في زاوية "صدر حديثاً" نستعرض آخر إصدارات الكتب والدراسات الصادرة باللغة العربية أو المترجمة إليها، ومن مختلف المجالات: الأدب، الفكر، التاريخ، النقد، الفلسفة، وغير ذلك.
-
"الإسلاميون والثورات العربية"
كتاب صدر حديثاً، من تحرير خالد الحروب وعبد الله باعبود، وإصدار "الدار الأهلية للنشر والتوزيع" في العاصمة الأردنية عمّان 2023. ويضاف الكتاب إلى مجموعة كبيرة من الأدبيات التي نُشرت بعد الربيع العربي عن التجارب الإسلامية ومآلاتها. ويمكن أن نتحدث هنا بالحدّ الأدنى عن كمّ كبير من الدراسات، لكن ما يميّز هذا الكتاب أمران رئيسيان: الأول، أنّه الأكثر حداثة، وبالتالي كانت لدى باحثيه فرصة أكبر لقراءة المشهد على مدى زمني أبعد وآفاق أوسع. والثاني، أنّ الباحثين ينتمون إلى الدول التي خضعت للدراسة، ونتحدث هنا عن 11 دولة (مصر، سوريا، السودان، الكويت، البحرين، الأردن، عُمان، المغرب، تونس، ليبيا، اليمن)، وهم على مقربة من الظاهرة السياسية نفسها، فضلاً عما يمتلكونه من خبرة بحثية طويلة في المجال نفسه.
-
"داريا الحكاية"
رواية للكاتب السوري مازن عرفة، وإصدار "مؤسسة ميسلون للثقافة والترجمة والنشر". ومما جاء في سطورها: أنا ياسمينة، عمري تسعة عشر عامًا. أحرق مقتنياتي الشخصية، الموجودة في القبو، الذي كنا نختبئ فيه، أنا وأهلي؛ ألعاب الطفولة، بضع روايات، دفاتر وجوائز مدرسية قديمة، رسومات ورقية، وما تبقى من ملابسي القديمة، التي لن أستطيع حملها معي، حتى لا تقع في أيدي "الغرباء"، الذين "سيعفشون" البلدة بعد مغادرتنا لها. أحرق المخدات، التي طرزتها بدوالي العنب، وفراشي، الذي ما يزال يحافظ على رسومات زهوره متألقة. لا أرغب أن ينام عليها أحد من "الغزاة الغرباء"، ويشم رائحة أحلامي وأمنياتي الليلية. أحطم فناجين القهوة، حتى لا يتذوق أحد طعم شفتيّ عليها، والصحون، والكؤوس، وصندوق مكياجي الصغير، وعلبة مستلزمات الخياطة والتطريز. أود لو أحرق كل مقتنيات الدار الحجرية القديمة، لكن الأنقاض تغمرها، منذ أن سقط برميل متفجر فوقها، في العام الماضي، واختلطت بدماء والدي السبعينيّ، شبه العاجز. كان يرفض الالتجاء إلى قبو البناية المجاورة مثلنا، عند سماع صوت الحوامات قادمًا، مرددًا "العرائش تموت في مهدها، لكنها تترك أقلامًا تنمو من جديد".
"سمعت كل شيء"
رواية للكاتبة العراقية سارة الصواف، تدور أحداثها داخل بيتين من بيوت الأجداد، وتقترب من السيرة الذاتية التي تُروى بصوت واحد، أكثر من اقترابها لفن السرد وتعدد الأصوات الروائية.. ولكنها مع ذلك حققت عنصر الجذب المطلوب بقوة، واستطاعت أن تعطينا إحساس الطفل الذي ينتظر الصباح لأنه على موعد مع ملابس العيد.
إنها الثمانينات، وأيام الحزن لا محالة، ولكن المشاعر الطفولية تتجلى بقلم ساحر يسجل كل مايراه ويسمعه، ولا يفوته أي شيء تقريبا مما كانت تشهده الكاتبة في بيت غني، في بيت فقير، في حفل خطوبة، في مأتم عزاء، في المدرسة، على سطح البيت، الحافلات الحمراء، أناشيد المدارس، أخبار المعارك، طقطقات الكستناء، حكايات العجائز، غرف الخطار الباردة، رائحة الكيك وقت العصر، فرحة المبيت مع الجدة، روائح السجاد أيام الشتاء، أطباق الفطور في رمضان، مذياع المطبخ، أغاني سعدون جابر، أشعار مظفر النواب، شكرات العيد، طقوس يوم زكريا، عطر الغار في النمازبيز الأبيض، العمليات العسكرية، برامج التلفزيون، الكاهي والقيمر، نيللي وشريهان، مجلة ألف باء، تنانير الطالبات التي تبدو أقصر نهاية الدوام من بدايته، صوت المبردة الأكثر ضجيجاً من باقي الأصوات، وزيارة مقبرة محمد السكران فجر يوم العيد...
"لماذا يكره المثقفون بعضهم؟"
من تأليف جمال حسين علي. يحاول هذا الكتاب استنطاق تجربة مهنية طويلة في الكتابة والعمل الأكاديمي والصحفي والأدبي، وإزاحة الضباب عن الكثير من الأسئلة، الغرض منها تحويل دم الكاتب إلى حبر، وضميره إلى كلمة، مستعرضا الإنتاج السائد الذي يوهم المتلقى، ويبطش بأسس الثقافة والأدب والفن بابتذال مروع ومتعقد. وضمّت صفحات الكتاب شواهد الخراب الكبير الذي أحدثه ما يسمونه "المثقف" بالثقافة، مقلعا بمركب الأموات إلى ما تبقى للبشرية، فحينما تكتب بشكل سيئ، وتنتج فنونا مبتذلة، فاليرقات الضارة ستتزاحم على ما تقدمها لها كثقافة، بينما يجلس المثقف الحقيقي على حافة العالم وهو يرى الإسفاف والسرقة والادعاء وكره المثقفين لبعضهم. في حين تنحصر مهام المبدع الحقيقي بالتعبير عن الجمال الخفي والأصيل للعالم والشكل الحقيقي للحياة. في سرد سهل ممتنع استخدمه الكاتب– الروائي.
"أغنيات سجينة"
مجموعة شعرية من تأليف الكاتب والسياسي السوري جورج صبرة. تتناول المجموعة تجربة عميقة من القصيدة المحكية التي أطلقها جورج صبرة شفويا في أثناء فترة اعتقاله، من ثم أقدم على تدوين تلك التجربة لتنطلق حاليا بصيغة ديوان شعر.
"ليلاف (الثلج الجاف)"
رواية من إصدار دار "موزاييك" للنشر في إسطنبول، للروائية السورية إبتسام تريسي، التي تنصف -كعادتها- الحكاية السورية بواقعية متميزة حتى تنحاز في "ليلاف" إلى رواية الحكاية كما حصلت بآلامها وتبرعمها بأمل من تحت الرماد.
"غرق السلمون"
رواية جديدة للفنانة والكاتبة السورية واحة الراهب، ومن إصدار دار "نوفل" للثقافة والنشر. ومما جاء في كلمة الغلاف: "أيّهما يسرد لنا هذه الحكاية؟ وهل هناك فارق حقّاً في ما إذا كانت الراوية هي أمل أو سراب؟ أيّاً كان من يروي، فكلتاهما تحكيان من الهاوية. وللهاوية هيئات مختلفة في هذه الرواية، القعر هو سمتها المشتركة التي تظهر كبعدٍ وحيد لسطوة القمع العائلي والسياسي. تبدأ مساءلة الهويّة منذ البداية، كلعبةٍ بين طفلتين. لكن سؤال الهويّة لا ينفكّ يلاحق أبطال الرواية، ويمتحن إنسانيتهم، وهم يهمّون في التحوّل إلى مسوخ... أو يهربون من خياراتهم المحتّمة بالقفز في المجهول. بيد أنّ التوحّش لا يترك خياراتٍ كثيرة. ما يبدأ مع اشتعال برجي التجارة العالميين، كنقاشٍ عائلي عن معنى الوطن والانتماء، يصل إلى الثورة السورية ولحظات الحريّة بكل ما تحمله من أحلامٍ وخيبات، ومصائر تُدفع دفعاً إلى الطوفان الكبير الذي يبتلع أجساد المهاجرين. وفي العائلة، تبدأ الثورة قبل أوانها وقبل الهتافات الجماعية، ضدّ قبضة الأبّ الذي يشكّل حكمه العائليّ نموذجاً مصغّراً عمّا هي الحال عليه في سوريا".