يؤيد أغلب الألمان استقالة رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي، أرمين لاشيت، من منصبه بعد خسارته في الانتخابات، بحسب ما كشف عنه استطلاع الرأي "دويتشلاند ترند/ الاتجاه في ألمانيا" الذي تجريه القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (ARD)، اليوم الجمعة. بينما عبّر منافسه الاشتراكي أولاف شولتس عن تفاؤله بتشكيل ائتلاف "إشارة المرور"، قبل محادثات لتشكيل الحكومة.
ورأى نحو ثلثي المشاركين في الاستطلاع ضرورة استقالة لاشيت من منصبه كرئيس للحزب. ووصلت نسبة من يتبنى وجهة النظر هذه بين أنصار التحالف المسيحي إلى 60 في المئة. بينما أيد نحو ربع المشاركين بقاء لاشيت في منصبه، ووصلت هذه النسبة بين أنصار الاتحاد المسيحي إلى 36 في المئة.
ويرى أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع أن تشكيل ائتلاف حاكم جديد في البلاد يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، وهو ما يعرف بائتلاف "إشارة المرور"، يمثل بداية سياسية جديدة. بينما أيد 18 في المئة تشكيل ائتلاف حاكم جديد يضم تحالف المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي والخضر والليبراليين، المعروف بائتلاف "جامايكا". إلا أن 24 في المئة من المشاركين لا يرون أي بداية سياسية جديدة في الاثنين.
وأوضح الاستطلاع أن 50 في المئة من الأشخاص الذين يحق لهم الانتخاب يرون في أولاف شولتس، مرشحاً جيداً لمنصب المستشار، مقابل 30 في المئة يعارضون توليه هذا المنصب، فيما يتريث 20 في المئة ريثما يجرون تقييماً له.
شولتس "متفائل" إزاء ائتلاف "إشارة المرور"
شولتس أكّد سعيه نحو تشكيل ائتلاف حاكم مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، وذلك قبل بدء جولات واسعة من المحادثات حول تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة. وقال في تصريحات لمجلة "دير شبيغل" الألمانية اليوم الجمعة: "أنا متفائل بأن تحالف إشارة المرور يمكن أن ينجح". وذكر شولتس أن الألمان جعلوا الحزب الديمقراطي الاشتراكي والخضر والحزب الديمقراطي الحر أقوى بأصواتهم، وقال: "هذه رسالة إلى الأحزاب الثلاثة مفادها أنه يمكننا الآن إنجاز ذلك وتشكيل حكومة معاً".
وشدّد شولتس على ضرورة "أن تتحدث الأحزاب مع بعضها البعض على قدم المساواة وأن تجد ما يعبر عنها في اتفاق الائتلاف، وقال: "كل من يريد تشكيل حكومة مشتركة يجب أن يبدي ثقة في الآخر، لأنه في وقت لاحق سيتعين علينا حل العديد من المهام التي لم تكن حتى متوقعة خلال مفاوضات الائتلاف".
محادثات ثنائية
يبدأ حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر جولة ثانية من المحادثات الثنائية اليوم الجمعة. بهدف إيجاد أرضية مشتركة بين الحزبين اللذين جاءا في المركز الثالث والرابع في الانتخابات العامة التي جرت الأحد الماضي. وفاز حزب الخضر بنسبة 8,14 في المئة من الأصوات، في حين حصل الحزب الديمقراطي الحر على 5,11 في المئة، وبالتالي من المرجح أن يشكلا "بيضة قبّان" محتملة في تشكيل الائتلاف الألماني الحاكم الجديد،