أكد فريق "منسقو استجابة سوريا" أن آلاف العائلات النازحة في مخيمات الشمال السوري تواجه تحديات متزايدة مع حلول فصل الشتاء، حيث تتفاقم الأضرار بفعل الظروف الجوية القاسية وتجاهل الجهات الإنسانية للأوضاع المعيشية.
وأشار الفريق في بيان إلى أن مخيمات الشمال السوري ما تزال تشكل ملاذاً مؤقتاً للعائلات التي هجرت منازلها بفعل الحرب والظروف التي فرضت عليها منذ أكثر من عقد، ومع ذلك، تفتقر هذه المخيمات إلى الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والرعاية الصحية، مما يجعل الحياة اليومية تحدياً دائماً لسكانها.
غياب الاستجابة يفاقم الأزمة
أوضح الفريق أن المخيمات تسجل أضراراً متزايدة نتيجة البنية التحتية الضعيفة وتجاهل الجهات الإنسانية لتقديم الدعم اللازم، وهو ما ينعكس سلباً على أوضاع العائلات ويزيد من معاناتها.
ورغم المناشدات المستمرة، تظل الاستجابة الإنسانية غير كافية لتلبية احتياجات النازحين، حيث أكد البيان أن نقص التمويل والدعم اللوجستي يعرقل توفير الاحتياجات الأساسية من غذاء ومياه ورعاية صحية.
لفت الفريق الانتباه إلى ما وصفه بالتجاهل المتعمد لبعض الجهات الإنسانية لواقع النازحين وظروفهم الصعبة، مضيفاً أن هذا التجاهل يعكس غياب الالتزام الأخلاقي والإنساني تجاه الفئات الأكثر ضعفاً.
دعوة لتحمل المسؤولية
شدد الفريق على أن أزمة المخيمات ما تزال مستمرة، حيث يعيش عشرات الآلاف من العائلات في ظروف مأساوية نتيجة تدمير منازلها وعدم قدرتها على العودة.
ودعا البيان المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى استجابة فورية وشاملة لتحسين الظروف المعيشية وتوفير البيئة المناسبة للعودة الآمنة.
كما أكد الفريق في ختام بيانه ضرورة تكثيف الجهود الإنسانية والعمل على تنفيذ خطط لإعادة الإعمار وضمان إزالة مخلفات الحرب بشكل كامل لتوفير بيئة آمنة للعائلات النازحة.
مخيمات الشمال السوري
يبلغ عدد مخيمات النازحين في منطقة شمال غربي سوريا 1508 مخيمات، يقطنها أكثر من مليوني نازح، أكثر من نصفهم من الأطفال، وتفتقر غالبية هذه المخيمات للخدمات الأساسية مثل مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي والطرق والمدارس والمراكز الطبية.
وتتضاعف الاحتياجات مع دخول فصل الشتاء بسبب العوامل الجوية، حيث تبرز الحاجة إلى تأمين مواد التدفئة والأغطية والملابس الشتوية واستبدال الخيام المهترئة، إضافة إلى تعبيد الطرقات.
وبحسب وحدة تنسيق الدعم، شهد العام الماضي في تلك المخيمات 42 حالة وفاة مرتبطة بالبرد، وفي ظل نقص المساعدات الإنسانية وزيادة أعداد المحتاجين لها، فإن أوضاع النازحين مهددة بالتدهور بشكل أكبر خلال فصل الشتاء.