أكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو على أن محافظة إدلب تشهد مأساة إنسانية، على الرغم من حجب جائحة كورونا العالمية الضوء عن هذه المأساةوذلك قبل تفقده أعمال إنشاء منازل الطوب الخاصة بإيواء المدنيين الهاربين من هجمات نظام الأسد وداعميه في محافظة إدلب السورية.
وقال صويلو حلال اجتماع المساعدات الإنسانية لإدلب في ولاية هاتاي التركية "مع الأسف الأوضاع هناك (إدلب) لم تتحسن والمسألة لم تحل، فهي تعيش مأساة إنسانية بجوارنا وعلى مرأى العالم بأسره".
وأضاف "على العالم الذي ادّعى حبه لبعضه البعض في محنة كورونا، بتبادل الموسيقا والتصفيق، ألا يدير ظهره لما تعيشه إدلب".
وشدد على أن المأساة التي تعيشها إدلب، ليست مأساة تخص المكابدين لها أو تركيا فحسب، بل مأساة البشرية جمعاء.
وعبر الوزير التركي عن شكره لكل من ساهم في حملة المساعدات لإدلب التي تم إطلاقها في 13 من كانون الثاني الماضي، وكشف أنه تم جمع تبرعات نقدية بقيمة 161 مليونا و138 ألف ليرة تركية (نحو 24 مليون دولار) وتبرعات عينية بقيمة 535 مليونا و405 آلاف ليرة (نحو 79 مليون دولار) ليبلغ حجم المساعدات في الحملة 696 مليونا و544 ألف ليرة تركية (نحو 103 ملايين دولار).
كما أكد على الالتزامهم بالوعود التي قطعوها من خلال بناء 20 ألف منزل للنازحين في إدلب بنهاية تموز القادم تنفيذاً لتعليمات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأوضح أن المدنيين من نساء وأطفال ومسنين، منذ 9 سنوات وإلى الآن مازالوا ضحية حروب بالوكالة لتحقيق طموحات استراتيجية لبعض الأطراف، ومطامع في النفط والغاز في شرق المتوسط، والوصول إلى المياه الدافئة.
وبخصوص مكافحة انتشار فيروس كورونا، أكد الوزير التركي على أنه بفضل الإجراءات التي تم اتخاذها لم تظهر أي مخاطر تتعلق بانتشار الفيروس بين اللاجئين، وفي مراكز إعادة المهاجرين غير النظاميين.
وتابع صويلو حديثه قائلاً "بعد 9 سنوات مما يجري في سوريا، وجدنا أنه ثمة فرق في العالم المعاصر بالقرن الواحد والعشرين، بين حياة الإنسان في الشرق أو في المناطق الفقيرة، وحياته في الدولة الغنية بالغرب".
وشدد في نهاية حديثه على أنّ المعطيات تشير إلى أنّ 3 ملايين و800 ألف سوري نزحوا طوال سنوات الحرب نحو محافظة إدلب التي كانت تضم مليونا ونصف المليون سوري.
وبعد الاجتماع انتقل صويلو، إلى إدلب من معبر "جيلوة غوزو" التركي، حيث تفقد منازل الطوب التي يجري بناؤها بإشراف إدارة الكوارث وإدارة الطوارئ التركية "أفاد"، لإيواء المدنيين الهاربين من الهجمات، واطلع على الأعمال الإغاثية.
وفي تغريدة نشرها عبر تويتر، حول الزيارة، قال صويلو إنه "شاهد اليوم على الجانب الآخر من الحدود، المأساة الإنسانية التي تشهدها إدلب".
ورافق صويلو خلال الزيارة التفقدية، نائبه إسماعيل تشاتقلي، ووالي هطاي رحمي دوغان، ورئيس "أفاد" محمد غولو أوغلو، والمدير العام لإدارة الهجرة عبد الله أياز.