أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنه سيضاعف التمويل المخصص لوكالة أمن الحدود في بلده وأن عصابات تهريب البشر ستعامل كالعصابات الإرهابية في محاولة لمنع المهاجرين من قطع بحر المانش بواسطة قوارب صغيرة.
وفي خطابه يوم الاثنين خلال اجتماعه بمنظمة الشرطة الدولية (الإنتربول)، تحدث ستارمر عن العصابات التي تقف خلف الهجرة غير النظامية وأنها تمثل خطراً كبيراً يهدد الأمن العالمي.
وبما أنه يرى أن العالم بات بحاجة "لأن ينهض وينتبه لخطورة هذا التحدي" سيعلن ستارمر أن بلده تتبنى نهجاً خاصاً بها لمكافحة الإرهاب، والذي يعرف الجميع بأنه نهج ناجح، وأنه سيطبق ذلك على تلك العصابات، وذلك بحسب مقتطفات من خطابه نشرها مكتبه قبل أن يلقيها.
وسيدعو ستارمر لمزيدٍ من التعاون بين وكالات حفظ النظام والقانون، وتنسيق أوثق مع دول أخرى، إلى جانب تعزيز غير محدد لسلطات فرض القانون والنظام.
هذا ويخطط ستارمر لزيادة ميزانية آمرية أمن الحدود في المملكة المتحدة على مدار عامين بحيث سترتفع من 75 مليون جنيه إسترليني (أي ما يعادل 97 مليون دولار) إلى 150 مليون جنيه إسترليني (أي ما يعادل 194 مليون دولار أميركي)، وتلك الأموال ستخصص لشراء معدات مراقبة متطورة إلى جانب تعيين 100 محقق متخصص في هذا المجال.
وكغيرها من الحكومات البريطانية المحافظة السابقة، تسعى حكومة حزب العمال التي يترأسها ستارمر لمنع آلاف الفارين من الحروب والفقر من محاولة الوصول إلى المملكة المتحدة من فرنسا بوساطة قوارب صغيرة وهشة تزدحم بالبشر.
أرقام قياسية
يذكر أن أكثر من 31 ألف مهاجر عبروا من خلال تلك الرحلات الخطرة أحد أشد الممرات البحرية ازدحاماً حتى تاريخ اليوم من هذا العام، أي بزيادة كبيرة عن مجمل الأعداد التي عبرت طوال عام 2023، لكن هذا العدد يظل أقل من الأعداد التي وصلت إلى بريطانيا في عام 2022. كما أن ما لا يقل عن 56 شخصاً غرقوا في أثناء محاولتهم العبور خلال هذا العام وذلك بحسب ما أورده مسؤولون فرنسيون، ما يجعل عام 2024 أكثر عام شهد وفيات غرقاً بالبحر منذ أن بدأت عمليات عبور بحر المانش بالتزايد ابتداء من عام 2018.
يترأس ستارمر حكومة يسار الوسط، لكنه أثار استغراب كثيرين في أيلول الماضي عندما زار رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وأثنى على التطور اللافت الذي حققته حكومتها القومية المحافظة في مجال الحد من أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى سواحل إيطاليا بوساطة قوارب صغيرة.
وسيتحدث ستارمر يوم الاثنين عن أنه لا يوجد أي تقدم يحرز عندما نغض الطرف عن الرجال والنساء والأطفال الذين يفارقون الحياة في بحر المانش.
جدل حول خطة رواندا
يرى الحزب المحافظ المعارض بأنه لا يجوز لستارمر إلغاء خطة الحكومة السابقة التي تقوم على إرسال بعض طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى بريطانيا على متن رحلات ذات وجهة واحدة تتم بوساطة مراكب صغيرة إلى رواندا، إذ يرى مؤيدو هذا المقترح بأنه سيستخدم كعملية رادعة، في حين ترى منظمات حقوقية وحشد كبير من المحامين بأن هذه العملية تفتقر إلى الأخلاق وإلى السند القانوني؛ لأن إرسال المهاجرين ودفعهم لقطع آلاف الأميال حتى يصلوا إلى بلد لا يرغبون في العيش فيه أمر مخالف للأخلاق والقانون.
كما وصف ستارمر تلك الخطة بأنها وسيلة للتحايل وألغاها بمجرد انتخابه ليشغل منصبه في تموز من العام الجاري، على الرغم من أن بريطانيا دفعت لرواندا ملايين الجنيهات الإسترلينية بموجب هذه الخطة التي تمت بناء على اتفاق وقعت عليه كلتا الدولتين في عام 2022، من دون أي تتم أي عملية ترحيل واحدة بموجبه.
يذكر أن كبار المسؤولين في الحكومة وجهاز الشرطة والذين يعملون لدى الدول الأعضاء في الأنتربول والتي يبلغ عددها 196 دولة سيحضرون هذا المؤتمر الخاص بالإنتربول والذي يمتد لأربعة أيام وسيقام في غلاسكو بإسكوتلاندا.
ومن المتوقع أن يعين يوم الثلاثاء المقبل رئيس الشرطة البرازيلية فالديسي أوركيزا أميناً عاماً جديداً للمنظمة التي يقع مقرها في ليون الفرنسية ليحل محل خلفه الألماني يورغن شتوك.
المصدر: The Associated Press