عقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره السوري، برفقة وفد رفيع المستوى من سوريا، الثلاثاء اجتماعات في العاصمة الأردنية عمان، تناولت العديد من القضايا الحيوية التي تهم البلدين وتؤكد على عمق العلاقات التاريخية بينهما وحرصهما المشترك على تعزيز التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ضم الوفد السوري عددًا من المسؤولين في القيادة السورية الجديدة، من بينهم وزير الخارجية ووزير الدفاع، ومدير المخابرات، ووزيرا النفط والكهرباء.
وتضمن برنامج الزيارة لقاءات مكثفة وجلسات عمل ثنائية بين المسؤولين الأردنيين والسوريين، حيث أجرى وزير الدفاع السوري محادثات مع رئيس هيئة الأركان الأردني، في حين ناقش مديرو المخابرات من الجانبين قضايا أمنية استراتيجية. كما عقد وزير الطاقة الأردني اجتماعات مع نظيريه السوريين في قطاعي النفط والكهرباء لبحث أوجه التعاون في مجالات الطاقة.
أهداف اللقاء: بناء مستقبل مشترك
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال المؤتمر الصحفي المشترك أن اللقاء عكس حرص البلدين على بناء علاقات صادقة ومتينة تخدم مصالح الشعبين الشقيقين، وتعمل على تعزيز الاستقرار في المنطقة.
وأشار الصفدي في مؤتمر صحفي مع نظيره السوري إلى أن الاجتماعات ركزت على إيجاد حلول حقيقية للتحديات المشتركة من خلال تشكيل لجان عمل متخصصة في مجالات الدفاع، والأمن، والطاقة، والنقل، والصحة، والتجارة، والمياه.
وأوضح الصفدي أن الهدف من هذه اللجان هو تنظيم العلاقات بين البلدين الجارين وتمهيد الطريق لعمل مشترك يخدم مصلحة الشعبين الأردني والسوري، ويسهم في استقرار المنطقة بأكملها.
وتطرق اللقاء إلى قضية اللاجئين السوريين في الأردن، حيث جدد الصفدي التأكيد على أن الأردن مستمر في تقديم الدعم اللازم لضمان حياة كريمة لهم خلال فترة إقامتهم. وشدد على أهمية توفير الظروف الملائمة لعودتهم الطوعية والآمنة إلى وطنهم للمشاركة في إعادة بناء سوريا.
الحدود والأمن المشترك
ناقش الجانبان القضايا المتعلقة بالأمن على الحدود الجنوبية لسوريا، حيث اتفقا على التعاون لضمان الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة.
وأكد الصفدي التزام الأردن بمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، بما في ذلك التصدي لتهريب المخدرات والأسلحة، مشيرًا إلى تشكيل لجنة مشتركة معنية بالمسائل الأمنية والدفاعية.
تعاون في قطاع الطاقة والطيران
في مجال الطاقة، أعلن الأردن استعداده لتوفير الكهرباء بشكل فوري للأشقاء في سوريا، بالإضافة إلى التعاون في توفير الغاز. وجرى الاتفاق على بدء مباحثات تقنية وفنية بين الجانبين لتسهيل تنفيذ هذه المشاريع. وفي الوقت نفسه، وصل وفد من الملكية الأردنية وسلطة الطيران المدني إلى دمشق لمناقشة إمكانية استئناف الرحلات الجوية بين البلدين.
دعم عربي موحد لسوريا
أكد الصفدي أن الأردن كان دائمًا داعمًا لسوريا وشعبها، مشيرًا إلى أن اجتماعات العقبة التي استضافتها المملكة عكست موقفًا عربيًا موحدًا في دعم سوريا خلال هذه المرحلة الانتقالية. وأشاد بالشعب السوري، واصفًا إياه بالشعب المثقف والقادر على إعادة بناء دولته، مؤكدًا التزام الأردن بتقديم كل الدعم الممكن في هذه الفترة الحرجة.
اختتم الصفدي المؤتمر بتوجيه رسالة دعم إلى القيادة السورية، مشددًا على أهمية التحلي بالصبر ومنح القيادة السورية الفرصة لترميم الجراح والعمل على بناء مستقبل مشرق وآمن للشعب السوري. كما جدد التأكيد على أن الأردن سيظل سندًا للشعب السوري، معربًا عن تطلعه لأن يشهد المستقبل مزيدًا من التعاون والشراكة بين البلدين.