تعهدت سورية أسست مشروعاً تجارياً صغيراً خاصاً بها حتى لا تعتمد على أحد بدفع 15% من عوائد مشروعها للمشردين كعربون شكر لأيرلندا التي منحتها وطناً جديداً.
اقرأ أيضاً: كورونا تعيد لطالب سوري استقبلته أيرلندا مخاوفه القديمة
فقد أطلقت السيدة رهام غفارجي مشروع Soap & More قبل بضعة أسابيع، وذكرت أنها تحب هذه البلاد كثيراً لدرجة دفعتها لتبني كل العادات والتقاليد المتبعة فيها، إذ بالرغم من أنها مسلمة لكنها تزين بيتها بشجرة عيد الميلاد، وتترقب زيارة سانتا كلوز لأطفالها.
وقد درست هذه الشابة البالغة من العمر 26 عاماً الأدب الإنكليزي في جامعة دمشق وعملت في مجال التجميل قبل أن تهرب من بلدها الذي مزقته الحرب وتصل إلى أيرلندا قبل ثلاث سنوات برفقة زوجها الطباخ وسيم وابنها خالد الذي أصبح عمره ست سنوات.
وقد استقرت هذه الأسرة في كلوناكيلتي بمقاطعة كورك وهناك وضعت رهام مولودتها هيفين قبل أربعة أشهر.
اقرأ أيضاً: سوريون في أيرلندا: الوصول الى هنا كربح ورقة يانصيب
واليوم تقوم هذه السيدة بتحقيق حلمها عبر افتتاح مشروع صغير خاص بها فكرت بإنشائه قبل سنة فقط.
وحول هذه التجربة تخبرنا رهام: "لقد أتينا إلى هنا من أجل حياة أفضل وذلك هرباً من بلد دمرتها الحرب، وخسرنا فيها الكثير من الأقارب. ومنذ وصولنا أبدى لنا الناس هنا كل المودة وقدموا لنا كل الدعم".
الشعب الأيرلندي أصبح عائلتي اليوم
وتتابع رهام بالقول: "أينما ذهبت، يبتسمون لي ويسألونني عن أحوال أسرتي، وهل أنا بخير وسعيدة. لم أر عائلتي منذ أن غادرنا سوريا، فقط أتحدث إليهم عبر الهاتف، لكني أحس اليوم بأن الشعب الأيرلندي أصبح عائلتي، كما أن أيرلندا أصبحت وطني. إننا مسلمون، ولكن ليست لدي أي مشكلة بالدين، ولهذا أحس بأننا جميعاً سواسية، فكلنا واحد في نهاية الأمر" وتقول لنا ضاحكة: "أجل، لدي شجرة وزينة، وابني يتمنى من سانتا أن يجلب له لعبة ليغو ودمية ريبوت".
اقرأ أيضاً: ناطق باسم حزب إيرلندي يشكك بهجمات الأسد الكيماوية
وأخبرتنا رهام أنها منذ أن أطلقت مشروع Soap & More الخاص بها قبل شهر، حصلت على دعم كبير ووصلتها تعليقات إيجابية على المشروع عبر الشابكة.
وحول مشروعها تحدثنا رهام فتقول: "حلمت بافتتاح مشروع تجاري خاص بي لأساعد أسرتي وحتى لا اضطر للاعتماد على أحد. وهنالك مركز تعليمي مميز في كورك، حيث أجريت الكثير من الدورات المجانية، بينها دورة حول المشاريع التجارية، وقد ساعدني ذلك على افتتاح مشروعي الخاص. كما خضعت لدورة في العناية بالبشرة في أيرلندا، وهكذا أصبحت أعرف المكونات المناسبة لبشرتي، ولكن بسبب كوفيد-19 بات الكثير منا يغسل يديه بمواد قاسية للغاية. ولهذا تشتمل أنواع الصابون التي يقدمها مشروعي على الأوليفيرا والشوفان والعسل وجوز الهند والتوت، كما أضفت قطعاً تزيينية من الصابون رائحتها زكية يمكن تعليقها في الحمامات أو في السيارة. بالإضافة إلى أني صرت أتبرع بـ15% من عائدات مشروعي للمشردين وذلك حتى أرد الجميل وأعرب عن شكري لهذا البلد". وفي الختام تعلق رهان بالقول: "أشعر أني بت أملك كل شيء، إذ لدي أسرة، وبداية جديدة في بلد رائع ومميز، ومشروع تجاري جديد، وهكذا حققت كل أحلامي".
المصدر: آيريش إكزامينار