دعا السفير الإيراني في دمشق، مهدي سبحاني، الولايات المتحدة الأميركية إلى مغادرة سوريا، معتبراً أن "قواعد اللعبة تغيرت اليوم، ويجب تغيير الذهنية السائدة حول الأوضاع الأمنية في البلاد".
وفي مقابلة مع موقع "العهد" الإخباري، التابع لـ "حزب الله"، قال سبحاني إن "طهران تدين وتستنكر بشدة احتلال سوريا من قبل أي دولة أو قوة، سواء كان في الجولان أو الشمال الغربي أو الشمال الشرقي".
وأعرب سبحاني عن قناعته بأن "القوات الأجنبية ستضطر للانسحاب من الأراضي السورية"، مشيراً إلى أنه "لا يمكننا تحديد موعد لذلك، ولكن هذا سيحصل ويجب أن يحصل".
وأشار السفير الإيراني إلى أنه "في مرحلة الحرب الباردة، فإن القوى العظمى تحدد مصير الأمور، أما اليوم فهناك قوى جديدة تتحكم بها، بحيث لم تعد الولايات المتحدة قادرة على تحديد مصير المنطقة، بل هناك قوى جديدة"، مؤكداً على أن إحدى هذه القوى هي "محور المقاومة".
نرحب بالانفتاح على دمشق
وعن تطبيع بعض الدول العربية علاقاتها مع نظام الأسد، قال سبحاني إن إيران "ترحب بأي انفتاح يحقق مصلحة سوريا حكومة وشعباً"، معتبراً أن هدف بلاده "كان وما يزال يتمثل في إرساء الأمن والاستقرار في سوريا، وتحقيق الأمن والتنمية".
وأكد سفير طهران في دمشق على "وجوب أن يفهم أعداء سوريا أن سياساتهم باءت بالفشل، وأنها لم تجلب سوى الأضرار والخسارة بالنسبة لشعوب المنطقة"، معرباً عن أمله في أن "يساهم الانفتاح في العلاقات الخارجية في تعزيز الاستقرار والأمن والتنمية الاقتصادية".
نعمل على إيجاد طرق تربط إيران بسوريا
وعلى صعيد الجانب الاقتصادي، أوضح سبحاني أن "التعاون الاقتصادي والتجاري بين إيران وسوريا والمشاركة الإيرانية في إعادة الإعمار في سوريا أمر مهم ومرحلة حساسة يعيشها البلدان"، موضحاً أنه "كخطوة أولى يجب تحديد الأولويات ثم تذليل العقبات التي تعيق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين".
وأكد على أهمية "تمويل مشاريع إعادة الإعمار وترسيخ الاستقرار في سوريا، بما يشجع المستثمرين على التوجه إليها"، مشيراً إلى أن "العدو يروج دائماً لفكرة أن سوريا تفتقر للأمن بهدف الحيلولة دون تطوير التعاون الاقتصادي والاستثمار".
وأضاف سبحاني أنه "توجد ركيزتان أساسيتان للتجارة: "الأولى هي الجانب اللوجستي والثانية هي إمكانية التحويلات المالية أو العمل المصرفي"، موضحاً أنه "من الناحية اللوجستية ونظراً لعدم وجود حدود مشتركة بين إيران وسوريا فإن المسافة بين البلدين بعيدة إلى حد ما، ونعمل حالياً على إيجاد طرق تربط إيران بسوريا، وتقلل من الفترة الزمنية المطلوبة لنقل البضائع بين البلدين".
وأشار إلى أنه "يتم العمل حالياً على إيجاد طرق مختلفة لإنجاز عمليات التحويلات المالية، على اعتبار أن سوريا تواجه اليوم بعض المشكلات نتيجة العقوبات".
نهدف لتمكين الشركات الإيرانية من إبرام العقود في سوريا
وقال السفير الإيراني إن نحو 120 شركة إيرانية شاركت في عدد من المعارض في سوريا خلال الأشهر الماضية، مشيراً إلى أن الهدف من هذه المشاركة هو "إظهار أن سوريا تتمتع بالأمن والاستقرار، وتمهيد الأرض ليأتي رجال الأعمال ويروا الأوضاع الآمنة".
وأضاف أن "الهدف الآخر هو التأكيد على توفير فرصة للشركات للتعرف إلى حاجات السوق السورية وحاجتها للاستثمار فيها".
أما الهدف الثالث، وفق السفير الإيراني، فهو "تمكين الشركات الإيرانية من إبرام عقود مع نظيراتها السورية، وعقد لقاءات بين مسؤولي الشركات الإيرانية ومسؤولين سوريين في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والصناعية".
وأشار سبحاني إلى أنه "بالنسبة إلى إيران تحققت الخطوة الأولى، وتمثّلت في إقامة معرض السلع الإيرانية في دمشق، الذي حضره وزير الصناعة الإيراني وأشرف شخصياً على مراقبة وتوجيه المشاركة الإيرانية في مختلف المجالات".
إيران تستغل الفرص الاقتصادية في سوريا
يذكر أن مجموعة الهاكرز الإيرانية المعارضة "تبندغان" سرّبت، الشهر الماضي، مستندات تتعلق ببرامج إيران لاستغلال الفرص الاقتصادية في سوريا والعراق، عبر التغلغل في البنى التحتية الاقتصادية لهذين البلدين.
وأوضحت مجموعة الهكرز المعارضة أن هذه المستندات تكشف عن خطط إيران لتكثيف نفوذها الاقتصادي في سوريا، وتعزيز إمكانية الاستغلال الاقتصادي والتجاري الإيراني للموارد الطبيعية والبنية التحتية السورية.
وكشفت الوثائق عن عقود استخراج الفوسفات الموقعة بين إيران ونظام الأسد "مقابل إعادة الديون"، كما كشفت قضايا أخرى على أنها "مجدولة" أو "جاهزة للتسليم"، مثل عقود مشغل الهاتف المحمول الثالث في سوريا، وحقول النفط والأراضي الزراعية، وكذلك تربية الماشية لإيران.
وكان مستشار المرشد الإيراني الأعلى للشؤون العسكرية، يحيى رحيم صفوي، قال إن إيران "ستسترد ثمن تدخلها في سوريا بعقود طويلة الأجل من الموارد السورية"، موضحاً أن نظام الأسد "مستعد لسداد التكاليف من حقول النفط والغاز ومناجم الفوسفات السورية".