ملخص:
- زيارة وفد من الكونغرس الأميركي إلى شمال غربي سوريا تركت انطباعات إيجابية في العديد من المجالات.
- الزيارة تهدف إلى دعم جهود إحلال السلام في سوريا وعودة السوريين إلى منازلهم.
- المنظمة السورية للطوارئ دعت وفود الكونغرس لزيارة المنطقة لرؤية الوضع الإنساني ومحاسبة نظام الأسد.
- الزيارة تسعى لتحديد موقف الولايات المتحدة من النظام السوري وقانون منع التطبيع معه.
- تم تسليط الضوء على مشاريع تنموية مستقبلية في شمال غربي سوريا وفرص الاستثمار فيها.
- الزيارة تعتبر خطوة أساسية لزيادة الوعي حول الأزمة الإنسانية والجرائم التي يرتكبها نظام الأسد وحلفاؤه.
بلا شك كان لزيارة وفد من الكونغرس الأميركي إلى شمال غربي سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في أواخر شهر آب الماضي، انطباعات إيجابية على المستويات السياسية والطبية والإنسانية، في حين كان من اللافت الإشارة إلى أن الزيارة ستكون بوابة لمشاريع استثمارية وتنموية، تمهيداً لتطبيق سيناريو ألمانيا الغربية في المنطقة لانتشالها مما هي فيه من أزمات.
وزار وفد الكونغرس منطقة شمال غربي سوريا بدعوة من "المنظمة السورية للطوارئ"، وضم الوفد ثلاثة أعضاء في الكونغرس بينهم العضو عن الحزب الجمهوري فرانش هيل، الذي قال في تصريحات لتلفزيون سوريا: "نريد أن نكون داعمين لإحلال السلام في سوريا ليتمكن جميع السوريين من العودة إلى منازلهم".
وخلال مرافقتها للوفد، قالت نائبة رئيس منظمة غلوبال جستس، ميساء قباني، إن زيارة الوفد ضرورية للاطلاع على واقع المنطقة، تمهيداً لبدء الاستثمار والإعمار، مضيفة أنه يتم العمل على "مشاريع مهمة في شمالي سوريا بالتنسيق مع تركيا، لتطبيق سيناريو ألمانيا الغربية، وهذه الفكرة من إحدى مبادرات غلوبال جستس".
نشاطات الزيارة
وصِفت زيارة الوفد من أعضاء الكونغرس إلى شمالي سوريا في صباح 27 من آب الماضي بالنادرة والخاطفة، كونها جاءت بعد انقطاع لأكثر من عشر سنوات.
ودخل الوفد إلى ريف حلب الشمالي عبر معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وكان في انتظاره عدد من العاملين في المجالات الطبية والإنسانية.
وكان في استقبال الوفد ثلة من الأيتام الذين رحبوا به واستقبلوه بالزهور وأمامهم لافتة كتب عليها بالإنكليزية: (أهلا بكم في سوريا الحرة).
وامتدت الزيارة لنصف ساعة فقط، وبقيت قريبة من الحدود التركية، وفي الحقيقة، خطط النواب فرانش هيل وبين كلين وسكوت فيتزجيرالد لزيارة أطول يقومون من خلالها بالانتقال بين عدد من المدن السورية، لكن وزارة الخارجية الأميركية منعتهم من ذلك بناء على مخاوف أمنية بحسب ما ذكره منظمو الزيارة، لصحيفة "واشنطن بوست".
وقالت سيلين قاسم، مديرة الإعلام في المنظمة السورية للطوارىء، إن الوفد زار روضة "دار الحكمة" للأيتام، التي ترعاها المنظمة، كما التقى الوفد بمنظمة الدفاع المدني السوري والائتلاف السوري والحكومة المؤقتة وغيرهم.
وأضافت "قاسم" في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن الوفد التقى بعدد من المسؤولين الأتراك في أنقرة، مشيرة إلى أن الزيارة تمهد لإعادة فتح الملف السوري في واشنطن، وتسليط الضوء عليه، والضغط على إدارة بايدن من أجل محاسبة النظام السوري.
وتهدف الزيارة أيضاً لتجديد النظر في آلام السوريين والأزمة الإنسانية المؤسفة في شمال غربي سوريا بسبب النظام وحلفائه، ووضع إدارة بايدن أمام مسؤولياتها لتحديد موقفها من النظام في سوريا، خاصة بما يتعلق بقانون منع التطبيع معه، وفق "قاسم".
وبعد الزيارة، قالت المنظمة السورية للطوارئ في بيان: "إن جلب وفود من الكونغرس لمشاهدة الواقع في المنطقة واللقاء بالناس على الأرض هو خطوة أساسية في رفع مستوى الوعي حول الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد وحليفه. نأمل أن تتمكن هذه الرحلة من معالجة الأوضاع الإنسانية وحالات حقوق الإنسان الأليمة التي تؤثر على حياة الشعب السوري من خلال الدعوة إلى سياسات هادفة وفعالة للتخفيف من معاناتهم ومحاسبة نظام الأسد".
بدوره قال معاذ مصطفى، المدير التنفيذي للمنظمة: "نحن بحاجة إلى القيادة الأميركية الآن أكثر من أي وقت مضى مع استمرار الاحتجاجات ضد نظام الأسد في السويداء والمدن الأخرى.. توفر هذه الزيارة فرصة كبيرة لتعزيز سياسة الولايات المتحدة وموقفها ضد نظام الأسد الإجرامي، الذي يواصل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب مع الإفلات من العقاب وسط تزايد جهود التطبيع في المنطقة وخارجها".
مشاريع تنموية
ذكرت منظمة غلوبال جستس أن وفدا من أعضاء الكونغرس دخل إلى شمالي سوريا، بالتعاون بينها وبين المنظمة السورية للطوارئ، وكان برفقته المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ معاذ مصطفى، والدكتور هيثم البزم رئيس منظمة غلوبال جستس ونائبته ميساء قباني، ورئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس ومدير عام تلفزيون سوريا الدكتور حمزة مصطفى.
والتقى الوفد بمجموعة من الأطفال السوريين وزار مقر الائتلاف في الشمال السوري، كما شارك في حفل التكريم الذي أقامته منظمة غلوبال جستس في مدينة غازي عينتاب، بحضور العديد من الشخصيات السياسية ورجال الأعمال السوريين والأتراك.
وقال الدكتور هيثم البزم رئيس منظمة غلوبال جستس إن الهدف الأبرز من هذه الزيارة، ومن عقد هذه اللقاءات هو تقديم العون للشعب السوري، سواء عبر الدعم السياسي أو المشاريع التنموية.
وأقامت منظمة غلوبال جستس حفلها السنوي في غازي عنتاب، بحضور نواب من الكونغرس الأميركي، وممثلين عن وزارة الخارجية التركية، إضافة إلى قيادات المعارضة السورية، وعدد من السياسيين والأكادميين السوريين والعرب.
وحضر الاجتماع - بحسب المنظمة - نحو 20 رجل أعمال، إضافة إلى رؤساء غرف الصناعة والتجارة في جميع مدن ريف حلب الشمالي والشرقي، وقد تحدث رجال الأعمال عن مشاريعهم في مناطق شمال غربي سوريا، وعن فرص الاستثمار فيها، كما استعرضوا جزءاً من أبرز المشاريع التي تم إنجازها في المنطقة، مع تسليط الضوء على التسهيلات التي يتم تقديمها لهم، والصعوبات التي تواجههم.
وعلى هامش الحفل، نظمت منظمة غلوبال جستس اجتماعاً لرجال الأعمال ومسؤولين في الحكومة السورية المؤقتة، لبحث إمكانية تنفيذ مشاريع مشتركة فيما بينهم.
مساع لتطبيق سيناريو ألمانيا الغربية
أُُطلق على نهضة ألمانيا وتجربتها الاقتصادية اسم "المعجزة الاقتصادية الألمانية"، إذ أنه وبعد أن لحقت الهزيمة بألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية كان وضعها السياسي والاقتصادي سيئاً جداً، وكان حال الشعب الألماني يُرثى له، إلا أن الشعب ذاته تغلب على محنته النفسية وبدأ في توجيه جميع طاقاته من أجل استعادة مجده من خلال الاهتمام بالقطاع الصناعي والاكتفاء الذاتي في معظم موارده.
وبعدما أصبحت ألمانيا عقب الحرب دولتين منفصلتين، هما ألمانيا الشرقية التي سيطرت عليها الكتلة الشرقية ونظامها الشيوعي وألمانيا الغربية التي استولت عليها الكتلة الغربية ونظامها الرأسمالي، ويفصل بينهما جدار برلين، أعيد توحيد الدولة مجدداً في عام 1990 وهدم الجدار الذي فصل بين ألمانيا الشرقية والغربية لسنوات.
ولضمان نهضة ألمانيا، تركز الاهتمام بالبنية التحتية وإقامة شبكات الطرق والأنفاق وإنشاء محطات الكهرباء ومنظومة للصرف الصحي، ثم بقطاع الصناعات الثقيلة، والآلات والسيارات بجميع أحجامها وأغراضها، لتصبح ألمانيا سوقاً مغرياً للعمالة، ما رسّخ آليات ومفاهيم جديدة لقطاع الأعمال لدرجة أن أُطلق على هذه التجربة اسم "المعجزة الاقتصادية الألمانية".
وذكرت نائبة رئيس منظمة غلوبال جستس، ميساء قباني، في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أنه يتم العمل على مشاريع التنمية المستدامة في منطقة الشمال السوري، لتصبح "منطقة مثالية"، تكراراً لسيناريو ألمانيا الغربية التي دُمّرت بشكل شبه كامل بعد الحرب العالمية الثانية، ثم نهضت من جديد.
وأفادت "قباني" بأن المشاريع تهدف لإيجاد فرص عمل للسوريين، موضحة أن التغييرات التي يجريها الجانب التركي شمالي سوريا تدعم توجهات المنظمة، إذ أصدر تعليمات للحكومة المؤقتة بتسهيل العمل وتنفيذ المشاريع في الشمال.
ووفق "قباني"، هناك عدة مشاريع يجري العمل عليها، منها زراعية، وأخرى تعنى بالثروة الحيوانية، ومنها ما يتعلق بالطاقة الشمسية والمياه والإسمنت، لتوفير فرص عمل وتشغيل اليد العاملة، وتطوير البنية التحتية، ومن المتوقع بدء التنفيذ نهاية العام الحالي.
ومن ضمن الخطط، التعاون مع منظمات أخرى في مجالات التعليم والصحة، وأكدت "قباني" أن المنظمة التقت بعدد من رجال الأعمال السوريين في تركيا، وناقشت معهم إمكانية أن يكون لهم نصيب في الاستثمار شمالي سوريا.
وعند الحديث عن الاقتصاد وسبل تطويره، لا بد من الإشارة إلى أن عضو الكونغرس فرانش هيل خريج بامتياز في الاقتصاد من جامعة فاندربيلت، كما أنه قاد بعد سقوط جدار برلين، تصميم المساعدة الفنية الأميركية للاقتصادات الناشئة في شرق ووسط أوروبا، في مجالات الأعمال المصرفية والأوراق المالية.
من المعني بالتطبيق؟
صدر كتاب للمستشار الاقتصادي السوري أسامة قاضي، بعنوان "سيناريوهات إعادة الإعمار في سوريا.. ألمانيا الغربية أو فيتنام أم الشيشان"، قال فيه إن أهم وجه من أوجه التشابهِ بين سوريا وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، هو تدويل المسألة الألمانية كما هو الحال في المسألة السورية، حيث تمَّ عملياً وعسكرياً تقسيم سوريا لثلاث مناطق أميركية وروسية وتركية، وكذلك ألمانيا كانت مقسمة إلى أربعِ مناطق نفوذ بعد الحرب العالمية الثانية وهي: الاتحاد السوفييتي، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا.
وأضاف قاضي، أنه عندما فشلت الاجتماعات المتكررة لوزراء خارجية دول التحالف في زمن الحرب بحل الخلافات التي أعاقت التحرك نحو تسوية سلمية نهائية، اقترح الأميركيون الدمج الاقتصادي لمناطق الاحتلال لتعزيز التعافي وتحرير المنتصرين من أعباء إطعام الألمان في البداية.
ويرى المستشار الاقتصادي أن واقع الحال السوري من هذه الناحية شبيهٌ بالواقع في ألمانيا، حيث إن هنالك مناطق نفوذ حقيقية، وإن القوتين الرئيستين من الحلفاء – الروس والأميركيين – مختلفتان، وكما في الوضع الألماني، أدرك الطرفان أنه لا يمكن الوصول إلى تفاهم، فاختار الأميركيون والبريطانيون تقسيم ألمانيا، والبدء بطرح ألمانيا الغربية كنموذج مقنع وناجح في المعسكر الرأسمالي، خاصة أن نهوضَها الاقتصادي يثبت نجاح التجربة وبالتالي تتبعها بقية أوروبا، وفيما بعد ألمانيا الشرقية.
وقال المستشار: "يبدو أن سوريا وصلت إلى نقطة اليأس من عقد أي اتفاق بين الروس والأميركيين حول سوريا؛ لذا ربما يكون البدء بحل المسألة السورية من منطقتي النفوذ التركية والأميركية كخطوة في الاتجاه الصحيح ضمن الظروف الدولية"، معتبراً أن سيناريو ألمانيا الغربية هو ضمانٌ لعودة السوريين إلى منطقة آمنة داخل سوريا، يعود فيها اللاجئون والنازحون إلى جغرافيا سورية آمنة، مع استمرار المطالبة بسوريا واحدة وبلد واحد غير مجزأ، إلا أن ذلك رهنٌ بالحل السياسي إن وجد، وإلى ذلك الحين، يجب القيام بخطوة وقف النزيف البشري السوري.
مبادرات ومقترحات يُعمل عليها
قال أسامة قاضي، في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إن زيارة الوفد الأميركي بُدء بالعمل على ترتيبها منذ أشهر من قبل المنظمة السورية للطوارئ، ومنظمة غلوبال جستس، ليس فقط من أجل إعادة إعطاء الحيوية السياسية للقضية السورية في الولايات المتحدة بشكل أكثر فعالية، بل أيضاً من أجل البحث عن مشروع إنقاذ سوري حقيقي، لأن الاكتفاء بمقولة "التمسك بالقرار 2254" لم تعد ذات فائدة بعد أن أفرغها مسار أستانا من مضمونها.
ووفق قاضي، هناك محاولة من قبل منظمات "غلوبال جستس"، و"التحالف العربي الديموقراطي"، و"فريق الطوارئ السوري"، و"حضارة الفرات الإنسانية" لإقناع الإدارة الأميركية بسيناريو "ألمانيا الغربية" -ولعل هذه الزيارة تسهم في إقناعهم- واستبدال قوى الأمر الواقع الحالية وفوضى السلاح والفصائلية والطروحات غير الوطنية في الشمال الشرقي والغربي عبر انتخابات مجالس محلية بشكل ديمقراطي حقيقي، وقيام حكومة تكنوقراط في منطقتي النفوذ الأميركية والتركية بحيث تضمن سلامة وأمن المنطقة، وإقامة حكومة التكنوقراط بعد حل كل التشكيلات الحالية من حكومة الإنقاذ والحكومة المؤقتة والإدارة الذاتية، وإدارة المنطقتين إدارة مهنية بمعايير إدارية عالمية.
ويعتقد قاضي أن مشروع سيناريو "ألمانيا الغربية" هو "الحلم العملي الوحيد الباقي لوقف عذابات السوريين في ظل وجود 830 نقطة عسكرية أجنبية وثلاث مناطق نفوذ في سوريا، إذ إن السيناريو يعني توحيد سوريا على مرحلتين".
وتابع قاضي: "إن منطقتي النفوذ في الشمال لو أديرت بحكومة تكنوقراط حقيقية وألغيت المظاهر الفصائلية المسلحة (فقط جيش تابع لوزير الدفاع وشرطة تابعة لوزير الداخلية) وتم إلغاء الفساد ومحاربته، واستطاعت بناء نموذج مدني ديمقراطي، بإمكان تلك الجغرافيا خلال 5-7 سنوات إنتاج ما يعادل 64 مليار دولار".
وختم المستشار الاقتصادي بالقول: "تم توجيه رسالة سابقاً للرئيس بايدن من قبل التحالف العربي الديمقراطي بخصوص سيناريو ألمانيا الغربية وتم الحديث مع مسؤولين أميركان بهذا الخصوص، إضافة إلى أنه تم عرض المشروع على الحكومة التركية، وعلى السوريين أن يعرفوا أن مضيهم في مسار أستانا وحكومة وحدة وطنية معناها تكبيل عشرة أجيال قادمة بالديون الإيرانية والروسية، وإلزام الأجيال القادمة بعقود الإذعان التي وقعها نظام الأسد مع إيران وروسيا، والتي باع عبرها كل الأصول السيادية لسوريا لمدة 50-74 عاماً. إن سيناريو ألمانيا الغربية هو الحل الوحيد للسوريين للتملص من هذه الديون".
مبادرة "الأرض الحرام" تعود للواجهة
قالت منظمة غلوبال جستس، في مطلع شهر آب الماضي، إن "مبادرة الأرض الحرام" التي أطلقتها غلوبال جستس والتحالف العربي الديمقراطي، عادت إلى الواجهة من جديد، حيث بدأت الولايات المتحدة وتركيا محادثات ثنائية لبحث إمكانية تطبيقها على الأرض.
وطُرحت المبادرة في الأول من تموز العام الماضي، بهدف الارتقاء بالواقع الاقتصادي في 5 مناطق شمالي سوريا، وهي منبج والباب وعين العرب واعزاز وجرابلس.
ووفق المنظمة، تهدف المبادرة إلى تحسين حياة السوريين في الشمال وتخفيف معاناتهم، وإلغاء المظاهر المسلحة من المدن والبلدات وإبقائها محصورة في الثكنات والقطعات العسكرية الخاصة بها، منعاً لأي تصادمات أو اقتتال داخلي، وإتاحة الفرصة للمدنيين في هذه المناطق للعيش الكريم، وتشجيع الاستثمار في المناطق المستثناة من عقوبات قانون قيصر.
ويبدو أن هناك تناغماً تركياً مع هذا التوجه، إذ علم موقع تلفزيون سوريا قبل أيام، أن الجانب التركي يتجه لاتخاذ جملة من الخطوات من شأنها تعزيز الاستقرار في مناطق متعددة من شمالي سوريا، وتنشيط الاقتصاد في شمالي حلب، ويتوقع أن يكون التركيز في الفترة المقبلة على زيادة التنظيم، والاعتناء بالجانب الاقتصادي من أجل إنعاش المنطقة وتحويلها إلى نموذج جاذب للسكان، مما يسهم في تسهيل عودة جزء من اللاجئين المقيمين على الأراضي التركية، وإقناع السكان الحاليين بعدم الاتجاه إلى خيار الهجرة.
ويرجح أن يتجه الجانب التركي في المرحلة المقبلة إلى الاعتماد على فريق متخصص لمتابعة شؤون مناطق عمليات "غصن الزيتون" و"درع الفرات" و"نبع السلام"، وسيكون مزيجاً من الخبراء الأمنيين والإداريين والسياسيين والاقتصاديين، ويصل عددهم إلى 12 خبيراً.