيّن هنري، أنه تصرف كما يجب أن يفعل أي مواطن فرنسي، مشدداً على أنه في تلك اللحظة "كان من غير المعقول البقاء من دون عمل أي شيء".
وتابع، أفكر في الضحايا، آمل أن يكونوا بخير، لدي صور مروعة في رأسي".
وقالت إذاعة "أوروبا 1"، إن هنري سيلتقي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة.
من يكون عبد المسيح حنون؟
عبدالمسيح حنون مواطن سوري، مُنح حق اللجوء في السويد عام 2013 حيث عاش 10 سنوات. وقالت زوجته السابقة لوكالة فرانس برس: "لم يستطع الحصول على الجنسية السويدية، لذلك قرر مغادرة البلاد. انفصلنا لأنني لم أرغب في مغادرة السويد".
كان حنون وهو والد طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، في وضع قانوني عندما وصل إلى فرنسا في تشرين الثاني 2022، وتقدم بطلب لجوء جديد إلى فرنسا، وعرف عن نفسه بأنه "مسيحي من سوريا".
وكان حنون يرتدي صليباً عند القبض عليه، كما يمكن سماعه في بداية التسجيل المصور لحادثة الطعن وهو يصرح باللغة الإنجليزية "باسم اليسوع".
وبحسب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، أخطرت السلطات الفرنسية يوم الأحد الماضي السوري عبد المسيح حنون، بأنه لا يمكنه الحصول على حق اللجوء في فرنسا لأنه حصل عليه بالفعل في السويد. ولدى سؤاله عن الصلة المحتملة بين هذا الرفض والاعتداء، قال الوزير: "صدفة مقلقة".
وأكد مصدر مطلع لوكالة فرانس برس أن صراخ حنون بعبارة "باسم المسيح" لا تبرر إحالته إلى نيابة مكافحة الإرهاب، وأن هذا الاختيار يحصل للأشخاص الذين يهتفون "الله أكبر".
وبلغت حصيلة الهجوم أربعة جرحى من الرضع بينهم بريطاني وهولندي، تتراوح أعمارهم بين 22 و36 شهراً، وأفاد المدعي العام أنهم كانوا بعد ظهر الخميس في حالة صحية "هشة إلى أبعد حد" و"ما زالوا في حالة طوارئ".
وأوضحت النيابة العامة أن دوافع المهاجم الذي أمضى الليلة محتجزا لدى الشرطة ويمكن أن يبقى كذلك لمدة تصل إلى 48 ساعة؛ ما زالت غامضة في هذه المرحلة "دون وجود دافع إرهابي واضح"، وأعلنت أنه لم يكن تحت تأثير المخدرات أو الكحول.
ماذا قالت والدة منفذ الهجوم؟
كشفت والدة منفذ عملية الطعن في مدينة أنسي الفرنسية، تفاصيل تتعلق بحياة ابنها عبد المسيح حنون، والأسباب التي دفعته لشن هذا الهجوم الوحشي الذي خلف أربعة جرحى من الأطفال أعمارهم تتراوح بين 22 و36 شهراً.
نفذ جريمته وهو "يهتف باسم المسيح"
— تلفزيون سوريا (@syr_television) June 9, 2023
والدة منفذ عملية الطعن في #فرنسا تكشف تفاصيل جديدة
كيف وصلت أصداء الجريمة إلى #تركيا؟
WARNING: This video contains graphic content and may be upsetting to some people #تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/kpmNvGwk70
وقالت والدة حنون التي تعيش في الولايات المتحدة منذ عشر سنوات، إنها في حالة صدمة، وأشارت إلى أن ابنها عبد المسيح كان يعاني من اكتئاب شديد.
وأضافت: "لم يخبرني بشيء، زوجته قالت لي ذلك، وأنه لم يكن يشعر بالراحة أبداً، وكان يعاني من الاكتئاب باستمرار ويحمل أفكاراً سوداوية، ولا يرغب في مغادرة المنزل والعمل".
وأوضحت والدته أنه طلب الجنسية السويدية وتم رفض طلبه، "ويبدو أن ذلك يعود إلى خدمته في الجيش السوري، وهذا قد جعله يصاب بالجنون"، على حسب تعبيرها.