تفاجأ سليمان عمر (80 عاما) لاجئ سوري عند مراجعته لمركز أطباء بلا حدود المعني بعلاج الأمراض غير السارية في محافظة إربد شمالي الأردن بخبر إغلاق المركز، مما شكل لديه خوفاً على وضعه الصحي خاصة أنه يعاني من مرض القلب والسكري والأعصاب.
تقول زوجته فاطمة لـ موقع تلفزيون سوريا: "وضعه الصحي صعب ويحتاج لمراجعة مستمرة من طبيب مختص، في المراجعة الأخيرة أعطونا علاجا يكفي لشهرين، بس الشهرين قربوا وين بدنا نروح بعدها ومين بده يتابع حالته؟".
مصير مجهول للمرضى اللاجئين
أما بشار محمد لاجئ سوري في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا عن والده الذي يعاني من الضغط يقول: "فقدنا أهم خدمة صحية كنا نتلقاها، حدا كان مأمن صحياً فجأة صار لازم يجيب العلاج على حسابه ويواجه مصيره الصحي وسط إمكانيات مادية لا ترحم".
جميلة قسيم لاجئة سورية تقول: "اللاجئ السوري في الأردن لا ينقصه مثل هذه الأخبار، أوضاع صحية ومعيشية تعبانة"، وتروي لـ موقع تلفزيون سوريا قصة عمتها التي تعاني من الضغط والقلب حيث كانت تزور المركز مرتين في الشهر وتتلقى رعاية صحية جيدة وأدوية وبصورة مجانية، حالها كحال كثير من اللاجئين.
وتضيف أن كبار سن يحتاجون لرعاية مستمرة وخاصة الذين يعانون من الأمراض غير السارية والمزمنة، المركز كان يقدم الرعاية الصحية لأبناء محافظة إربد ويستقبل لاجئين من المحافظات القريبة.
وتقول "علاج الضغط من الصيدلية سعره 20 دينارا، وإذا فكرنا نروح للمراكز الصحية الحكومية فهي غير مجانية والخدمات الصحية المقدمة تختلف من حيث جودة المتابعة".
أطباء بلا حدود ترد
مسؤولة المكتب الإعلامي لمنظمة أطباء بلا حدود للشرق الأوسط وشمال أفريقيا إيناس أبو خلف تقول لـ موقع تلفزيون سوريا "مستمرين في تقديم الخدمات الطبية للاجئين السوريين في المستشفى الموجود في العاصمة عمان ونقدم الدعم الإنساني في سوريا"
وفيما يتعلق بإغلاق مركز الأمراض غير السارية في محافظة إربد تقول "أبو خلف": "نقوم بإعادة هيكلة أولوياتنا واتخاذ قرار في التمركز في العاصمة عمان بما يتماشى مع السياسة الداخلية لمنظمة أطباء بلا حدود، والمستشفى في عمان مركزي ومفتوح للجميع" وتضيف "ننسق مع الجهات الإنسانية الموجودة في إربد لمتابعة المرضى بصورة رسمية".
ولفتت إلى أنّ المنظمة مستمرة في التكييف مع السياق المتغير في سوريا، من أجل مواصلة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية والطبية، وتقديم مختلف أنواع العلاجات لهم، موضحةً بأنه لا يزال تأثير الأزمة السورية قائماً سواء على الشعب السوري وعلى النظام الصحي على اللاجئين سواء كانوا في الأردن أو لبنان أو تركيا وغيرها من الدول.
"استراتيجية خروج" لتولي الحكومة الأردنية مسؤولية علاج اللاجئين
ووفق تقرير صحفي نشرته المنظمة أوضحت أنه تم الاستناد إلى استراتيجية خروج تتضمّن حشد المنظمات الأخرى ووزارة الصحة الأردنية لتولّي العمل الذي كانوا يقومون به.
وعلى مدى السنوات السبع الماضية، قدّم البرنامج المعني بعلاج الأمراض غير السارية الاستشارات الطبية لأكثر من 5,000 مريض ومن بين هؤلاء المرضى، كان 70 في المئة من اللاجئين السوريين و30 في المئة من الأردنيين الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية.
ووفق تقرير تقييم الضعف لعام 2022 (VAF) هو تحليل شامل للاجئين في الأردن فقد تحدث أن هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهد لضمان حصول الأسر الأكثر ضعفاً على الدعم الذي تحتاجه. مقارنة بعام 2018 ، كانت هناك زيادة بنسبة 13 في المئة في عدد اللاجئين السوريين الذين كانوا بحاجة إلى رعاية طبية لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إليها.
ويذكر أن أطباء بلا حدود كانت قد أغلقت المستشفى الجراحي المتخصص في معالجة الجرحى القادمين من سوريا في محافظة الرمثا عام 2008 وتبعه إغلاق مركز متخصص في الأمومة والطفولة لينتهي الأمر بإغلاق مركز الأمراض غير السارية، في المقابل ما زال سليمان وغيره من اللاجئين متسائلين عن مستقبلهم الصحي وسط أزمات أثقلت كاهلهم يفاقمها اليوم تقليص الخدمات الصحية.