استهدفت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي ليل الإثنين - الثلاثاء، أحد الأقبية التي لجأ إليها المدنيون في مدينة عربين بغوطة دمشق الشرقية، ما أسفر عن وقوع ضحايا مدنيين جلّهم أطفال.
وقال الدفاع المدني على حسابه في "فيس بوك"، إن 17 مدنيا (15 طفلاً وامرأتان) قضوا بغارات لطائرات حربية روسية استهدفت أحد الملاجئ التي يحتمي فيها المدنيون في مدينة عربين المحاصرة مع بعض المدن والبلدات في القسم الجنوبي من الغوطة.
وأضاف الدفاع المدني، أن الغارات أسفرت أيضاً عن إصابة أكثر من 30 مدنياً بينهم نساء وأطفال حالتهم حرجة، عملت فرقه في المركز 101، على انتشال بعض العالقين منهم تحت الأنقاض ونقلهم إلى المراكز الطبية، وسط استمرار عملية رفع الأنقاض.
من جانبهم، أفاد ناشطون محليون، بأن الطائرات الحربية الروسية استخدمت صواريخ "ارتجاجية" قادرة على خرق عدة طوابق والوصول إلى الأقبية (الملاجئ)، لافتين إلى أن المدنيين حتى وهم تحت الأرض "غير آمنين".
وأشار الناشطون إلى أن حصيلة الضحايا قابلة للارتفاع في ظل استمرار فرق الدفاع المدني بانتشال العالقين و"الجثث" من تحت الأنقاض، مضيفين أن الدفاع المدني غير قادر على التحرك بشكل كامل، نتيجة كثافة القصف بمختلف أنواع الأسلحة على المنطقة.
وتزامن القصف على مدينة عربين، مع استهداف طائرات النظام الحربية المدينة بأكثر من أربعين صاروخا محمّلا بمادة "الفوسفور" الحارق، كما تعرضت المدينة لأكثر من 80 غارة جوية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، أسفرت عن مقتل سبعة مدنيين معظمهم من عائلة واحدة، وجرح آخرين.
وبعد نحو شهر من التصعيد العسكري الكبير لروسيا والنظام على الغوطة الشرقية واتباع سياسة "الأرض المحروقة"، تمكّنت قوات النظام من قسم الغوطة إلى ثلاثة أجزاء شمالي يضم مدينة دوما (أكبر معاقل "جيش الإسلام")، وغربي يضم مدينة حرستا، وجنوبي يضم مدينة عربين وباقي بلدات القطاع الأوسط، وقطع جميع خطوط الإمداد والطرق فيما بينها.
وتمكّنت قوات النظام أيضا تحت آلة القصف "الفتّاكة"، من السيطرة على مدن وبلدات رئيسية في القسم الجنوبي الذي يسيطر عليه "فيلق الرحمن"، منها سقبا وكفربطنا وحمورية وجسرين، مع استمرار سيطرة "الفيلق" على مدن وبلدات عربين وحزة وزملكا وعين ترما، إضافة لحي جوبر المجاور شرقي دمشق.